الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نفاق بين حسن نصرالله وإسرائيل

نفاق بين حسن نصرالله وإسرائيل

24.01.2018
جيري ماهر


الوطن السعودية
الثلاثاء 23/1/2018
منذ تأسيس تنظيم حزب الله الإرهابي وهو يحمل مشروعاً خبيثاً للبنان والمنطقة العربية، بدأت معالمه بالظهور مع بداية خطابات قادة في هذا التنظيم، يتوعدون بتحويل لبنان إلى جزء من جمهورية الشر الإيرانية، وتسليم قرارات البلد إلى الولي الفقيه الذي يعتبر نائب صاحب الزمان الذي تنتشر فيه عمليات القتل والدمار والإرهاب تمهيداً لقدومه، فهو لا يتنازل ويظهر إلى العلن قبل أن يزداد سفك الدماء والقتل والإرهاب
إذا تحدثنا بصراحة عن الأحداث التي حصلت مع تأسيس حزب الله وكيف صبت جميعها في مصلحة إسرائيل فسنعرف كيف أصبحت العلاقة بين الحزب وهذا الكيان أكثر انسجاماً وتبادلاً للأدوار، فمع تشكيل نواة حزب الله بدأت الحملات العسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية وطرد الفلسطيني من لبنان بسلاحه بعد أن كان لا يبعد عن إسرائيل إلا بضعة كيلومترات قليلة، فتم القضاء على مشروع المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية وكل من دار في فلك مواجهة إسرائيل، وتحولت البندقية إلى الطرف الآخر متمثلة في حزب الله الذي احتكر العمل المقاوم، وأصبح الآمر الناهي والمتفرد في نسب الانتصارات إليه وحده لكسب المزيد من الشعبية، والتمادي في السيطرة على لبنان وقراراته وسياساته خدمة لمشروع إيران في السيطرة على دول عربية كثيرة انطلاقاً من بؤرة الإرهاب "ضاحية بيروت الجنوبية"
أهم الأحداث التي تؤكد حجم تبادل الأدوار بين حزب الله وإسرائيل وصلت في ذروتها إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، ليعتبر الحزب هذا الانسحاب نصراً له، مما زاد من شعبيته في لبنان والعالم العربي، بينما الحقيقة كانت اتفاقاً على الانسحاب من الجنوب مقابل منع حزب الله أي تنظيمات فلسطينية من الاقتراب من الحدود أو استخدام لبنان قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومنع أي عمل مقاوم من جنوب لبنان، فيتحول الجنوب إلى حديقة خلفية لإسرائيل، تخدم أمن مستوطناتها ومدن الشمال المحتلة عام 1948، وبهذا يكون الجنوب كما الجولان السوري مع الاختلاف في الوضع، فالجنوب بلا جيش إسرائيلي وينوب عنه حزب الله، بينما الجولان يبقى تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولكن يستفيد النظام السوري منه، ويسمح بالدخول والخروج منه إلى سوريا بشكل سليم ودون أي مشاكل إضافية
بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 تغير الوضع القائم في لبنان، وبدأت النقمة تزداد على حزب الله، وخصوصاً بعد إخراج جيش النظام السوري من لبنان، وشعر الحزب بأنه يخسر مشروعه ومبادراته بالسيطرة على البلد، فتم التخطيط لإشعال حرب مع إسرائيل، يستفيد فيها الحزب، ويعاد تعويمه في الداخل اللبناني والمنطقة العربية، ويزيد من شعبيته بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهذا ما حصل، ففي عام 2006 تحرش الحزب بدوريات عسكرية إسرائيلية على الحدود، وخطف جنوداً، فشنت الأخيرة حرباً ضد لبنان كله، ودمرته تماماً، وبعد ٣٣ يوما من الحرب خرج أمين عام الحزب ليعلن انتصاره على إسرائيل، وأنه دمر الأسطورة التي تقول إن جيشها لا يهزم، وأنه حقق أهدافاً لم يحققها أي جيش عربي، وبهذا تم تعويم الحزب ومده بشعبية كبيرة بين جميع الطوائف والأديان المخدوعة به من الشرق إلى الغرب، فقدمت إسرائيل لابنها المدلل خدمة جديدة تضاف إلى خدمات سابقة.
