الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مواعظ الأسد.. هذيان الاحتضار

مواعظ الأسد.. هذيان الاحتضار

28.08.2013
اليوم السعودية



الثلاثاء 27/8/2013
واضح أن رئيس النظام في سوريا منفصل تماماً عن الواقع ومصاب بهستيريا الخوف من مجهول لا يبدو أنه يحسن تقييمه، ففي حديثه إلى صحيفة ايزفستيا الروسية يوم أمس، أغدق المواعظ السياسية على بلدان العالم، بينما لو تحلى بهذه المواعظ الذهبية لما قضى نحو ربع مليون سوري في أتون الحرب التي هندسها بسبب رعونته ولما مات الأطفال السوريون كالذباب بسموم الأسلحة الكيماوية بسبب دمويته وجرأته على ارتكاب الفظائع. ويقول الأسد انه يرفض أن تكون سوريا دمية للغرب، وهذا جيد وتصريح شجاع لو أنه يعبر عن حقيقة ولم يكن تضليلاً سافراً، إذ المؤسف أن الأسد نفسه وبإرادته حول نفسه وسوريا إلى الأسوأ علناً وعلى المكشوف، وهي أن تكون سوريا دمية لإيران وهو المنفذ المخلص لتعليمات الحرس الثوري، ودمشق مركز عمليات للمؤامرات الإيرانية في الوطن العربي. وليس أسوأ من مستقبل ينتظر أي بلد أن يحوله قادته إلى مسرح عمليات لميلشيات إيران.
وحاول الأسد الدفاع عن جريمة مهاجمة القرى السورية بالأسلحة الكيماوية قبل أيام، قائلاً ان ذلك «يخالف العقل والمنطق»، لكنه لم يلاحظ أن كل ما فعله طوال السنوات الثلاث الماضية وقبلها كان يخالف كل عقل وكل منطق منذ أن سلط ميلشياته تنهش بأجساد السوريين وأعراضهم وتدمر منازلهم وتقتلهم عزلاً في الشوارع، وتمثل بأجساد أطفالهم، وتختطف نساءهم، إلى أن دبر للقرى السورية المطمئنة مذابح ليلية، وهاجم قرى أخرى بأسلحة كيماوية، وأحضر ميلشيات طائفية متعددة الجنسيات لا تحلم سوى بسفك الدماء في شوارع سوريا ومدنها.
وهل يتفق مع العقل والمنطق أن يتحالف نظام بعثي قومي عربي علماني، كما هو شعار الأسد، مع نظام فارسي ديني طائفي، وهل يتفق مع العقل والمنطق أيضاً أن نظاماً يدعي قيادة المقاومة وتحرير الأمة من الاحتلال الإسرائيلي لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ ثلاثة عقود، ويختم تاريخه بتسليم سوريا إلى الاحتلال الإيراني، ويتشرف بوظيفة وكيل لأعمال الولي الفقيه.
تصريحات بشار الأسد، ليست هذيان احتضار، ولا تختلف عن أفعال ميلشياته ومواقف رعاته وداعميه، فهو يحاول تسلية مواليه، وإرضاء سادته في طهران، ويتجاهل الواقع بكل حقائقه المرعبة للنظام ولرعاته.
الواقع يسجل أن الشعب السوري الحر يملك الآن الإرادة والتصميم والشجاعة لهزيمة نظام الأسد ورعاته، بعد أن واجه حرب الأسد وإرهابه وجرائمه بمزيد من التصميم والصمود في أيام كان السوريون يدافعون عن أرواحهم بصدورهم وأيديهم العزلى. وكان من الحكمة والموعظة أن يعي نظام الأسد ورعاته أن الشعب السوري تجاوزهم ويستعد لمواجهتهم ليكتب تاريخاً جديداً في سوريا يزهو بالاستقلال الوطني والسيادة السورية الحرة بعيداً عن تضليلات الأسد وباطنيته ونفاقه وإملاءات طهران وتهديداتها لبلاد الشام الأبية.