الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يقتل الأطفال؟

من يقتل الأطفال؟

17.09.2016
محمد بن عبدالله الحسيني


الرياض
الجمعة 16/9/2016 
 الطفلة ريماس، والطفل ريان، والطفل مروان، وعمران الذي حرك مشاعر الشعراء وغيرهم من الوجوه البريئة التي فضحت وجه العالم والأمم المتحدة، وكشفت وجهه الآخر الذي لا يأبه كثيراً للإنسانية، طالما أن مصالحه ليست معها، وأثبتت للجميع أن أطفال سوريا واليمن وغيرها من البلاد التي تعيش أتون الحروب والتدمير يُقتلون، بمباركة دول العالم المتقدمة، ثم يخرج علينا من يتساءل عن الأسباب التي قُتل الأطفال لأجلها، وهم يدركون تماماً أن دعمهم لبشار والحوثيين، وصالح، هو من يؤجج الصراع، ويطيل عمره، ويمنحه الفرصة ليستمر ويشتد.
وفي اليمن تصمت الأمم المتحدة عما يتعرض له المدنيون في مدينة تعز وغيرها من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، فضلا عن صمتها عن إدانة المجازر اليومية التي يرتكبها هؤلاء، وتعجز عن القيام بواجبها الفعلي تجاه حماية الأطفال، فجرائم مليشيا الحوثيين بحق الإنسانية واقتصاد البلاد يجب ألا تفلت من الملاحقة والعقاب، خاصة بعد التصرفات المدمرة التي يقوم بها الحوثيون بطباعة العملة اليمينة بالمليارات لضربها بالسوق، وإدخال اليمن في أزمة لن تتعافى منها ولو بعد عشرات السنين.
وهناك تقارير كثيرة تتحدث عن جرائم الحوثي في اليمن، وترصد كمية الانتهاكات الإنسانية التي يمارسها، ومنها تقرير أعده التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة من (1) ديسمبر 2014 وحتى 31 ديسمبر 2015م أكد من خلاله سقوط ما يقرب من (8202) قتيل مدني بينهم (476) امرأة و (508) أطفال، بسبب أعمال القصف العشوائي والقنص والاشتباكات والألغام، إضافة إلى أكثر من 30 واقعة انتهاكات ضد النساء والإعلاميات، هذا فضلاً عن تقارير أخرى رصدت تعرُّض النساء للتحرش بجميع أنواعه، وكذلك التهديد بالاغتصاب ومنعهن من العمل، منذ أن بدأت محاولة الحوثيين الاستيلاء على السلطة في سبتمبر 2014م.
وإذا كان العالم الصامت عن تلك الجرائم يدعي أنه يخشى تمدد قوة "داعش" والجماعات الإرهابية فإنه لا شك يكذب، فهناك الكثير من الفيديوهات التي تظهر حقيقة الصناعة المخابراتية الدولية لتنظيم داعش، لإظهار الإسلام بمظهر الدين الذي يدعو أتباعه للعنف، وذبح معارضيه، من خلال الاستعانة بمن يؤدي دور "أبو بكر البغدادي"، بهدف نشر الفوضى في الدول العربية، وزعزعة استقرارها، لهدمها، ومنح إسرائيل الفرصة للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وما يدعو للأسف في هذا الأمر الشبهات التي تحوم حول بعض الدول العربية نفسها في مساعدتها لـ"داعش"، حيث اتهمت النائبة العراقية د. حنان الفتلاوي قبل عام وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بالسماح لطائرات داعش بالهبوط في العراق، وهي تحمل أسلحة مهربة تقتل الأطفال العراقيين بها.!
كما نشرت على صفحتها بالفيسبوك خبراً لصحيفة "التايمز" البريطانية، أواخر 2014م قالت فيه إن بلدية الموصل كانت من أكبر ممولي "داعش"، حيث كانت تؤمن لها نحو ثلاثة ملايين دولار شهرياً، للمساعدة في شراء الأسلحة والمعدات الحربية.
والغريب أن من يؤمنون بداعش ويعتبرونها حركة إسلامية لا يرون أنها لا تقاتل قوات بشار الأسد بل تحارب المعارضة السورية، كما لم تسع ولو لمرة لضرب أي أهداف إسرائيلية، ولم تقدم كذلك على أي أعمال سيئة ضد إيران وروسيا.! خلاصة القول أن داعش صناعة إسرائيلية عراقية إيرانية بمباركة من دول الغرب الاستعمارية.