الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يخفي الأطفال السوريين في أوروبا؟!

من يخفي الأطفال السوريين في أوروبا؟!

15.03.2016
جمال زويد


الشرق القطرية
الاثنين 14-3-2016
تضاربت الأنباء حول الأعداد الحقيقية للأطفال السوريين المفقودين في أوروبا منذ أن أعلنت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها بداية هذا العام أنهم تجاوزوا العشرة آلاف طفل سوري اختفوا بعد أن لجأوا إلى أوروبا، ونقلت عن بريان دونالد قائد جهاز الشرطة في الاتحاد الأوروبي (اليوربول): "أن آلاف القصّر اختفوا ولم يعثر عليهم بعد تسجيل معلوماتهم لدى سلطات الدولة " وكشف "أن 5000 طفل فقدوا في إيطاليا وحدها ".
في أواخر العام الماضي ذكرت اليونسيف أن ما يقارب (4) ملايين سوري اضطروا للفرار من سوريا وأن نصفهم من الأطفال، وذلك منذ بدء المأساة السورية قبل خمسة أعوام. ولأسباب معينة أصبحت أوروبا من الوجهات المفضلة لهؤلاء الفارّين من جحيم الأحداث والقتل في بلاد الشام رغم الصعوبات المهولة في وصولهم إلى سواحلها.
غير أن ظاهرة اختفاء الأطفال السوريين في القارة الأوروبية بمجرّد وصولهم، وفقدان أية سجلات وإحصاءات رسمية تخصّهم بدأت تلقي بظلالها وتقفز إلى السطح لتضيف بعدًا آخر في معاناة إخواننا السوريين وحجم الجريمة التي تُرتكب بحقهم.
صحيح أن السلطات وغالب وسائل الإعلام تلقي اللوم في هذا الفقدان القسري على المتاجرة بهم جنسيًا واستعبادهم في هذا المجال القذر، وتتهم عصابات الاتجار بالبشر بالمسؤولية عن عمليات اختطاف الأطفال السوريين؛ لكن الأصحّ أن اختطافهم يجري أيضًا وفق حملات منظمة تصبّ - بالإضافة إلى الاستغلال الجنسي - لصالح عمليات تنصير هؤلاء الأطفال وتحويلهم إلى المسيحية.
المعروف عن حملات التنصير سواء في أوروبا أو غيرها أنها تستغل العمل الخيري وتعمل من خلال غطاء المساعدات من دون أن تواجه أية عوائق أو مراقبة وتدقيق وتضييق كالذي تواجهه منظمات ومؤسسات العمل الخيري الإسلامية. وبالتالي يبقى من الاستحالة الإجابة حول أعداد الأطفال السوريين (المختطفين) في أوروبا طالما أن تنصيرهم من ضمن أهداف الخاطفين، ويجري خطفهم بصورة أقرب إلى التواطؤ الذي تغيب بسببه الأرقام والإحصاءات الدقيقة عنهم باعتبار أن أعمال التنصير ونشر المسيحية تحظى بدعم – علني وخفي – من معظم الدول الأوروبية ربما ازداد وتضاعف مؤخرًا لمواجهة فوبيا الإسلام التي بدأت تنتشر هناك.
قد تكون مظاهر ودلائل حملات تنصير الأطفال اللاجئين السوريين قليلة لأنه يجري التعامل معها بصمت وسرّية لكن المؤكد أن أساقفة وقساوسة قد ألقوا بثقلهم في عمليات استقبال هؤلاء اللاجئين وأصبحت الأبرشيات والأديرة والكنائس محالًا لاستقبالهم خاصة بعد دعوة البابا فرنسيس كل أسقفية ودير ومأوى في أوروبا إلى إيواء عائلة من المهاجرين. ويُقال أيضًا أن التحوّل إلى المسيحية أصبح – ربما - هو نافذة اللاجئين السوريين للحصول السريع على حق اللجوء في أوروبا.
سانحة:
تتعاون الآن على تدمير الطفولة السورية أربع عصابات: الأولى: مافيا تهريبهم عن طريق السواحل إلى أوروبا في رحلات أقرب إلى مغامرات الموت. والثانية: عصابات الاتجار بالبشر والاستعباد الجنسي. والثالثة: حملات التنصير وتحويلهم إلى المسيحية. والرابعة: تنظيم داعش بإرهابه ومغامراته وكذلك غموض نشأته وأهدافه. وهذا – بالطبع – بالإضافة إلى العصابة الرئيسية التي هي طغمة النظام السوري وتوابعها.