الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موسكو تحذّر واشنطن من "انتشار انفجاري" للوباء بين العسكريين الأمريكيين شرق سوريا

موسكو تحذّر واشنطن من "انتشار انفجاري" للوباء بين العسكريين الأمريكيين شرق سوريا

26.04.2020
هبة محمد



القدس العربي
السبت 25/4/2020
دمشق – "القدس العربي": في تكثيف واضح للضغط الروسي على القوات الأمريكية المتبقية شمال شرقي سوريا، وتكريس عقلية اللصوصية الدولية والتنافس في السيطرة على الثروات الباطنية السورية والجغرافية، ألقت موسكو المسؤولية على واشنطن في انتشار فيروس كورونا المستجد بين المدنيين شمال شرقي سوريا، بعدما ارتكبت هي مئات المجازر بحق المدنيين في عموم سوريا وإدلب شمال غربي البلاد.
بعد إعلان حالة وفاة… الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
وكشفت موسكو عن انفجار محتمل لوباء "كورونا" شرقاً، حيث أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق روسيا من الانتشار الواسع للوباء بين العسكريين الأمريكيين في سوريا محملة واشنطن مسؤولية سلامة السكان المدنيين في المناطقة الواقعة تحت سيطرتها شمال شرقي سوريا، وذلك بعدما أكدت "الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا" رصد أول وفاة بفيروس كورونا المستجد، محملة منظمة الصحة العالمية المسؤولية عن انتشار الوباء في المنطقة، وهو ما دعا منظمة أطباء بلا حدود إلى التعبير عن قلقها الشديد إزاء تدهور الحالة الصحية في المنطقة.
انتشار الفيروس
وأشارت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية إلى التقارير الصادرة عن "الإدارة الذاتية" الكردية حول تسلمها مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة، وقالت إن الأمريكيين لم ينقلوا للأكراد معدات طبية للتعقيم، بل وسائل لقمع تمرد السجناء، وهو ما يصعب تصنيفه ضمن المساعدات الإنسانية، حسب تعبيرها.
وقالت المتحدثة إن هناك تقارير تفيد بانتشار عدوى فيروس كورونا في صفوف القوات الأمريكية في سوريا بوتائر عالية تنمّ عن انفجار في حصيلة الإصابات، في حقيقة يتم التكتم عليها، جاء ذلك في مؤتمر صحافي لها عبر تقنية الفيديو وأضافت "ترد أنباء عن انتشار انفجاري لوباء فيروس كورونا بين العسكريين الأمريكيين في سوريا ولكن المسؤولين الأمريكيين لا يعلنون عن ذلك" محملة واشنطن كامل المسؤولية عن سلامة السكان المدنيين وتلبية حاجاتهم الإنسانية في المناطق الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي، كما اعتبرت زاخاروفا أن التواجد العسكري الأمريكي في سورية غير قانوني ويمكن وصفه بالاحتلال.
القوات الأمريكية، كانت قد أدخلت خلال الأشهر القليلة الماضية آلاف الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة عبر المعابر غير الشرعية لتعزيز وجودها في منطقة الجزيرة السورية الأغنى بالنفط والثروات الباطنية السورية والمحاصيل الرئيسية.
بالتوازي، حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن "فيروس كورونا يشكل خطرا محدقا بجميع السوريين" ودعت كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية للمبعوث الخاص لسوريا، نجاة رشدي، إلى تسهيل عمل المؤسسات الإنسانية، والسماح بوصول المساعدات، بما فيها العاجلة المتعلقة بمكافحة الفيروس.
كما حذرت المسؤولة الأممية، في بيانها، من أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا مازالت واسعة النطاق، حيث يحتاج أكثر من 14 مليوناً و700 ألف شخص للمساعدة.
وأضافت "يشكل فيروس كورونا خطراً كبيراً على جميع السوريين لا تزال هناك تحديات خطيرة، بما في ذلك الظروف المعيشية للنازحين داخليًا، ونقص الموظفين والمعدات الطبية" وكررت المسؤولة الأممية دعوة المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إلى ضرورة "وقف إطلاق النار في سوريا لبذل جهود شاملة لمكافحة كورونا".
وفيما يتعلق بالحالة الإنسانية المأساوية داخل مخيم الركبان بالقرب من الحدود الأردنية، شددت رشدي، على ضرورة القيام ببعثة تقييم صحي فورية وبدون عوائق ولتوصيل المساعدة الإنسانية بما في ذلك المواد الغذائية والصحية ومستلزمات النظافة إلى المخيم" ودعت "ذوي النفوذ لتمكين المغادرة الطوعية لسكان المخيم وإيجاد حل دائم لهم".
في غضون ذلك، أكدت "الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا" بقيادة القوى الكردية، رصد أول وفاة بفيروس كورونا المستجد، محملة منظمة الصحة العالمية المسؤولية عن انتشار الوباء في المنطقة.
وأصدرت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية بياناً أشارت فيه إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن وفاة شخص من أهالي الحسكة يبلغ من العمر 53 عاماً بفيروس كورونا وذلك في المشفى الوطني في مدينة القامشلي الخاضعة للنظام السوري.
وأهابت هيئة الصحة بأن المنظمة قالت في تقريرها إن هذا الشخص أصيب بالمرض بتاريخ 22 آذار/مارس المنصرم وأدخل إلى مشفى خاص، وفي 27 منه أحيل إلى المشفى الوطني في القامشلي، وأرسلت عينة المريض إلى دمشق بتاريخ 29 من الشهر نفسه، وتوفي بتاريخ 2 نيسان/أبريل الجاري، وتبين فيما بعد من نتائج التحاليل أنه كان مصاباً بالفيروس.
وحملت هيئة الصحة في الإدارة الكردية منظمة الصحة العالمية "المسؤولية عن ظهور أو انتشار فيروس كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا… لأنها تكتمت على وجود حالة مشتبه بها ولم تعلم الإدارة الذاتية المسؤولة عن هذه المناطق". كما اتهمت هيئة الصحة التابعة لـ "الإدارة الذاتية" النظام بالتكتم على خبر وفاة المصاب.
 
نظام صحي هش
 
ونتيجة لذلك، أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها حيال مدى استعداد شمال شرقي سوريا للاستجابة لوباء "كورونا"، وحجم القدرات المتوفرة لذلك، بعد تأكيد أوّل وفاة بمرض كوفيد-19 في محافظة الحسكة.
وقالت في بيان لها، إنّ النظام الصحي الهش والتأخير في إجراء الاختبارات وإغلاق الحدود تعتبر جميعها عوامل تجعل من المستحيل الاستجابة لتفشي كوفيد-19 بالشكل الضروري في المنطقة، مشيرة إلى أن فرقها تعمل في مستشفى الحسكة الوطني ومخيم الهول عبر تدريب الموظفين وتجهيز المنشآت الطبية لاستقبال المصابين بكوفيد-19، إضافة إلى الإمدادات والطاقم الطبي التابع لها، لتقديم المساعدة في شمال شرقي سوريا.
وطالبت المنظمة السلطات التي تسيطر على شمال شرقي سوريا وفي إقليم كردستان العراق بتسهيل المرور بالسرعة المطلوبة للمنظّمات الإنسانية بما يشمل مرور الشحنات والموظفين الأجانب، ودخولهم إلى البلدين. كما عبرت عن القلق على وجه الخصوص حيال الظروف في المخيمات التي تقع في المنطقة، حيث يعيش السكان في أماكن مكتظة، حيث لا يمنكنهم الوصول إلى الخدمات الطبية والمياه النظيفة.