بعد حرب يوليو أصيبت العجلة السياسية بالفشل وتعطلت لأشهر، وفي عام 2008 قام حزب الله الإرهابي باجتياح بيروت والجبل، واقتحم مؤسسات، وحاصر قيادات سياسية، واحتل أحياء ومكاتب لأحزاب، وشكلت هذه العملية صدمة كبيرة في الشارع اللبناني والعربي والإسلامي، فعادت الصورة أكثر وضوحاً، وأصبح حزب الله في نظر ملايين الناس تنظيماً إرهابياً يسعى فعلاً لتنفيذ مشروع يخدم مصالحه ومصالح إيران من خلفه، ويسعى إلى السيطرة على لبنان وتحويله إلى جزء من مشروع الدولة الإسلامية لصاحبها خامنئي
لم يتأخر رد المعروف الإسرائيلي لحزب الله بعد هذه الانتكاسة التي أصابته نتيجة اجتياح بيروت في السابع من مايو 2008 فبعدها بشهرين وتحديداً يوم الأربعاء 16 يوليو 2008 تم الإفراج عن سمير القنطار، وهو عميد الأسرى اللبنانيين في سجون إسرائيل في صفقة تبادل بين حزب الله والدولة العبرية، تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم القبض عليهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبنانيا وفلسطينيا وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائيليين اللذين تم قتلهما في ما سمي عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006. وبعد إتمام الصفقة واستقبال الأسرى اعتد حزب الله بتعويم نفسه بنفسه على أنه تنظيم مقاوم، يعمل من أجل القضية الفلسطينية ومواجهة إسرائيل، ولكنه بعدها بعام واحد أسقط حكومة سعد الحريري أثناء دخوله إلى البيت الأبيض للقاء باراك أوباما، مما أوحى بشكل قاطع بأن مشروع الحزب في لبنان أصبح ناضجاً، وبدأ العمل على تنفيذه بعدة طرق، وهذه إحداها
اليوم وبعد 7 سنوات من مشاركة حزب الله في الحرب السورية، وقتله عشرات الآلاف من السوريين واللبنانيين والعراقيين، وتهديده أمن السعودية، وتشكيله خلايا في الكويت والبحرين، وتدريبه الحوثيين، ومنعه أي مقاوم من استهداف إسرائيل من سورية أو لبنان، وهبوط شعبيته بين الشعوب العربية والإسلامية إلى ما دون الصفر، واهتزاز صورته في بيئته الحاضنة وبين جمهوره، يحتاج هذا الحزب إلى خدمات إسرائيلية تُقدم له، فهل سنشهد سيناريو حرب جديدة بينه وبين الدولة العبرية لتعطيه دافعاً أقوى إلى السيطرة على المنطقة؟
وإذا كنا نظلم النظام في إسرائيل بهذه العلاقة الحميمة غير الشرعية بينه وبين إيران وحزبها في لبنان، فلماذا لم تنفذ إسرائيل أي عملية عسكرية لتخلصنا وتخلص نفسها من حسن نصرالله وحزبه وتهديداته وصواريخه التي كما تقول إنها تهدد أمنها وأمن شعبها والمنطقة؟
ستتسرب يوماً ما معلومات للرأي العام تؤكد حقيقة ما نشرناه في هذا المقال، وسيعرف من ناصر هذا الحزب أنه كان أكثر من مهد لحماية إسرائيل وحدودها وأمنها وشعبها واقتصادها، وأنه بالمقابل حصل على وعود بالسماح له بالسيطرة على لبنان، ويبدو أن كل ذلك سيندرج تحت شعارات "لن تسبى إسرائيل مرتين" ولبيك يا داود!