الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يخرق وقف النار في كل بؤر التوتر؟!

من يخرق وقف النار في كل بؤر التوتر؟!

26.04.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاثنين 25-4-2016
 بينما محادثات الكويت متعثرة وتواجه صعوبات كثيرة هناك خرق لوقف إطلاق النار في اليمن مستمر ومتواصل وهناك عدم إلتزام بالهدنة المتفق عليها دولياً في سورية من قبل نظام بشار الأسد وبالطبع من قبل حلفائه الروس ومن قبل وكلائه الإيرانيين وهناك "معمعة" في العراق يختلط فيها الحابل بالنابل سببها ، الذي لا جدال فيه ولا حوله،هو تدخل إيران السافر الذي وصل إلى حدِّ الإحتلال المباشر الذي عنوانه: "الحشد الشعبي " و"عصائب الحق" وبعض رموز"حزب الدعوة" وظهور جنرال حراس الثورة قاسم سليماني المستمر في بلاد الرافدين.
لقد أصبح "خرق وقف إطلاق النار" بالنسبة للبؤر المتوترة في هذه المنطقة مرادفاً لإسم إيران فالإيرانيون ،كما هو واضح وبات مؤكداً ،مصرون على مواصلة تمددهم الإحتلالي في العراق وفي سورية وفي اليمن وأيضاً في لبنان بالإعتماد على جيوبهم العميلة التي غدت معروفة للقاصي والداني وأيضاً على الدعم الروسي الذي ما عاد من الممكن إنكاره أو التنصل منه بعدما أصبح للروس كل هذا الوجود على الأراضي السورية وأصبحت لهم كل هذه القواعد العسكرية.
وهكذا فإنَّ إيران ، التي آخر "هداياها" لنظام بشار الأسد لواء القوات الخاصة الخامس والستين و الجسر الجوي وأيضاً الجسر الأرضي عبر العراق الذي لم يتوقف لحظة واحدة على مدى الأعوام الخمسة الماضية وقبل ذلك ، هي من أطاح الهدنة المتفق عليها دولياً في سورية وبالطبع بمشاركةٍ ومساندةٍ روسية وهي من يضع العصيَّ في دواليب مفاوضات الكويت وهي سبب كل هذه الفوضى غير الخلاقة التي يعيشها العراق الذي يدفع الآن ثمن إتفاقية التقاسم الطائفي التي فرضها عليه بول بريمر في لحظة تاريخية بائسة ومريضة !!.
إننا نتمنى النجاح كل النجاح لمفاوضات أو مشاورات الكويت لأن الذين يقفون وراءها ورتبوا إنعقادها بجهود مضنية أصحاب نوايا طيبة لكن ما يجب أخذه بعين الإعتبار في ضوء ماجرى وما قد يجري هو أنَّ الرياح في الكثير من الأحيان تجري بما لا تشتهي السفن وهو أنه إنْ لم تكن إيران حاضرة بممثلين مباشرين في هذه " المشاورات" فإن المؤكد أنَّ رأيها بقي حاضراً منذ اللحظة الأولى ولذلك فقد حصل ما حصل وظهرت كل هذه العراقيل التي ظهرت.
ربما إن هناك من يرى أنَّ في هذا كله تحاملا على إيران ولذلك فإنه لا بد من التأكيد على أنَّ أماني العرب إنْ ليس كلهم فغالبيتهم هي أن تكون العلاقات العربية مع هذه الدولة الشقيقة قائمة على حسن الجوار والمصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي وعلى تاريخ طويل كانت خلاله الثقافة واحدة والوجدان واحدا والإبداع الفكري متبادلا وعلى أرضية لم تؤثر عليها حتى تلك "الشعوبية" التي برزت بسبب إختلالات طارئة في بعض المراحل.
إنَّ هذا هو واقع الحال وواقع الحال هو أن العلاقات بين الدول مثلها مثل الحب الذي لا يمكن أن يكون من طرف واحدٍ فقط وهنا فإنَّ ما يجب التذكير به هو أنَّ فرحة العرب ، الشعوب وبعض الدول ، بانتصار الثورة الإيرانية كانت أكثر من فرحة الإيرانيين أنفسهم وأنَّ هناك من أعتقد في فبراير ( شباط ) عام 1979 أنَّ العمق العربي بالنسبة للقضية الفلسطينية قد تجاوز خراسان وإن زمن الشاه محمد رضا بهلوي قد ولىَّ وهو لن يعود وأن هذه الدولة الشقيقة قد إستعادت مكانتها كدولة شقيقة رديفة إلى الأبد لكن هذا في حقيقة الأمر لم يحصل فكان كل هذا التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العربية.. في العراق وفي سورية وفي لبنان.. وفي اليمن.. وفي البحرين.