الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مهلة جديدة لإنقاذ بشار

مهلة جديدة لإنقاذ بشار

12.11.2015
خلف الحربي



عكاظ
الاربعاء 11/11/2015
من الجنون الاعتقاد بأن روسيا يمكن أن تسعى صادقة لإقصاء ديكتاتور دمشق بشار الأسد وهي التي أرسلت طائراتها وجنودها لحماية مسألة بقائه في السلطة، أقصى ما يمكن أن تقدمه روسيا للمطالبين بإبعاد الرجل الذي ارتكب جرائم حرب مريعة بحق شعبه، هو التفكير بمنحه مهلة ستة أشهر أو أكثر لإقصائه، وهي المهلة التي لن تبدأ إلا حين يصل بشار إلى مرحلة ميؤوس منها ويكون الهدف الأساسي منها منحه فرصة أخيرة للتغلغل أكثر داخل الجيش لزعزعة سوريا في حال رحيله، تماما كما فعل علي عبدالله صالح في المنحة التي منحت له لمغادرة كرسي الحكم في اليمن، ولكن في حالة بشار فإن التغلغل الأسود سيكون أشد شراسة وسيعطل الحل في سوريا إلى ما لا نهاية.
العقدة الحقيقية في الأزمة السورية اليوم تكمن في نجاح بعض الأطراف في تغيير (ثقافة) المجتمع الدولي تجاه هذه المأساة، فبدلا من أن يعيش بشار الأسد تحت ضغط المحاكمة الدولية لما ارتكبه من مجازر وجرائم حرب طوال السنوات الخمس الماضية، ساد شعور دولي عجيب بأن وجوده هو الضمانة لعدم تمدد تنظيم داعش، يندر أن تجد اليوم من يقول بأن وحشية بشار في التعامل مع الثورة السلبية هي التي فتحت الباب أمام التنظيمات الإرهابية للدخول على خط الأزمة السورية، وأن التدخل السافر لحزب الله اللبناني والدعم الإيراني الذي لم ينقطع كان أساس اشتعال الحرب الأهلية في هذا البلد الذي عرف بالتسامح المذهبي والديني قبل أن يرفع بشار بيرق الطائفية ويستدعي حلفاءه الطائفيين من خارج سوريا لقتل وسحق الشعب المسالم الذي خرج مطالبا بالحرية والمساواة والعيش الكريم.
لقد اجتاحت ثقافة البراميل المتفجرة قاعات الدبلوماسيين في مختلف أنحاء العالم للأسف الشديد، ولم يعد خطر وجود رجل مثل بشار يشكل شيئا أمام الميزة الوهمية لبقائه كسد أخير في مواجهة طوفان الإرهاب. من قال إن بشار بإمكانه أن يواجه الإرهاب وهو الذي لا يستطيع حماية قصره إلا بمساعدة الروس والإيرانيين ومرتزقة حزب الله؟، وكيف يظن المجتمع الدولي أنه بالإمكان مساعدة ملايين السوريين الذين تم تشريدهم في مختلف أنحاء العالم وقتل من تبقى منهم داخل بيوتهم في الوقت الذي يتفاوض فيه العالم لمساعدة الرجل الذي تسبب في كل هذا القتل والتهجير كي يبقى في الحكم لستة أشهر أخرى أو عام أو عامين إضافيين.. ويقتل المزيد من الأبرياء بمعاونة الروس والإيرانيين يفوق عددهم أولئك الذين يمكن أن تقتلهم التنظيمات الإرهابية.