الرئيسة \  تقارير  \  ناشونال إنترست : أسباب فشل "الإصلاحات العسكرية" الروسية في الحرب

ناشونال إنترست : أسباب فشل "الإصلاحات العسكرية" الروسية في الحرب

18.10.2022
سوا


سوا / ترجمات - واشنطن
الاثنين 17/10/2022
أظهر تحليل نشر في مجلة "ناشونال إنترست"، السبت، أن "الإصلاحات العسكرية الروسية في أوكرانيا فشلت، وأنه من الواضح أن الجيش الروسي غير مستعد للحرب على نطاق واسع".
وبعد الانهيار السريع للقوات الروسية والتراجع غير المنضبط من شمال شرق أوكرانيا، من الواضح أن الجيش الروسي يواجه مشاكل حادة، تتجاوز ضعف الخدمات اللوجستية، والقادة غير الأكفاء.
ورأى التحليل أن نقاط الضعف الهيكلية الحالية في الجيش الروسي هي نتاج الإصلاحات التي بدأت قبل أربعة عشر عاما. ومع ذلك، بحلول وقت غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، بالكاد تم تنفيذ بعض الإصلاحات، بينما أوصلت إصلاحات أخرى الجيش الروسي إلى طرق مسدودة.
وكانت الفكرة الأساسية وراء الإصلاحات العسكرية الروسية هي جعل كتائب المشاة الآلية منظمة في ساحة المعركة. وكان من المفترض أن تحل هذه القوات محل الأفواج على الطراز السوفيتي التي اعتبرت بطيئة للغاية وغير فعالة خلال حملة أفغانستان في الثمانينيات والحرب الشيشانية الأولى والثانية. ولمعالجة الحجم الصغير للكتائب ذات الطراز السوفيتي المكون من 500 رجل، حولتها الإصلاحات إلى "مجموعات كتائب تكتيكية" يكملها 800 إلى 900 عسكري آخر.
ووفقا للحكومة الروسية، قبل غزو أوكرانيا، كان لدى الجيش الروسي 170 مجموعة تكتيكية جاهزة للقتال. وبحسب ما ورد، فقد تم تصميمها لتكون "في حالة استعداد دائم للمعركة". وشارك أكثر من 100 منهم في العمليات القتالية في أوكرانيا منذ فبراير. ووفقا للعقيدة العسكرية الروسية، تُمنح كل مجموعة تكتيكية (كتيبة) مسؤولية خط أمامي يبلغ طوله خمسة كيلومترات يمكن تضييقه إلى كيلومترين خلال العمليات الهجومية.
وفي فترة الاتحاد السوفييتي كانت القيادة موحدة لكل كتيبتين، ولكن يجب أن يكون للقوات البرية الروسية الآن مجموعتان أو أكثر من الكتائب التكتيكية مع مستويين من القادة المختلفين. وأوضحت الحرب في أوكرانيا أن هذا الانقسام في القيادة يؤثر على نتائج كل من العمليات الهجومية والدفاعية. وتُظهر الحرب في أوكرانيا أيضا أن الوحدات الأصغر قد تكون أكثر قدرة على المناورة ولكنها ليست بالضرورة أكثر فاعلية عندما يُتوقع أن تسيطر على مساحات أكبر. ومن غير الواقعي توقع الحفاظ على خط أمامي بطول خمسة كيلومترات بواسطة كتيبة قوامها 800 رجل، خاصة عندما يكون حوالي 200 منها فقط من جنود المشاة.
ومشكلة عدم وجود قيادة موحدة ليست الوحيدة التي تواجه القوات البرية الروسية في أوكرانيا. وتتفاقم مشاكل القيادة بسبب معدات الاتصالات القتالية التي لم يتم اختبارها، أو التي عفا عليها الزمن. وأصبحت القيادة السياسية والعسكرية الروسية متحمسة لفكرة مجموعات كتائب تكتيكية أصغر حجما وأكثر قدرة على المناورة بعد الحرب الروسية الجورجية في أغسطس 2008 ، عندما انتصر الجيش الروسي على خصمه الذي يفتقر إلى المعدات ويفتقر إلى الإمدادات.
ومع ذلك، اكتشف القادة الروس أن جيشهم لديه مشاكل كبيرة مع أنظمة الاتصالات القتالية، وقرروا تطوير أنظمة جديدة. وغزا الجيش الروسي أوكرانيا مزودا بنظام اتصالات "راديو أزارت" (لاسلكي)، وهاتف "Era" الذكي العسكري.
ولم يعمل أي منهما بشكل جيد منذ الأيام الأولى للغزو، لدرجة أن معظم الوحدات الروسية تخلت عنها للأجهزة القديمة المجهزة بشرائح SIM الأوكرانية. لذلك، كان من السهل نسبيا على المخابرات العسكرية الأوكرانية اعتراض الاتصالات بين القادة الروس. ولم تعمل معدات الاتصالات القديمة بشكل فعال إما لأنها كانت ذات نطاق محدود يبلغ أربعة كيلومترات أو لأنها تتطلب المزيد من معدات الدعم والمشغلين لها.
