الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يقاتل من في سورية؟!

من يقاتل من في سورية؟!

25.05.2015
جهاد المنسي



الغد الاردنية
الاحد 24/5/2015
بوضوح فاإن الحرب في سورية بين مرتزقة إرهابين ظلاميين قتلة، يحملون أسماء متعددة كجبهة النصرة وداعش وجيش الإسلام وخلاف ذلك من المسميات التي تتبع في نهاية مطافها للفكر المتطرف الإقصائي الظلامي الذي  يؤمن فقط بحز الرؤوس والحرق وسيلة للحوار، وبين الجيش العربي السوري بما يمثله من رمزية لفكرة الجيش، وبما يحمله من معتقد أبرزه وحدة الأرض السورية دون اقتطاع أو تجزئة.
قبل أن أتهم من قبل أولئك أصحاب التهم الجاهزة وينعتوني بـ"الفاشية والدكتاتورية والنازية"، وبالتالي يصبح جائزا اقامة الحد علي، فإنني لا بد أن أؤكد على احترامي لحق الانسان في سورية كما في فلسطين واليمن، وفي كل مدن الملح التي نعرفها، وهذا الاستدراك ليس من منطلق الخوف من الاتهام الذي قد يلحق بي، وإنما هو تعبير عن قناعة داخلية أؤمن بها، وأعتقد ان أصحاب التهم الجاهزة لا يؤمنون بها أصلا، ولا يعيرونها اهتماما.
وقبل ان اتهم ايضا بانني (شبيح) وغيره من تهم تحضر كثيرا على شاشة قنوات عربية، أنوه أنني لم أر طرفا معارضا في سورية غير قوى الظلام والارهاب، ولم ألمس معارضة معتدلة على الارض يتوجب أن يتم التعامل معها، كما أن حضور تلك المعارضات التي تطلق على نفسها (معتدلة شكليا) في عواصم القرار دون أثر او تأثير حقيقي ملموس، ودون ان يتمكن اولئك من إثبات واقعهم على الارض السورية، فغابت كل التنظيمات التي يمكن وصفها بالمعتدلة، وانصهرت اخرى مع قوى الظلام، فباتت المعادلة واضحة، حرب بين الجيش السوري واولئك القتلة الظلاميين، ولا يمكن إلا أن أكون في صف الجيش.
أتفق انه قد تكون وجدت هنات في هيكل النظام، وربما تم تسجيل افعال غير ديمقراطية في اوقات معينة، ولكن ذلك لا يعني بالمطلق الموافقة على تقسيم الوطن السوري واستباحته من قبل اولئك اللصوص القتلة، ودعمهم بالمال وتسهيل مرور الرجال لهم، فذلك الدعم يعني دعم متمردين قتلة، ويتوجب على صاحب الفعل التوقف عن ذلك والاعتذار للشعب السوري الذي تسببوا في قتله وتشريده ووفاته.
اذا، كما رأينا فان من يقاتل في سورية ليست قوى معتدلة، وليسوا ثوارا وليست معارضة، من يقاتل هناك عبارة عن زمرة قتلة وظلاميين لا يريدون اي تطور في المنطقة، يريدون ان يعود العالم الى عصر ما قبل التاريخ، عصر وأد المرأة وقتلها، واعتبارها سلعة اللهو، عصر ظلامي يعتقد اصحابه أن التطور كفر وردة عن الدين، والتكنولوجيا رجس من عمل الشيطان!.
أولئك الذين يهدمون الاثار ويجزون الرؤوس ويحرقون الاجساد خارج اطار المنطق والتطور، وأي تعاطف معهم من قبل اي فئة كانت يتوجب ان تضع صاحبها امام المساءلة والملاحقة القانونية.
قبل ذاك وبعده، فان الكلام عن حرية الانسان وحقوقه يسقط عن كلا الاطراف المتنازعة، فعن اي حق انسان يمكن ان يتحدث العالم وما يزال 10 ملايين فلسطيني بلا وطن، منذ ما يقرب من 70 عاما. المعادلة بالنسبة لي بخلاف ما تبثه قنوات الفتنة، فالمعادلة واضحة وهي عبارة عن بروازين في الأول قوى تعلن (نعم تعلن حتى لو كان كذبا) عداءها لاسرائيل، وفي البرواز الثاني قوى أخرى تؤيد اسرائيل وتعتبر ان اي فعل ضدها مغامرة، وتقدم الشاي والقهوة لجيش احتلالها كما فعل وزير لبناني ابان العدوان الصهيوني على لبنان.
بوضوح لا أرانى الا في البرواز الأول المعادي للصهاينة، ولا أرى ذاتي في برواز فيه أصحاب اسرائيل ومن سهل لها احتلال الاوطان.
هكذا أحدد بوصلتي وكفى، لا أحددها بمعتقدات مذهبية او دينية او اثنية أو جهوية او اي معتقد اخر تحاولون جاهدين إثارته فينا.