الرئيسة \  مشاركات  \  موسكو عدو.. فكيف تكون وسيطا؟

موسكو عدو.. فكيف تكون وسيطا؟

21.12.2015
الطاهر إبراهيم




يوم بدأ العدوان الروسي على سورية قبل ثلاثة أشهركان الرئيس الروسي فلادمير بوتين يظن أن بشار أسد وحكام طهران لم يفعلا مافيه الكفاية للقضاء على الثورة السورية.في قرارة نفسه كان بوتين يعتقد أن السوريين ثوار حقيقيون لكن كان يغالط نفسه ويقول إنهم إرهابيون. باراك أوباما قال لإدارته: لنترك طهران وموسكو حتى تتعبا، وإن100 قتيل يوميا من السوريين ثمن معقول. لم يشعر بوخز ضمير وهو يسمع التقرير الذي يتلوه مدير مكتبه تماما كما يتابع أسعار العملات في (WOOLSTREET). كان أكثر القتلى من السوريين الأطفال والنساء.
كلا الرئيسين أخذ الفصائل الإسلامية على محمل الجد وأنها رقم صعب في سورية يحسب لها حسابها في التعامل معها. بوتين يزعم أنه يقصف تنظيم الدولة، أما في الحقيقة فكان يقصف المدنيين والمخابز والمستشفيات، وفي أكثر من مرة تم قتل أسر بأكملها. لم ينسى أوباما تذكير بوتين بأنه يهاجم الفصائل المعتدلة وليس تنظيم الدولة، لكنه لا يفعل شيئا لمنعه من ذلك.
بعد أن أسقطت تركيا الطائرة الروسية استشاط بوتين غضبا فلم يدر ما يفعل وكشف عن وجه مجرم لا يبالي أين يقع إجرامه، فأنشأ مطارات أخرى غير حميميم قرب اللاذقية وبدأ بتكديس صواريخ S300 وs400، مع ذلك فالثوار بقوا يتقدمون ونظام بشار أسد وحلفاؤه يتراجعون. 
اليوم تكلف إحدى الدول العربية بتقديم قائمة بأسماء الفصائل السورية التي تلتزم الإرهاب.قيل أنها فعلت ما هو مطلوب منها فهل ستصنف على قائمة الإرهاب المليشيات الشيعية التي تبتدئ بالمليشيات الإيرانية والميليشيات العراقية والأفغانية ولا تنتهي بحزب اللات. نحن لانعتقد أنها ستضع قائمة للإرهاب تضم المليشيات الشيعية التي  تقاتل أبناء سورية ولم توفر شيخا كبيرا ولا طفلا ولا امرأة، لأن موسكو غير معنية إلا بالمقاتلين السنة.
لم تكتف موسكو بأن واشنطن وضعت تنظيم الدولة والنصرة على قائمة الإرهاب، فطلبت أن  تضع كل الفصائل الإسلامية على هذه القائمة. وكانت اعترضت على الفصائل المقاتلة التي حضرت مؤتمر الرياض بزعمها أنها إرهابية. أما واشنطن فتتكلم بلغتين. فهي حين تتكلم مع العرب الذين يقفون مع الثوار تقول لهم تنظيم الدولة هو الإرهابي، ولا تأتي على ذكر جبهة النصرة وأحرار الشام لأنها تعرف أن الثوار السوريين يعتبرون جبهة النصرة وأحرار الشام يقاتلان بشار أسد ومن معه ولم يسجل عليهما أنهما قاتلا إلا بشار وتنظيم الدولة.
أما حين يجتمع جون كيري ونظيره الروسي لافروف وسيء الذكر ستيفان ديمستورا فيغربون ويشرقون ولا يتركون فصيلا يوحد الله ألا اتفقوا على وضعه على قائمة الإرهاب. ربما يكون في مخطط واشنطن أنها قد تستطيع تأليب بعض فصائل الجيش الحر على جبهة النصرة، وإذا استطاعت أن تجد من الفصائل من يقاتل النصرة وأحرار الشام، فيقاتل الثوار بعضهم البعض، ويكون مخططها نجح نجاحا باهرا.
واشنطن وموسكو تهيئان للاجتماع في واشنطن بعد أن أنهى مؤتمر الرياض اجتماعاته في10 كانون أول. لكن موسكو تعترض على الفصائل المقاتلة التي حضرت مؤتمر الرياض. ما يبدو من مواقف موسكو أنها تريد أن يتم حل القضية السورية حسب الأجندة التي وضعتها، ونسيت أن الثوار المقاتلين وضعوا في مخططهم أن يقاتلوا موسكو كما يقاتلون بشار وطهران وحزب اللات. فقد رأوا ما تفعله موسكو من خراب ودمار في سورية ويقولون: إنها عدو مجرم ولا يكون العدو المقاتل وسيطا، تماما كما رفضوا وساطة طهران عندما عرضت وساطتها وهي تقاتل بجانب بشار. أما واشنطن فلا تبتعد عن مواقف موسكو كثيرا وإن ظهرت أنها تقف مع الثوار في سورية.