الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موقف إسرائيل من سورية

موقف إسرائيل من سورية

26.06.2013
أنور ماجد عشقي

عكاظ
الاربعاء 26-6-2013
لم تتمكن إسرائيل من تحديد موقفها تجاه الحرب في سورية، لهذا أخذت موقف المراقب الحذر ، فإسرائيل ترى ضرورة استمرارية الأسد، ولكنها تعلم ارتباطه بإيران التي وضعت تدمير إسرائيل نصب عينيها أو على الأقل تهدد بذلك.
لهذا جاء الحديث بين نتانياهو وبوتين، قال له الأول: أزيحوا الأسد واختاروا من تشاؤون على أن يحمي الحدود الإسرائيلية وأن لا تكون له علاقة مع إيران، رد عليه بوتن قائلا: هل في ذهنكم من يقود المرحلة القادمة؟ قال: نتانياهو لا، ولكن سنوافيكم بالاسم بعد أيام، وهذا هو الحوار الذي نشرته صحيفة هاآرتيس الإسرائيلية، وهو ما يدل على حقيقة روسيا وتنسيقها مع إسرائيل.
لقد ظلت إسرائيل تخشى من أن يكون في سورية نظام يهدد حدودها، لقد دفعت إسرائيل 300 مليون دولار لحافظ الأسد وأخيه رفعت مقابل احتفاظها بالجولان في عام 1967م، وما إن جاء يوم العاشر من حزيران حتى أعلن وزير الدفاع أن القوات الإسرائيلية استولت على القنيطرة، في وقت لم يدخل جندي إسرائيلي واحد، وأصر الأسد على انسحاب القوات السورية، وبعد ساعتين ونصف وخمس دقائق أعلن وزير الدفاع نفسه بأن معارك عنيفة تدور في القنيطرة.
كما اتصل وزير الإعلام من وسط القنيطرة بوزير الدفاع قائلا: كيف تقول بأن القنيطرة سقطت، وليس فيها جندي إسرائيلي واحد، عندها شتمه حافظ وهدده، وحذره من الحديث حول ذلك، وقدم يومها وزير الإعلام استقالته، كما أكد ذلك اللواء أحمد سويداني قائد الجيش.
واليوم يدعو بشار بفتح جبهة الجولان، عندها استبشرت إسرائيل بهذه الدعوة، لأنها تعلم حقيقة ما جرى ويجري، وبعد دخول حزب الله ووصوله إلى حلب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لواشنطن المتحدة لتسليح المعارضة، لأنها أدركت أن الأمر أصبح بيد إيران وليس بيد الأسد.
إن تسليح المعارضة سوف يقلب موازين القوى، وأن حزب الله سيواجهه موقف صعب، عندها يدرك أنه نجح تكتيكيا في حربه مع إسرائيل عام 2006م وسقط استراتيجيا عندما تورط في سورية، أما إسرائيل فأعادت بناء استراتيجيتها على مبدأ «شيطان لا نعرفه خير من شيطان نعرفه».