ومن جانب آخر، يلفت التحليل إلى وجود نقص في السائقين الذين يجب عليهم سحب الدبابات والمدرعات والناقلات والمعدات المعطلة من أرض المعركة، و"لم يقم القادة العسكريون الروس بإضافة أطقم صيانة المعدات الثقيلة إلى كتيبة المشاة المكملة لهم أيضا".
ويقول إن سائقي الدبابات والمدرعات الروس هم ميكانيكيون مدربون حتى يتمكنوا من إجراء الصيانة الميكانيكية الروتينية. ومع ذلك، عندما تسوء الأمور، فإنهم يحتاجون إلى مساعدة إضافية لأنهم لا يحملون معدات خاصة في المعركة.
بالإضافة إلى ذلك، لم يحشد الجيش الروسي طواقم طبية قتالية لمدة سبعة أشهر (يطلق عليهم في التقليد الروسي اسم "سانيتار"). يرافق هؤلاء المسعفون القوات في القتال، ويقدمون الإسعافات الأولية للجرحى، ويقومون بإجلائهم من ساحة المعركة. في الفترة من فبراير إلى أكتوبر 2022، لم يكن لدى القوات الروسية مسعفون عسكريون، لذلك كان على مقاتلين آخرين إجلاء الجرحى. بمعنى آخر، مقابل كل جندي جريح، فقدت الوحدات الروسية جنديا أو جنديين كانوا ينسحبون من المعركة لإجلاء رفيقهم الجريح.
خسائر كبيرة
وفقد الجيش الروسي 6000 قطعة من المعدات منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وهو يستخدم الذخائر بمعدل لا يمكنه تعويضه، لأن العقوبات الغربية أضرت بالصناعة الدفاعية والعسكرية في موسكو، وفقا لتقرير استخباراتي أميركي رفعت عنه السرية مؤخرا، ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة.
وبدأت الولايات المتحدة في اكتشاف أن روسيا تعاني من نقص في الإمدادات الحيوية لمحركات الديزل والمروحيات وأجزاء محركات الطائرات ودباباتها المدرعة في وقت مبكر من مايو الماضي، كما واجهت موسكو مشكلة في الوفاء بمبيعاتها للجيوش الأجنبية، وفقا للتقرير.
وتقول الصحيفة إنه "منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ركزت الولايات المتحدة جهودها على جبهتين: إمداد أوكرانيا بمساعدات عسكرية كبيرة، وإلحاق الضرر الاقتصادي بروسيا من خلال العقوبات الواسعة وفرض ضوابط على التصدير".
وذكر التقرير أن "قدرة روسيا على تصنيع أسلحة دقيقة متطورة تضررت بسبب ضوابط التصدير، التي تحد من وصول روسيا إلى التكنولوجيا المتقدمة. وتسببت العقوبات الغربية أيضا في نقص التقنيات الأقل تعقيدا. وعلى سبيل المثال، تعاني روسيا من نقص في المحامل (bearings)، مما قوض إنتاج وإصلاح الدبابات والطائرات والغواصات والأنظمة العسكرية الأخرى"، وفقا للتقرير.
وقال التقرير إنه لتجاوز العقوبات، صدرت أوامر لأجهزة المخابرات الروسية "بالحصول بشكل غير مشروع على التكنولوجيا الغربية وأجزائها". ولجأت روسيا إلى دول مثل إيران وكوريا الشمالية، اللتين تعملان إلى حد كبير خارج النظام الاقتصادي الدولي، وتخضعان أيضا لعقوبات غربية، من أجل الإمدادات. وفرضت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين عقوبات على الشركات الإيرانية المتورطة في صنع ونقل الطائرات المسيرة التي اشترتها روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
ومن جانب آخر، بينت أحدث إحصائية نشرتها وزارة الخارجية الأوكرانية، الخميس، بعد 232 يوما من الغزو الروسي، خسائر القوات المسلحة الروسية بالأرقام  في أوكرانيا، حتى تاريخ 13 أكتوبر.
وقالت الوزارة إن أكثر من 63 ألف و800 جندي روسي قتلوا منذ بداية الغزو، ونشرت "إنفوغراف" يوضح الخسائر بالمعدات.
وأوضحت أنه تم إسقاط 268 طائرة حربية و240 مروحية و1182 طائرة مسيرة وتدمير 2511 دبابة و16 سفينة حربية و5167 مركبة عسكرية و1556 مدفع و357 راجمة صواريخ و183 نظام دفاع جوي، بالإضافة إلى تدمير معدات أخرى وإسقاط 316 صاروخ كروز.