الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موسكو.. وإدخال الأسد من خرم الإبرة !

موسكو.. وإدخال الأسد من خرم الإبرة !

15.09.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاثنين 14/9/2015
 لولا التدخل الروسي الشائن, والتدخل الإيراني أيضاً, فإن المؤكد أن هذه الأزمة لما استطالت حتى اقتربت من الخمسة أعوام ولما حصل كل هذا الدمار والخراب ولما بلغ عدد القتلى والمفقودين والمعتقلين هذه الأرقام الفلكية التي تتداولها وسائل الإعلام والتقارير الدولية ولما كانت هذه الهجرة الزاحفة التي باتت تجتاح العديد من دول العالم القريبة والبعيدة وبالتالي فلما حلت هذه المآسي الإنسانية بشعب عظيم تحمل خلال حكم حافظ الأسد وابنه ما لم تتحمله رواسي الجبال.وبهذا وإذا أردنا أن نقول الحقيقة بدون أي حسابات جانبية فإن المسؤول عن استمرار المأساة السورية كل هذه الأعوام وعدم حسم الأمور لمصلحة الشعب السوري منذ البدايات هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف واستطراداً هو إيران, التي اتبعت وعلى مدى أعوام ثورتها سياسة «ميكافيلية» وعلى أساس أن الغاية تبرر الوسيلة وأنه لا مانع من أن يصبح السوريون كلهم من ساكني القبور ما دام أن هذا يسهل سيطرة الإيرانيين على هذه المنطقة واستعادة ما يعتبره «المعممون» في طهران أمجاد فارس القديمة.لقد حاولت روسيا إدخال نظام بشار الأسد من خرم الإبرة وإلزام المعنيين بالأوضاع المتفاقمة في سوريا بتشكيل تحالف جديد عنوانه الخادع: مواجهة «داعش» وكل هذا مع أن المعروف أن هناك تحالفاً دولياً كان تشكل منذ نحو أكثر من عام يضم عشرات الدول وأن هذا التحالف مستمر بالانخراط ويومياً في حرب جوية وأحياناً برية ضد هذا التنظيم الإرهابي مما يعني أنه كان بإمكان روسيا الالتحاق به منذ البدايات, بدل البحث عن تحالف جديد لا غرض ولا مهمة له إلَّا إعادة تأهيل نظام قاتل بات تأهيله, بعدما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه, من سابع المستحيلات.الآن يعلن سيرغي لافروف وبدون أن يرف له جفن أنه لا بديل عن الأسد لمواجهة «داعش»وذلك مع أن الأسد نفسه كان قد قال في آخر خطاب له أنه لم يعد يمتلك الموارد البشرية لتعويض الخسائر التي حلَّت بجيشه بل وأنه كان قد قال أيضاً أنه أضطر لسحب قواته من العديد من المناطق السورية لتركيزها في المناطق الأكثر أهمية أي في المناطق التي لا يزال له ولنظامه وجوداً فيها سواءً في دمشق أو في الشريط الممتد من العاصمة إلى اللاذقية.والسؤال الذي يجب أن يوجه إلى وزير الخارجية الروسي, الذي كشف في الأيام الأخيرة كل أوراق بلده تجاه الأزمة السورية, هو: كيف من الممكن القول بأنه لا بديل عن بشار الأسد للقضاء على «داعش» وهو لا يسيطر إلَّا على أقل من 20 في المائة من سورية وفرقته «الرابعة» التي تشكل باقي ما تبقى من الجيش السوري لم تستطع, رغم مساندة حزب الله بكل إمكاناته, حسم المعركة في بلدة صغيرة هي الزبداني رغم مرور نحو شهرين من بدء هجومها «البطولي»!! على هذه البلدة.وهكذا فإنه لا ضرورة لا للفِّ ولا للدوران إذْ أن بإمكان لافروف أن يقولها علانية وعلى رؤوس الأشهاد أنَّ هدف بلده من كل هذه الحركة بلا بركة وإنشاء قواعد جديدة في منطقته اللاذقية هو الحفاظ على الوجود الروسي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الذي ثبت أنه أكبر مستودع للطاقة في العالم بأسره وهو المسارعة لأخذ موقع في «الكانتون» المذهبي الذي من الواضح أنه أصبح الخيار الرئيسي لهذا النظام وبمباركة إيرانية ودعم روسي.