الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يحاور طالبان السورية؟!

من يحاور طالبان السورية؟!

16.12.2013
يوسف الكويليت


الرياض
الاحد 15/12/2013
    تآخى الشيطان الأكبر مع الأصغر، ودخلا في حوار حول السلاح النووي الإيراني وكل ما يتعلق بالأمور المتداخلة مع إيران في العراق وسورية وأفغانستان وغيرها، وهي من طبيعة الأشياء إذا كانت السياسة وحدها التي ليس لها التزام أخلاقي أو عاطفي أمام قوة ضغط المصلحة..
أمريكا لا تزال أداة التحريك للأزمات العالمية، سياسية واقتصادية وعسكرية وبالتالي فمهماتها، وإن انحسر بعضها، فهي لا تزال تهيمن على إدارة الحركة في العالم، ونحن بالوطن العربي ابتلينا بها وابتليناها بتعقيداتنا وتدخلاتها بكل شأن لنا طيلة خمسين عاماً أو أكثر وحتى لا نعيد تكرار ما هو مفهوم من تاريخ قريب، فأمريكا تريد أن تنهي رحلة المتاعب مع المنطقة لتذهب إلى مواقع القوة في آسيا التي أصبحت مركز الثقل الصناعي، والتجاري ومجال التنافس بين أقطاب الحاضر والمستقبل..
سورية تقع ضمن التسويات التي لإيران فيها دور مع حليفها حزب الله ومراكز القوة في الحرب السورية يطغى عليها التذبذب، ففي الوقت الذي نجد السلطة مع المتعاونين معها يعيشون حالات كر وفر، نجد الطرف الآخر أيضاً تتغير معالم قوته بالقوة والضعف..
فالجيش الحر بدأ يخسر مواقعه، وصار يحاول أن يشكل مع فصائل أخرى المحافظة على مراكزه ليذهب إلى مؤتمر جنيف (2) ممثلاً لقوة المعارضة السورية، ولأن قيادته والعاملين على أرض الواقع السوري بدأوا يدركون أن التخلي عنهم من قبل دول مثل أمريكا وأوروبا وعدم دعمهم بالسلاح سبب أساسي في حدوث انقسامات على كل الجبهات غير أن نمو التيار الإسلامي المتشدد وحصوله على دعم من مصادر مختلفة يبقى القوة المتنامية، وطالما لا توجد بوادر حلول ناجحة تطبق على خلق كيان واحد تتساوى فيه الطوائف والقوميات والأقليات واستنساخ تجربة لبنان بعد حربه الأهلية، فإن مستقبل الحلول سيكون غائباً، وقد تضطر الدول المحاورة في جنيف إما عزل تلك الفصائل بتقوية القوى المعتدلة وتحجيم السلطة، أو الاضطرار إلى حوارها حتى لو اتخذت اتجاهاً متصاعداً لفرض أسلوب طالبان..
لقد اضطر الاتحاد السوفيتي محاورة الأفغان ليخرج من مستنقعها، وأمريكا والغرب، والفاعلون في اختراق الفصائل المختلفة في سورية، سيضطرون مجبرين إما لمحاربة تلك الجماعات أو لقائها، وهنا ستتغير المعادلات والمفاهيم والتسويات لأن النموذج الأفغاني لن يكون الطرف الأضعف وخاصة إذا ما تنامت قوته على معظم الأرض السورية، وحتى السلطة التي قيل إن لها أطرافاً تأخذ الإسلام ذريعة تحارب تحت ظلها، فإنها قد تنقلب عليها وفقاً للعديد من النماذج في اليمن أو ليبيا أو أفغانستان والصومال..
فشل جنيف (2) المحتمل قد يجعل سورية ساحة حرب طويلة قد تمتد عقوداً أو سنوات وإطالتها سوف تدخل لاعبين تقليديين أو جدداً، لكنها قد تغير المعادلات في بلدان الجوار؛ العراق ولبنان، وربما حتى الأردن لو قام تآلف أو حلف بين القوى الإسلامية الراديكالية، وهنا قد نجد المنطقة والعالم مشتبكين مع نموذج أفغاني صومالي في كل سورية، وما حولها..