الرئيسة \  تقارير  \  ميدل إيست آي : ترامب ينسحب بايدن يعود.. ما الذي تفعله القوات الأمريكية في الصومال؟

ميدل إيست آي : ترامب ينسحب بايدن يعود.. ما الذي تفعله القوات الأمريكية في الصومال؟

30.11.2022
عبدالرحمن النجار

ميدل إيست آي : ترامب ينسحب بايدن يعود.. ما الذي تفعله القوات الأمريكية في الصومال؟
عبدالرحمن النجار
ساسة بوست
الثلاثاء 29/11/2022
نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرًا يركز على تحليل أسباب عودة الأنشطة العسكرية الأمريكية في الصومال، ويوضح أنه قبل رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية هذا العام، قال إنه سيكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر (أيلول)، بدون مشاركة القوات الأمريكية في مهمة قتالية هناك.
لكن سحب القوات العاملة لم يمنع الولايات المتحدة من الحفاظ على وجود عسكري في المنطقة، بما في ذلك الصومال، وهي دولة تخوض فيها الولايات المتحدة قتالًا طويل الأمد ضد جماعات المتشددين.
وبعيدًا عن العناوين الرئيسية، لا يُعرف الكثير عن طبيعة العملية العسكرية الأمريكية في الصومال، وهي مسرح لم يسلط عليه الأضواء في الحرب الأمريكية على الإرهاب. وفي هذا التقرير، يلقي موقع “ميدل إيست آي” نظرة على سبب وجود الجيش الأمريكي في الصومال، ونوع العملية العسكرية التي يديرها في القرن الأفريقي.
ماذا تفعل القوات الأمريكية في الصومال؟
في عام 2020، تحركت إدارة الرئيس دونالد ترامب لسحب 700 جندي أمريكي من الصومال، بعد ثلاثة عقود من الوجود في البلاد. وبعد مدة وجيزة من وصول إدارة بايدن، عُكست خطوة ترامب، وفي مايو (أيار) 2022 قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس وافق على خطة لإعادة نشر قوات في الصومال.
كشف التقرير أن السبب المقدم لهذه الخطوة هو أنها جزء من إستراتيجية إدارة بايدن لمواجهة التهديد من حركة الشباب، وهي جماعة متشددة مرتبطة بالقاعدة ازداد نفوذها في الصومال في السنوات الأخيرة.
حركة الشباب الصومالية
قال مسؤول أمريكي لصحيفة “نيويورك تايمز” إن واشنطن تستهدف كادرًا قياديًّا صغيرًا، وتتطلع بشكل خاص إلى استهداف أفراد يشتبه في قيامهم بأدوار في التخطيط لمؤامرات خارج حدود الصومال.
طبيعة الوجود العسكري الأمريكي
يذكر التقرير إن الوجود العسكري الأمريكي الفعلي في الصومال صغير، يبلغ عدده نحو 500 جندي. ومع ذلك فإن عملية مكافحة الإرهاب التي تقوم بها الولايات المتحدة واسعة النطاق، وتستخدم تكتيكًا تلقى انتقادات كثيرة من الجماعات الحقوقية على مدى العقدين الماضيين: حرب الطائرات المسيرة.
وعلى الرغم من المخاوف المُثارة بشأن استخدام تلك الطائرات في المناطق التي لا تشارك فيها الولايات المتحدة رسميًّا في مهمة قتالية، شنت إدارة بايدن العديد من الضربات الجوية في البلاد.
ففي يونيو (حزيران)، شنت القيادة الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” غارة جوية في الصومال أسفرت عن مقتل خمسة من أعضاء حركة الشباب وفق ما ورد. وفي يوليو (تموز)، قتلت غارة جوية أخرى اثنين من المسلحين. وبعد شهر، شنت أفريكوم ما لا يقل عن خمس غارات جوية أسفرت عن مقتل 17 من إرهابيي الشباب. وقالت أفريكوم في سبتمبر إنها قتلت 27 مقاتلًا في غارة جوية.
