الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موقف موسكو يتغيّر على مستوى الخارجية لا القيادة

موقف موسكو يتغيّر على مستوى الخارجية لا القيادة

24.08.2015
ثريا شاهين



المستقبل
الاحد 23/8/2015
كشفت مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو أنّ روسيا الاتحادية وإن لم تعلن أي موقف محدّد بالنسبة إلى إمكان أن تبحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، لكن بات الاستعداد الروسي للبحث بمصيره قائماً، إنّما ليس على مستوى عال جداً، فقط على مستوى مسؤولين في وزارة الخارجية.
وهؤلاء المسؤولون يعتبرون، وفقاً للمصادر، أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا بعد كل الذي يحصل هناك من قتل وإجرام ودمار. وهذا الاستعداد هو للبحث تحديداً ببدائل للنظام.
إنما على مستوى القيادة الروسية، حتى الآن لا يمكن القول ان هناك تغييراً الى هذه الدرجة، ولا يمكن انتظار تغيير الآن. لكن من الواضح ان هناك اشارات روسية باحتمال حصول بحث مع موسكو بتعديل موقفها وبإيجاد بدائل للأسد.
لا يمكن وفقاً للمصادر توقع حصول موقف روسي مماثل للموقف الغربي هكذا وبكل بساطة، إذ ان موسكو غير مضطرة لأن تحرق أوراقها امام الولايات المتحدة والغرب.. حالياً هناك ضغوط أميركية مستجدّة على روسيا في اوكرانيا، فضلاً عن العقوبات الغربية على روسيا والتي أدت الى تراجع اقتصادي، فخسرت العملة الروسية منذ شهر حتى الآن أكثر من 15 في المئة من قيمتها. روسيا تتمسك بأوراق القوة لديها في منطقة الشرق الأوسط، لذلك تريد الحفاظ عل مصالحها في سوريا وحماية تلك المصالح.
روسيا كانت منذ نحو عشرة أيام محور زيارات مهمة لكل من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. كان البحث يتركز على الوضع السوري، فضلاً عن زيارة لثلاثة وفود للمعارضة السورية. موسكو تتباهى انها على علاقة مع كل من النظام والمعارضة السوريين، وانها الوحيدة التي تستطيع جمعهما، وهذا ما حصل من خلال مؤتمري موسكو1، وموسكو2.
جاءت المعارضة السورية الى موسكو لكن ليس كوفد موحد فالتقى وفدان منهما وزير الخارجية سيرغي لافروف، وهما وفد الائتلاف الوطني برئاسة خالد خوجا، ورئيس هيئة متابعة مؤتمر القاهرة هيثم المناع التقياه كل واحدة على حدة. أما المعارضة الكردية برئاسة صالح المسلم التقى وفدها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
ورجحت المصادر ان يكون هناك اجتماع للمعارضة السورية في جنيف في ايلول المقبل، وهذا ما يتم العمل عليه. على ان ينعقد مؤتمر "جنيف3" في الخريف المقبل، وعلى أبعد تقدير قبل نهاية السنة الحالية، إذا ما استمرت المناخات الدولية الراهنة.
ليس هناك من أدنى شك ان الحراك الدولي حول سوريا جدّي، لكن بلورته لا تزال غير واضحة المعالم، وهي مسألة مرتبطة بالعلاقات الأميركية الروسية. على ان تنتقل هذه المظلة الى الدول الاقليمية، مع الاشارة الى الدعم الأميركي الكبير للجهود الروسية حول الوضع السوري.
مواقف روسيا وإيران من الأزمة السورية متقاربة، فهما تدعمان العملية السلمية، بحسب المصادر، وعدم فرض شروط مسبقة قبل التفاوض، وتطالبان بدور للأسد في المرحلة الانتقالية. الولايات المتحدة والخليج لا يريدان سقوط المؤسسات في سوريا ولا سقوط الدولة كدولة، وهذا أيضاً يتوافق وموقف روسيا وإيران. الخلاف هو ان واشنطن والخليج يريدان مرحلة انتقالية من دون الأسد.
حتى ان الغرب لا يتوقع من روسيا ان تتخلى عن الأسد بين ليلة وضحاها، قد يكون يتوقع ذلك على مراحل.
من الاشارات الروسية أيضاً، هي انه لمجرد ان موسكو تبحث وضع الأسد مع الأميركيين، يعني انها وصلت إلى مرحلة متقدمة مع واشنطن في ضرورة حصول حل ما للوضع السوري. كذلك تأكيدات لافروف ان البحث مع وزير الخارجية السعودي تناول مصير الأسد، يعني ان موسكو باتت قابلة للبحث بهذا الموضوع. لكن الطرفين لم يتفقا على سيناريو نهائي. يبدو ان كل طرف دولي يرفع من شروطه لحفظ مصالحه.
والأهم ان هناك تفاهماً روسياً اميركياً سعودياً على دعم توحيد المعارضة بناء على اتفاق الدوحة بين وزراء خارجية هذه الدول. واتفق على ان تقدم كل من الدول الثلاث لائحة لأسماء معارضين سوريين الذين يشكلون وفداً موحداً للتفاوض مع وفد النظام السوري في مؤتمر "جنيف3". على أن تجتمع المعارضة موحدة في جنيف قبل مؤتمر "جنيف3" مع النظام، وتكون في جيبها ورقة موحدة.
وتتطلع الدول الفاعلة الى الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية الملك سلمان إلى موسكو بين تشرين الأول وتشرين الثاني المقبلين، والتي باتت شبه مؤكدة، والتي سبقتها زيارتان لوزير الخارجية لروسيا وقبلها في حزيران لوزير الدفاع السعودي، وأهمية الاتفاقات التي وقعت لا سيما إنشاء الصندوق الاستثماري