الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موقف الأردن واضح ولا تجبروه على غيره

موقف الأردن واضح ولا تجبروه على غيره

02.09.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد 1/9/2013
مرات عدة أكد الأردن، وهو لا يزال يؤكد، على أنه لن يكون هناك أي عمل عسكري من أراضيه تجاه سوريا ولا بأي شكل من الأشكال لكن ومع ذلك فإن من يسعون لولاءٍ أكثر للنظام السوري يصرون على مواصلة «تنظيراتهم» وتحذيراتهم وبطرقٍ وكأن هذا البلد «مكسر عصا» وكأنه بلا حوْل ولا قوة وغير قادر أن يدافع عن نفسه وعن شعبه إذا جدَّ الجد وإذا تطاول عليه الذين لم يتورعوا ولم يترددوا في إستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً منذ العام 1925 ضد أطفال شعب بقوا يتعاملون معه وكأنه ليس شعبهم.
على مدى عامين ونصف بقي الأردن، فعلياً، ينأى بنفسه عن الأزمة السورية وبقي يحرص كل الحرص على ألاَّ يكون جزءاً من هذه الأزمة التي غدت أزمة إقليمية ودولية مستفحلة وهو بقي يواصل النصائح للمسؤولين السوريين، الذين من طبعهم أن تأخذهم العزة الكاذبة بالإثم، بأن عليهم ألاَّ يبتعدوا عن شعبهم وأن عليهم ألاَّ يلجأوا إلى القوة الغاشمة لحل مشاكلهم القديمة جداً مع هذا الشعب الطيب الذي تحمَّلهُم لأكثر من أربعين عاماً أكثر من اللزوم لكنهم لم يستمعوا إلى هذه النصائح وصدَّقوا من كانوا ولا زالوا يكذبون عليهم بأن الأمة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر معهم وأن الشعب الأردني «عن بكرة أبيه» يؤيدهم ويقف مواقفهم!!.
ربما لألف مرة قال الأميركيون وحلفاؤهم أن الضربة العسكرية المرتقبة، التي تشير بعض التقديرات إلى أنها قد تكون قبل يوم الأربعاء المقبل وقد تكون قبل ذلك وفي أي لحظة، لن تكون بريَّة إطلاقاً وإنها ستقتصر على الصواريخ وعلى الغارات الجوية لكن مع ذلك فإن تجار المواقف الرخيصة مستمرون في «فلسفاتهم» ومستمرون في تحذير الأردن، في ما يشبه الإتهام، من المشاركة في الحرب الإمبريالية السكناجية على نظام «الممانعة والمقاومة».
إننا نسمع يومياً على ألسنة كبار المسؤولين الأردنيين الذين في أيديهم وليس في أيدي غيرهم أيَّ قرار كهذا القرار بأن الأردن لن يكون منطلقاً لأي عمل عسكري ضد سوريا وأن الأردن ليس جزءاً من هذه الحرب المنتظرة وأنه في الوقت ذاته ضد ذبح الشعب السوري بهذه الطريقة الهمجية وضد تشريده وضد هذه الإنحيازات المذهبية والطائفية التي باتت تهدد أعز دولة عربية شقيقة بالنسبة للأردنيين لخطر الإنقسام والتشظي ولكل هذا الدمار والخراب الذي لم يَحِلْ حتى بدول الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
لقد أكد الأردن على هذا مرات عدة وهو لا يزال يؤكد عليه لكن ومع ذلك فإنَّ هناك تلميحات تصل إلى حد التهديد بأن المدن الأردنية ليست بعيدة عن الصواريخ التي بقيت صامتة أمام إحتلال الجولان كل هذه السنوات الطويلة وهذا يجعلنا نقول إننا سنواصل الحرص على ألاَّ نكون جزءاً من هذه الحرب المرتقبة وبأي شكل من الأشكال لكن هذا لا يعني أننا سنصمت على أي تحدٍّ لنا وعلى أي إستهداف لبلدنا وشعبنا وهنا فإن المؤكد أن «إخوتنا»!!، الذين يحكمون القطر الشقيق بالحديد، يعرفون أن شعبنا موحدٌ وعلى قلب رجل واحد هو قائدنا الذي نعتز بقيادته الملك عبد الله بن الحسين وأنَّ جيشنا «الجيش العربي» يتمتع بلياقة قتالية على مستوى لياقة أهم جيوش العالم وأنه يتمتع بشجاعة خبرها هؤلاء «الإخوان» على أرض حوران وعلى أرض الجولان الحبيبة في العام 1973.
إنه على الذين دفعوا نظام القطر الشقيق إلى إرتكاب حماقة إستخدام الأسلحة الكيمياوية، المحرمة دولياً بموجب «بروتوكول» العام 1925، ضد أطفال الشعب السوري ألاَّ يفكروا بأن يلعبوا أي لعبة خطرة مع هذا البلد المملكة الأردنية الهاشمية وأن يتذكروا أن الجيش العربي السوري تحول إلى ميليشيات طائفية يقودها حسن نصر الله وقاسم سليماني وأنه عندما يبقى عاجزاً أمام حمص وحلب أكثر من عامين فإنه بالتأكيد لن يستطيع الدفاع عن دمشق إذا إضطر جيشنا العربي إلى الدفاع عن بلده وعن شعبه.. وهذا ما لا نريده ولا نفكر فيه على الإطلاق.. لكننا قد نضطر إليه إذا تعرض بلدنا وتعرض شعبنا إلى أي حماقة كالحماقات التي أوصلت سوريا إلى ما هي عليه!