اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مَن الديكتاتور ، في تركيا !؟
مَن الديكتاتور ، في تركيا !؟
29.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
الديكتاتور: (1) هو الحاكم الفاسد ، الذي يغطّي فساده ، بقمع الناس ، وخنق أصواتهم ، بما لديه، من قوّة السلطة !( فلينظر عباقرة الديموقراطية ، الذين يفبركون تُهَم الدكتاتورية- للحاضر- وهواجسَها-للمستقبل-.. في جباههم الناصعة، جدّاً، وأيديهم النظيفة ، جدّاً ؛ ليعلموا : أين تعشّش الدكتاتورية ، وعلى أيّ الدماء تتغذى .. ومَن يتنفّسها ، كالهواء ! ) .
أو (2) من لديه ضعف ، أو عجز، عن فعل أيّ شيء مُجدٍ ، لدولته وشعبه - بما في ذلك عجزه ، عن مقاومة الاختراقات المعادية : الأمنية والسياسية والاقتصادية ، وغيرها.. لمؤسّسات بلاده - ! فهو يغطّي ضعفه ، أو عجزه ، بقوّة السلطة؛ فيمنع أفراد شعبه ، من الإشارة إلى الضعف ، أو العجز، الذي هو فيه ! ( فليتأمل عمالقة الديموقرطية الكبار، جدّاً، في تاريخهم المجيد، وإنجازاتهم الرائعة، التي أبدعوها ، لبلادهم وأمّتهم : عمرانياً ، وعسكرياً ، وسياسياً ، واقتصادياً.. قبل هذا العهد؛ ليدركوا معاني المصطلحات ، التي يثرثرون بها، من: ديموقراطية، وديكتاتورية ، وغيرها.. وأين تكمن ، وبأيّ جهاز استخباري دولي ، تحتمي !) .
جاء في المثل العربي القديم : ( رمَتـني بدائِها وانسَلّت) !
فعن أيّة ديكتاتورية ، يتحدّث هؤلاء ، المولَعون بتزييف المصطلحات ، والتشدّق بها !؟
عن ديكتاتورية اللصوص والمرتشين ، الذين ظلّوا ، عشرات السنين ، ينهبون مال الدولة، الغارقة في الديون، فلا تزداد إلاّ غرقاً، ولا يزداد البائسون ، فيها، إلاّ بؤساً !؟
عن ديكتاتورية الزعامات ، المحصّنة بقوّتها المالية والسلطوية ، ضدّ أيّة محاسبة .. ومن يفتح فمه ، لسؤالهم ، عمّا يفعلون ، بأموال البلاد ، يغلقون فمه ، برصاصة من مجهول ، او بحادث مروري متعمّد ، أو بتهمة ملفّقة ، يقضي بها ، بقية عمره ، في أحد السجون !؟
إن تركيا ، هي ذاتها : بأرضها وسمائها ، بسهولها وجبالها ، وبحارها وأنهارها..!
فمن الذي نقلها، من دولة بائسة ، غارقة في الديون، ليرَتُها تفقد ثلث قيمتها، تلقائياً، كلّ عام.. إلى دولة غنيّة قويّة ، دائنة ، تنشيء مشروعات عملاقة ، كلّ عام ، وعلى كل صعيد !؟
الديكتاتور: هو من يسرق ، ويقتل ، وينهب .. دون أن يسمح لأحد ، بمحاسبته ؛ لأن المحاسبة تفضحه ، أمام الناس !
فهل يخاف أحد ، من أعضاء السلطة الحاكمة ، في تركيا ، اليوم ، من المحاسبة !؟
وهل يستطيع أحد ، التهرّب من المحاسبة ، محصّناً بسلطته ، أو بنفوذه !؟
وهل سلطات المحاسبة - التشريعية والقضائية- معطّلة ، اليوم ، أو سيعطّلها الدستور الجديد!؟
وهل سلطات الرقابة - الإعلامية والشعبية- معطّلة ، اليوم ، أو سيعطّلها الدستور الجديد!؟
القوانين الجيّدة ، تحصّن المجتمع ، من الظلم والفساد ! فإذا صاحبتها أخلاق فردية نبيلة ، وأيدٍ نظيفة..عزّزتها- من حيث تحصين المجتمع- وحمَتها ، هي ، ذاتها ، من التعطيل، أو التلاعب بها ، أو التحايل عليها ، أو التهرّب منها !
فإذا لم توجد الأخلاق النبيلة، والأيدي النظيفة، لدى رجال السلطة، تبقى مهمّة حماية القوانين، واجباً على الناس ، الذين يحتمون بها؛ فالقانون الذي لاتحميه ، لايحميك .. فالحماية متبادَلة !
عمر بن الخطاب ، كان يحاسب نفسه ، وأهل بيته ، قبل أن يحاسب الناس .. ويهدّد أهله ، بأن يضاعف لهم العقوبة ، إذا وجد لديهم ، مايخالف منهجه ، في العدل ، واتباع الحقّ !
لذا ؛ لم يكن يخاف ، من أن يحاسبه أحد ، على شيء ، ممّا عنده ، حتى لو كان ثوباً جديداً ، يظنّ بعض الصحابة ، أنه استأثر به ، لنفسه ، دون المسلمين !
وحين وصلت غنائم المسلمين ، التي اغتنموها ، من حرب فارس ، في العراق ، رآها كثيرة جدّاً ، وثمينة جدّاً ، فقال : إن قوماً ادّوا هذا ، لأمَناء !
فقال له ، عليّ بن أبي طالب : ياأمير المؤمنين ، عَففتَ فعَفّوا، ولو رَتعتَ ، لرتَعوا !
