الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نحن.. وأشقاؤنا السوريون!

نحن.. وأشقاؤنا السوريون!

07.12.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
5/12/2013
"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" صدق الله العظيم.
لا جدال في أنَّ هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، الشحيح الموارد والقليل الإمكانيات والذي يعاني، ولأسباب كثيرة، من أزمات إقتصادية قديمة متراكمة يتحمل أكثر من طاقته كثيراً بإستقبال كل هذه الأعداد من أشقائنا الأعزاء الذين نحن منهم وهم منَّا الذين أُجبروا على الرحيل عن بلدهم، سوريا الحبيبة فعلاً، وتَرْك مدنهم وقراهم ومصادر أرزاقهم والهروب بأرواحهم وأطفالهم وأعراضهم تحت ضغط جنازير الدبابات وقذائف راجمات الصواريخ والمدافع وخوفاً من بشاعات الوحوش الطائفية التي أستوردها هذا النظام الذي لم يفعل أفعاله أسوأ "ديكتاتوريي" الكرة الأرضية على مدى الحقب التاريخية السابقة واللاحقة.
إنه لا يعقل أنْ يترك هؤلاء بيوتهم وقراهم ومدنهم ومصادر رزقهم ويلجأوا إلى كل الدول التي لجأوا إليها القريبة والبعيدة وأولها بلدنا، الأردن، ويقبلوا العيش في ديار التشرد وفي مخيمات الذل والهوان لو لم يكونوا مضطرين على هذا ولو أنهم لم يروا أعز الناس عليهم يذبحون وتُمزق أجسادهم أمام عيونهم ولو لم تتمادى الوحوش الطائفية في الإعتداء على أعراضهم وتستبيح كراماتهم ولو لم تحوّلُ طائرات وصواريخ وقذائف مدافع "الممانعة والمقاومة"، المستوردة كتبرعات من روسيا وإيران، مدنهم وقراهم إلى رماد حرائق وإلى ركامٍ من الأتربة والحجارة.
هل يمكن أن يصدق عاقل أن يقبل أحد إخواننا "الشوام" أو الحلبيين أو الحمويين أو الحماصنة أو الحوارنة بأن يترك بيته ويتخلَّى عن مصدر رزقه ورزق أطفاله ويغادر وطنه الجميل هذا لا يلوي على شيء ليعيش في مخيمات تبقى بائسة لو لم يكن قد إقتُلع إقتلاعاً ولو لم يرَ بعينيه كيف تستبيح الوحوش الطائفية الكرامات وتنتهك المحرمات وتعتدي على الأعراض وكيف تمزق الصواريخ التي من المفترض أنَّ الشعب السوري وفَّرها لجيش كان يعتقد أنه جيشه على حساب لقمة الخبز والعيش :"ليوم كريهة أو سداد ثغرٍ"؟!
ولهذا فإن الأردنيين الذي بقوا يستقبلون من هاجر إليهم، كما إستقبل "أنصار" المدينة المنورة من جاءهم من مكة مهاجراً بدينه وعقيدته وبالرسالة السماوية التي أُنزلت على محمدٍ صلوات الله عليه، قد إستقبلوا أهلهم وأشقاءهم الذين جاءوا من شمالي بلاد الشام وغربها وشرقها إلى جنوبها رغم أوضاعهم الإقتصادية الصعبة فهذا واجب ديني وقومي وهذا واجب الشقيق على شقيقه والجار على جاره.. وأسأل الله ألاَّ يمتحننا في أيِّ يوم من الأيام بمثل الإمتحان الذي أُمتُحن به أشقاؤنا السوريون والعراقيون..وأيضاً وقبل هذا أشقاؤنا الفلسطينيون.
إنَّ من عادة الأردنيين أن يعضوا على الجرح على الأقل وأن يستقبلوا الضيف بالمحبة والترحيب وبالإبتسامات السخية حتى عندما تكون السنوات مجدبة ولا يستطيعون أنْ يوفروا له ما يجب أن يوفروه وهذا هو ما يجري الآن بالنسبة لأشقائنا السوريين الذين لم يجبرهم على هذا المر إلاَّ الذي أمر منه والذين إنْ لم يُستقبلوا في هذا البلد الذي قامت دعائم كيانه الوطني ومملكته على المفاهيم والقيم والإلتزامات العروبية القومية فأين يُستقبلوا..؟ هل ننتظر أن يضطروا للجوء إلى إسرائيل هاربين من غارات الطيران ومن الصواريخ وقذائف المدافع.. ومن بشاعات القطعان الطائفية والمذهبية؟!
وهنا فإنه لابد من القول، وقد طفح الكيل، إنَّ "مسامير صحن" نظام بشار الأسد وإن أتباعه والمعجبين بالبشاعات التي يرتكبها بشعب لم يعد شعبه على قلتهم هم الذين يقومون بكل هذا التحريض الظالم على أشقاءٍ جاءوا إلينا مهاجرين طالبين الأمن والأمان والحماية وعلينا أن نوفر إليهم كل هذا بدون تذمُّر ولا مِنَّة فـ"مسامير صحن" النظام السوري هؤلاء يقفون الآن وكالعادة، وقد فعلوها سابقاً أكثر من مرة، مع الجلاد ضد الضحية وهؤلاء يلجأون إلى تحريض الأردنيين ضد ضيوفهم الأشقاء من خلال الأكاذيب والمبالغات والروايات "المفبركة" والهدف هو تبرئة القاتل وتحميل المسؤولية للذين جار الزمان عليهم وإضطروا للهروب بأعراضهم وأطفالهم وأنفسهم من مجازر بدوافع طائفية لا زال يرتكبها نظام لم يعد نظامهم.