ويضيف التقرير أنَّه في الشهر الماضي، أعلنت أفريكوم شنَّ غارة جوية أسفرت عن مقتل أحد قادة جماعة الشباب وأنه لم يصب أو يقتل أي مدني. وفي هذا الشهر، شنت غارة جوية قالت أفريكوم إنها قتلت فيها 17 من مقاتلي حركة الشباب.
في أكتوبر (تشرين الأول)، وقع بايدن سياسة سرية جديدة للحد من ضربات الطائرات المسيرة لمكافحة الإرهاب خارج مناطق الحرب التقليدية. تهدف السياسة الجديدة إلى ترسيخ القيود التي فرضتها الإدارة في وقت مبكر من ولايتها، والتي كانت تعد حاجزًا مؤقتًا ضد تحركات إدارة ترامب لتخفيف الرقابة.
ومع ذلك، صرحت سارة هاريسون، الزميلة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، في مقال لمجلة “Just Security” أن السياسة الجديدة من المحتمل أن يكون لها تأثير ضئيل على العمليات الأمريكية في الصومال، بالنظر إلى أنها تحتوي على ثغرات من شأنها أن تسمح بالعمل كالمعتاد في الصومال.
ما نوع التصريح الممنوح للقوات الأمريكية؟
الكونجرس الأمريكي هو فرع الحكومة الأمريكية الذي لديه سلطة إعلان الحرب. وعلى الرغم من عدم إعلان الكونجرس الحرب في الصومال، استخدمت إدارة بايدن التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين عام 2001 (AUMF) لتجاوز القيود.
سمحت الطبيعة المفتوحة للتفويض العديد من الرؤساء بشن حرب ضد عدد من الجماعات، بما في ذلك القاعدة وطالبان والشباب وداعش. وبينما أشارت إدارة بايدن إلى أنها تدعم إنهاء استخدام التفويض الذي صدر عام 2002 خصيصًا للعراق، فإنها لم تظهر أي دعم لإلغاء تفويض عام 2001 الأوسع نطاقًا، على الرغم من الدعوات من المشرعين.
لقد طلبت الحكومة الصومالية مؤخرًا من الولايات المتحدة تكثيف ضربات الطائرات بدون طيار على أهداف حركة الشباب لتشمل أولئك الذين قد يشكلون تهديدًا للقوات الصومالية، حتى لو لم يطلقوا النار عليهم في الوقت الحالي. وحاليًّا، تدرس إدارة بايدن الطلب، مما يعني تصعيدًا كبيرًا من قبل واشنطن.
سير العمليات العسكرية الأمريكية في الصومال
في أغسطس (آب)، أشاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بالعملية العسكرية في أفريقيا، قائلاً إنها تسير جنبًا إلى جنب مع أصدقائنا بصفتهم شركاء لتقوية الروابط، ومعالجة التهديدات المشتركة، وتعزيز الرؤية المشتركة لازدهار أمن أفريقيا.
لكن تقريرًا صدر مؤخرًا عن مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية التابع للبنتاجون يتناقض مع ذلك، حيث قال: “لقد ارتفع عنف الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا بلا هوادة خلال العقد الماضي، وتوسع بنسبة 300% خلال هذه الفترة”. في الصومال وحده، سجل البنتاجون 2221 حدثًا عنيفًا، شكلت المعارك بين حركة الشباب وقوات الحكومة 72% منها.
وأشار التقرير إلى أن بنسبة 36% من جميع أعمال عنف الجماعات المتشددة المسجلة في أفريقيا في العام الماضي هي من تنفيذ حركة الشباب الصومالية.
ويختم التقرير بالقول إنَّ الولايات المتحدة أنفقت ما يقرب من 2.5 مليارات دولار على المساعدة الأمنية للصومال منذ عام 2009، وفقًا لبيانات مركز السياسة الدولية. ومنذ عام 2007، نفذت ما لا يقل عن 265 غارة جوية، وفقًا لمنظمة “Airwars” المعنية بالحرب الجوية ضد الجماعات المتشددة.