الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يكفكف دمع دمشق؟

من يكفكف دمع دمشق؟

16.06.2013
د. خليفة علي السويدي

الاتحاد
الاحد 16/6/2013
المئات من القتلى يضافون يومياً إلى قائمة ضحايا الحرب في سوريا. وليس من الإنسانية التساهل في هذا الأمر، لأننا كعرب تعودنا على أن نكون الضحية التي يكتفي أهلها بنعيها ثم البكاء عليها فنسيانها. إنها مأساة لا يود أحد أن يؤجج نارها، ومن الواجب الإسهام في حلها، وفي الوقت نفسه التعلم من دروسها.
وإنْ كان أهل السياسة من المفروض أن يكونوا أهل الكياسة، فيتعاملون مع المجتمع الدولي لإنهاء هذه المأساة، إلا أن الدرس الجديد الذي نتعلمه كل يوم من هذه الأزمة أن العرب أمة لا قيادة موحدة لها. وأخشى إنْ استمر واقعنا كأمة عربية على هذا النحو أن نقول يوم لاينفع الندم: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
بعد أن تخلى القائد العربي عن دوره القومي البطولي، صعد المنبر قيادات من أجندتها إضعاف العرب، والتعامل مع الغرب في قيادة المنطقة لتحقيق أهداف الخارج باستنزاف موارد الداخل. من الواضح أن إيران أضحت مشاركة في الجرائم المتجددة التي يتعرض لها العرب، فهي وراء افتعال أزمة مملكة البحرين وما نتج عنها، وعناصرها تؤجج أهل القطيف. والحوثيون في اليمن السعيد يعكرون كل مظاهر السلام والبناء في ذلك القطر العربي الذي من حق أهله العيش الكريم.
وما تقوم به عصابات «حزب الله» في سوريا من البشاعة، لا يستطيع إنسان تجاهله، وقد سبق ذلك كله العراق من فترة التحرير، وإلى يومنا هذا، فماذا بقي للأمة العربية كي تتعلم الدرس؟
هنا يأتي دور العلماء، فقد أكد مفتي السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن المملكة مناصرة لقضايا المسلمين وللقضايا العادلة بكل مكان، وهي في ذلك لا تستند لحسابات سياسية ضيقة، ودعا الجميع ساسة وعلماء لأن يتخذوا من «حزب الله» الطائفي المقيت ومن يقف وراءه خطوات فعلية تردعه عن العدوان على سوريا لأنه حزب عميل لا ذمة له. وقال القرضاوي في «مقابلة خاصة» على «العربية»: دافعت عن «حزب الله» عندما حارب الإسرائيليين، ووقفت ضد مشايخ السعودية لكنهم كانوا أبصر مني بشأن هذا الحزب، بل حتى الأزهر صرح بقوله («حزب الله» يقود حرباً طائفية ضد السُنة). وذكر سعد الحريري أن لبنان أمام «خطر وجودي» و«حزب الله» أفسد العلاقات بين السُنة والشيعة.
لانريد إضافة الزيت على النار المشتعلة في أطراف الأمة العربية بجعل الطائفة الشيعية في حزب واحد، خشية أن تكون حرباً عقدية، لذلك أعجبني قول رئيس التيار الشيعي الحر بلبنان« 300 ألف من الطائفة في لبنان يعارضون حزب الله».
ملخص القول إنها إيران ومن تحزب معها، وليس الشيعة من يهدم البنيان. فما هو موقف ساسة العرب منها أم أننا نريد أن نوقف النزيف بضمادة مؤقتة كي تنفجر العروق في أماكن أخرى؟ دمشق تصرخ، وهي بحاجة إلى من يكفكف دمها ودمعها وينهي مأساتها، والأمة العربية بحاجة إلى قيادة سياسية وفكرية تلم شعثها، وتوجه طاقاتها.