تلك هي المسألة : عفّ، هو، وأهل بيته ؛ فملكَ الجرأة ، على محاسبة رعيّته !
والفساد : مرتبط بعضه ببعض ، وهو ظلم ، كله : الرشوة ، وسرقة المال العامّ، والتعدّي على أموال الناس ، وممتلكاتهم ، وأرواحهم ، وأعراضهم .. والتهرّبُ من الضرائب ، و سوءاستغلال السلطة ، وهدر المال العام - بلا منفعة للدولة -.. كل هذا ، ممّا يحاسَب عليه فاعله ، مهما كان موقعه ، في السلطة !
فإذا فسد رأس السلطة ، أو عجز عن محاسبة موظفيه ، تشكّلت- من المكلفين بحماية القوانين- عصابة إجرامية بشعة ، تمارس خرق القوانين ، وبعضُها يتستّر على بعض ، وكلّ من أفرادها: يَحمي غيرَه ، ويحتمي به .. ويعطَّل القضاءُ ، عن القيام بعمله ، إذا لم يدخله الفساد ، أيضاً !
وهذه هي الدكتاتورية المخيفة ، كتلك التي نراها، في عدد كبير، من الدول المحكومة بالاستبداد، والتي كانت سائدة ، حتى في تركيا ، في بعض المراحل !
فهل إطلاق يد الحاكم ، في محاسبة موظفيه ، بنزاهة وحزم ، دكتاتورية !؟
وهل إخضاع المسؤولين ، جميعاً ، لسلطة القضاء ، دكتاتورية !؟
وهل كفّ أيدي المافيات ، السلطوية الإجرامية ، عن العبث بمؤسّسات الدولة وممتلكاتها ، دكتاتورية !؟
وهل كفّ أيدي الدول الخارجية ، عن العبث بالأحزاب السياسية ، وتسخيرها ، أو تسخير بعض عناصرها ، للعمل ضدّ مصلحة البلاد ، دكتاتورية !؟
نرجو هؤلاء ، المهووسين بالعبث ، بالمصطلحات ، أن يحدّثونا ، عن مفهومهم للدكتاتورية ، كي نكون على بيّنة من أمرنا ، ونعرف ، ما الذي كانت فيه تركيا ، أيّام تسلط أمثالهم ، الذي أوصل تركيا، إلى الحضيض - سياسياً واقتصادياً- : أهو نوع خاصّ، من الديموقراطية ، التي لم نسمع بها ، من قبل !؟ أم هوطراز، من النزاهة الفائقة ، التي لم يعرفها علماء القانون !؟ أم هو شيء آخر، في رؤوسهم، لايحبّون الإفصاح عنه ، حتى يستلموا، هم ، السلطة ..وعندئذ !؟
بقي أن نذكّر، بأن صاحب الأخلاق السامية النبيلة، يأبى ، إلاّ أن يظلّ نظيفاً ، ولو أحاطت به، مستنقعات الفساد ؛ فهو يأبى السباحة فيها ، ويسعى إلى تطهيرها ، احتراماً لنفسه، ولشعبه، ولأمّته !
والذي لايملك خلقاً نبيلاً ، ونفساً أبيّة كريمة.. يظلّ يلهث ، باحثاً عن مستنقع ، يسبح فيه ! فإن لم يَجده ، حرص على صنعه، وتوسيعه، حتى يشمل مجتمعه ، كله! لأن بعض المخلوقات، تعجز عن العيش ، في المياه النظيفة ! والديكتاتورية والفساد: عنصران متلازمان ؛ فهي مُنتجتُه الأولى ، وهو مناخُها الأمثل !
لذا ؛ يعبث الفاسدون ، بالمصطلحات ، لينحّوا الشرفاء ، عن السلطة ، بحجّة الخوف من الديكتاتورية ؛ ليتمكّنوا ، هم ، من الإمساك بأزمّة الدولة ، فيمارسوا فسادهم ، كما يريدون ، بأغطية من الحصانة ، تحميهم من المحاسبة ؛ حتى لو ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى ، ضدّ شعبهم ودولتهم ! والأمثلة كثيرة ، أكثر من أن تحصى.. وواضحة ، أقوى من أن تُستر، أو تغطّى ! فلينظر كلّ: حوله، وفي الدول المجاورة له !
والمحصّلة : أن الفاسد ديكتاتور، بالفعل ، أو بالقوّة – أيْ : هو مشروع ديكتاتور- فيما لو أتيح له ، استلام سلطة ! أمّا الصالح ، فلايمكن أن يكون ديكتاتوراً ، لو استلم سلطات الدنيا ، كلها ؛ لأنه مستعدّ للمحاسبة ، دائماً ؛ لعدم وجود ريبة : لديه، أو لدى أهله، يخفيها عن الناس!
فالخليفة الذي اختاره المسلمون، لقيادة دولتهم وأمّتهم، ومنحوه سلطة اتخاذ القرارات..لا يأبى، أن يحاسبه أصغر فرد، في دولته ! وليس حوله مجلسس نوّاب ، منتخب من الشعب، يحاسبه، ولا أحزاب تراقب سلوكه ، ولا وسائل إعلام - محلية ودولية- تحصي عليه أنفاسه .. ولا شعب يراقبه، ويسقطه في الانتخابات ، إذا رأي خللاً ، أو عجزاً ، في سلوكه ، أوأدائه ؛ كما هو عليه الحال ، اليوم ، في تركيا ، وغيرها ، من الدول الديموقراطية !
ولا يسعنا أن نقول، لتجّار المصطلحات ، الذين زيّفوها ، ثمّ تاجروا بها..إلاّ ماقال الشاعر:
إذا ساءَ فعلُ المرء ، ساءت ظنونُه وصدّق ، مايعتاده ، عن توَهّمِ