الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نتيجة المفاوضات الغربية الإيرانية ستغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

نتيجة المفاوضات الغربية الإيرانية ستغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

25.11.2014
إبراهيم بن سعد آل مرعي



الرياض
الاثنين 24-11-2014
    اليوم الإثنين 24 نوفمبر 2014م هو التاريخ الهدف للوصول إلى تسوية بشأن ملف إيران النووي. يُضاف هذا الملف إلى ملفات أخرى معقدة يعيشها الشرق الأوسط فالحرب في سورية وظهور تنظيم الدولة وتمزق اليمن وتدهور الوضع الأمني في سيناء مصر وتراجع أسعار البترول، كل ذلك يمثل تحدياً أمام الأمن الوطني السعودي.
تطبيع العلاقات الإيرانية الأمريكية أصبح حقيقة ولن تعود الأمور إلى الوراء، وأياً كانت نتائج المفاوضات فإن الدول العربية وخصوصاً دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تجد نفسها مضطرة للدخول في سباق تسلح تقليدي وغير تقليدي، وأتمنى أنها قد بدأت بالفعل في إجراء خطوات احترازية تضمن قدرتها على الحفاظ على مصالحها العليا وأمنها الوطني وميزان القوى في منطقة الخليج العربي.
التوقيع الرسمي على اتفاق يضمن عدم تطوير إيران لأسلحة نووية تهدد بها الدول المجاورة والأمن الإقليمي والعالمي لا يعني بالضرورة توقف إيران عن برنامجها النووي وتحقيق أهدافها الإستراتيجية.
ستنتهي هذه المفاوضات سلباً أو إيجاباً وسيغادر أوباما البيت الأبيض ومعه وزير خارجيته، وسيستمرون في المناورات بكل أشكالها لإقناع الرئيس الأمريكي القادم وقادة الدول الأوروبية بأن إيران هي الحليف القوي في الشرق الأوسط بعد إسرائيل والذي يضمن سلامة مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط.
معظم مراكز الدراسات والمحللين يُجمعون على أن العقوبات الاقتصادية ضد إيران تؤتي ثمارها، ولكن هذا الاستنتاج غير دقيق، فإيران اكتسبت الخبرة الكافية عبر السنين في قدرتها على تخطي هذه العقوبات وتجاوزها بمساعدة الدول الحليفة لها من خلال تمرير جميع الصفقات التجارية، وحماية أرصدتها المالية، وبيع نفطها باسم هذه الدول الحليفة.
تستخدم إيران أوراقها الأمنية للتلاعب بالقرار الأمريكي والأوروبي، من خلال الظهور كلاعب مؤثر وقادر على مساعدة الولايات المتحدة والغرب في استقرار العراق وحل الأزمة السورية، وفي حفظ النظام السياسي في لبنان عن طريق ذراعها السياسي والعسكري حزب الله، وفي حماية إسرائيل بقدرتها على لجم حركات المقاومة الإسلامية وأهمها حماس، وفي إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن بإصدار تعليماتها وتوجيهاتها إلى قيادة التمرد الحوثي حسب تقديرها وما يقتضيه الموقف السياسي والمفاوضات مع العالم الغربي.
لا أريد أن أكون متشائماً، ولكن المعطيات كافة منذ 1979م ، تُشير إلى أن إيران لديها هدفين إستراتيجيين لا يمكن أن تحيد عنهما، أولهما نشر توجهها الديني عبر تصدير الثورة إلى كافة دول العالم، وثانيهما أن تُصبح قوة عسكرية إقليمية عظمى ولا يمكن لها أن تحقق ذلك دون امتلاكها للسلاح النووي.
إيران وقادتها ووزراؤها ومفاوضوها يُجيدون (علم المفاوضات) فلديهم النفس الطويل والقدرة العالية في كسب مزيد من الوقت، ولن تتخلى الدولة الفارسية مهما كان الثمن عن صناعة أول قنبلة نووية ولو بعد حين، وسنصحو يوماً على أخبار عالمية تُشير بأن إيران أجرت أولى تجاربها النووية.