الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يسقط أولاً.. النظام السوري أم الثورة ؟

من يسقط أولاً.. النظام السوري أم الثورة ؟

18.07.2013
جهاد المومني

الرأي الاردنية
الخميس 18/7/2013
سقوط النظام في سوريا لم يعد احتمالا ممكنا في هذه المرحلة التي تشهد حروبا جانبية بين المجموعات المسلحة التي يفترض انها تقاتل جيش النظام مجتمعة لاسقاط الطغمة الحاكمة وبناء دولة سوريه المدنية الحديثة القائمة على اساس الكرامة والحرية والحقوق والمواطنة، لكن شيئا من هذا لا يبدو انه قابل للتحقق بثورة تركها الرعاة مشاعا لكل عابر سبيل من دول الجوار ومن طلاب الجهاد من شتى الاصقاع.
ثورة اصبحت عبئا على الشعب السوري وخطرا عليه مثلها مثل النظام، ولو خير السوريون هذه الايام بين جماعة النصرة وجيش دولة العراق وبلاد الشام الاسلامية من جهة او النظام من جهة أخرى لاختاروا النظام عن طيب خاطر، هذا هو الواقع في سوريا اليوم بعد سنتين ونصف على ثورة يريدها الغرب والعرب على السواء محرقة للمتطرفين كما كانت افغانستان خلال سنوات الحرب مع السوفييت تحت شعار الحرب على الشيوعية ولم يكن مهما آنذاك من ينتصر، كان الاهم انهاك الاتحاد السوفيتي وتمريغ أنفه بتراب واحدة من افقر واضعف الدول في العالم على عكس الحال في سوريا اليوم حيث هناك من يحرص على عدم انتصار الثورة او النظام وترك النيران مشتعلة الى ان تأكل الطرفين.
لم يحدث مثل هذا خلال سنوات احتضان الغرب للمعارضة البرجوازية العراقية في فنادق لندن، فقد قدمت الولايات المتحدة لمعارضي صدام كل السبل الممكنة لاضعافة وزعزعة نظامه من الداخل وتهيئة الظروف العراقية لوصول الدبابات الى قلب بغداد ولو بعد سنوات، لان المطلوب آنذاك كان اسقاط صدام حسين المختلف تماما عن بشار الاسد ونظامه، وعلى عكس ما كان عليه الحال في العراق, فإن الغرب حريص على بقاء نظام بشار الاسد كحرصه على بقاء الثورة المسلحة ضده، فمن ناحية يمثل نظام الاسد عدوا لدودا للتطرف والارهاب وللتشدد الديني وهذه ميزة الانظمة والجماعات السياسية الشيعية، ومن ناحية أخرى ربما يكون الاسد البوابة لتفاهم غربي مع ايران ومع حزب الله ومع الهلال الشيعي في المنطقة باعتباره احد اقطابه الفاعلين، فهل ثمة ما يمنع من قيام تحالف غير معلن هدفه الوحيد تضييق الخناق على دول الخليج وترهيب الشعوب بالتلويح بخطر الثورات وتغيير انظمة الحكم، ثم ترهيب الانظمة لاجبارها على تكديس الاسلحة وابرام صفقات التسلح باستمرار..!
ثورة في سوريا تترنح ونظام فقد مقومات الحكم بعد هذه الفوضى التي اعادت البلاد ثلاثين سنة الى الوراء، وفي سوريا اليوم فراغ كبير تملأه الجماعات الارهابية القادمة من وراء الحدود ومن حيث تقتضي مصالح البعض تفريغ البلاد من ( المجاهدين ) وتجميعهم في سوريا لتطحنهم ماكنة الحرب هناك، وفي الاثناء يخضع النظام لاشتراطات بقائه ضعيفا قابلا للزوال حال توفر البديل المطلوب، والبديل الان يقيم حيث اقامت المعارضة العراقية ذات يوم قبل سقوط نظام صدام بسنوات، في فنادق العواصم الاوروبية وفي اسطنبول على مرمى حجر من حلب.!