الرئيسة \  تقارير  \  مودرن دبلوماسي: 4 خطوات لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية دون صراع عسكري

مودرن دبلوماسي: 4 خطوات لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية دون صراع عسكري

17.02.2022
الجزيرة


الجزيرة
الثلاثاء 15/2/2022
تقف أوروبا على شفا حرب لا تحمد عقباها، حيث تهدد الولايات المتحدة وحلفاؤها الموقنون بأن روسيا تخطط لغزو أوكرانيا بفرض عقوبات "مدمرة" على الأخيرة في حال إقدامها على تلك الخطوة، فيما تنفي  موسكو بشدة أي خطط من هذا القبيل، وتؤكد أن كييف تستعد لشن هجوم على انفصاليي دونباس (شرقي أوكرانيا).
فهل بالإمكان التوصل إلى تسوية دبلوماسية من شأنها جلب السلام والاستقرار للمنطقة المضطربة بأوروبا الشرقية؟ بهذا السؤال استهل الكاتبان ألكسندر دينكين مساعد رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف، والمدير العام السابق للشؤون الروسية في مجلس الأمن القومي الأميركي توماس غراهام مقالا مشتركا لهما نشره موقع "مودرن دبلوماسي" (Modern Diplomacy) يسلط الضوء على جذور الأزمة الراهنة، ويقترح 4 خطوات لنزع فتيلها دون الدخول في صراع عسكري.
جذور الأزمة
ويرى الكاتبان أن حل الأزمة الراهنة التي تهدد بحرب يصعب التنبؤ بعواقبها يتطلب فهم جوهرها، فهي لا تقتصر على أوكرانيا فحسب، بل تعود جذورها إلى التسوية الأوروبية الأوسع التي تم التوصل إليها في نهاية الحرب الباردة قبل 30 عاما، والتي تدعي موسكو أنها فُرضت عليها في وقت كانت تعاني فيه ضعفا شديدا، وترى أن تلك التسوية فشلت في مراعاة مصالحها الخاصة.
كما ترى موسكو أن توسع المؤسسات الأوروبية الأطلسية نحو الشرق الذي أعقب تلك التسوية -خاصة في ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) والاتحاد الأوروبي- يهدد أمن روسيا وازدهارها، ولذلك فإن روسيا التي تسعى الآن لاستعادة مكانتها الدولية عازمة على وقف ذلك التوسع -إن لم يكن عكسه- باستخدام شتى الوسائل الضرورية، وفق المقال.
ما الحل؟
واقترح الكاتبان 4 خطوات لحل الأزمة التي توشك أن تشعل حربا ضروسا، الأولى: تقييد العمليات العسكرية على طول الحدود بين الناتو وروسيا.
والثانية: وقف توسع الناتو شرقا، حيث يرى الكاتبان أن توسع الناتو باتجاه الشرق هو لب الخلاف الحالي، ومن بين المقترحات التي تقدم بها الكاتبان وقف رسمي لتوسع الناتو في دول الاتحاد السوفياتي السابق -بما في ذلك أوكرانيا- لمدة تتراوح بين 20 و25 عاما.
أما المقترح الثالث فهو حل النزاعات المستمرة والمجمدة في منطقة الاتحاد السوفياتي السابق ومنطقة البلقان، بما في ذلك تلك المتعلقة بشبه جزيرة القرم وكوسوفو ودونباس، والتي تحمل جميعها نزعة انفصالية.
والمقترح الرابع لحل الأزمة الأوكرانية -حسب الكاتبين- هو تحديث اتفاقيات هلسنكي الموقعة عام 1975، حيث يريان أن ذلك من شأنه تسهيل التوصل إلى تسوية شاملة، وقد يكون حجر الأساس لعقود من السلام في أوروبا.
وخلص المقال إلى أن على الجانبين السعي إلى اتفاق حول تفسير المبادئ العشرة التي توجه العلاقات بين الدول، والتي اتفقت عليها جميع الأطراف، بما في ذلك احترام الحقوق السيادية وتقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والإحجام عن التهديد أو استخدام القوة ضد الدول الأخرى، والتسوية السلمية للنزاعات.
وأكد الكاتبان على ضرورة التفاوض على المقترحات الأربعة كحزمة واحدة رغم اختلاف أطراف الأزمة، حيث إن كلا من الولايات المتحدة وروسيا بحاجة إلى معرفة إلى أين تتجهان قبل الدخول في محادثات جوهرية بشأن التفاصيل.
كما أشارا إلى ضرورة السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن حدود أنشطة الناتو في أوكرانيا وحولها، خاصة تلك المتعلقة بمخاوف روسيا الأمنية، ولكن على نحو لا يعرض مبادئ الناتو للخطر.
المصدر : مودرن دبلوماسي