الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من يوقف المأساة السورية؟

من يوقف المأساة السورية؟

03.09.2013
علي بردى


النهار
الاثنين 2/9/2013
استعصت الازمة السورية على أي حل حتى الآن. لم تلجمها الجهود الديبلوماسية ولا التهديدات العسكرية. جاء الفصل الاخير من المأساة باستخدام الاسلحة الكيميائية ليثير في الولايات المتحدة سؤالين، الاول يتكرر كثيرا ويرتبط بأسباب تنصيب أميركا نفسها شرطيا على العالم، والثاني يتعلق بتشكيك كثيرين – وهم محقون – في صدقية تطبيق المذهب الاميركي لنشر قيم الحرية والديموقراطية عبر العالم.
جاء الاختبار هذه المرة تحديدا من حادثة الغوطتين. اتخذ الرئيس باراك أوباما قرارا بمعاقبة نظام الرئيس بشار الاسد. أحال القضية على ممثلي الشعب الاميركي في الكونغرس. حوّل عمليا الازمة الدولية الناجمة عن الحرب السورية نقاشا داخليا بين الاميركيين في شأن المساهمة المطلوبة من واشنطن لوضع حد لواحدة من أبشع مآسي الانسانية في القرن الحادي والعشرين. هذه فرصة حقيقية ثمينة كي يحاول الديبلوماسيون ايجاد مخرج سياسي للأزمة السورية المستفحلة. وكي يتمكن المفتشون الدوليون من انجاز مهمتهم. لا بد أولا وقبل أي أمر آخر من ترك مهمة تقصي الحقائق في الادعاءات عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا تنجز مهمتها، حتى لو كانت غير مخولة تحديد الطرف الذي أقدم على هذه المجزرة الشنعاء. يؤكد الجميع في سوريا وخارجها ان الاسلحة الكيميائية استخدمت مرات في هذه الحرب. لا اختلافات في الموضوع. السؤال الذي لن يجيب عنه المحققون: من هي الجهة المسؤولة عن استخدام سلاح الدمار الشامل هذا؟ غير ان تحديد طبيعة السلاح الكيميائي المستخدم والمقذوف الذي نقله ومن أي اتجاه ونوع المنصات التي يطلق منها وبعض الادلة العلمية الاخرى ستوفر فكرة معقولة وموثوقا بها عن الادعاءات المتناقضة في هذا الشأن. لا أحد يعرف ما اذا كان الرئيس الاسد أعطى أمرا كهذا، ولا ما اذا كان أحد الضباط تصرف من تلقائه، او أن جهة ما دولية أو اقليمية سلمت بعض الارهابيين هذا السلاح القذر والفتاك او أن جماعة معارضة حصلت عليه من أحد مخازن الجيش السوري.
لا يحتمل الامر رأيا او تأويلا.
يبدأ المفتشون الدوليون برئاسة آكي سالستروم اليوم اختبار "العينات القيمة" التي حصلوا عليها، وهي تتضمن شظايا من الصواريخ ستدل من دون أي شك الى المواد التي كانت تحتوي عليها، فضلا عن الاشارات الفريدة التي تشير الى طبيعة السلاح، الى عينات من البيئة المستهدفة وقشور الطلاء في المنطقة، فضلا عن عينات الدم والبول والانسجة من الضحايا والناجين. على رغم ما أشيع عن محاولات لتضييع أثر الهجمات هذه، يؤكد خبراء أنه بالنسبة الى الهجمات التي شنها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على أكراد حلبجة في آذار 1988، تمكنت منظمة أطباء لحقوق الانسان بعد أربع سنوات من نقل عينات الى مختبرات بورتون داون الدفاعية البريطانية للمواد الكيميائية والبيولوجية.