الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نحن.. وروسيا.. ومستقبل سورية

نحن.. وروسيا.. ومستقبل سورية

15.10.2015
هاشم عبده هاشـم



الرياض
الاربعاء 14/10/2015
    من أبرز المعطيات التي يُسفر عنها الأداء السياسي والدبلوماسي النشط.. هي القدرة على لعب كل الأوراق المتاحة لك في المكان والزمان وبالمهارة الكافية التي تستطيع تسخيرها لخدمة أهدافك النهائية..
•• وعندما وقفت المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب السوري بعد أن استنفدت كل جهودها المخلصة لإثناء بشار الأسد عن الاستمرار في السياسات "القمعية" التي مارسها ضد هذا الشعب.. فإنها فعلت ذلك بهدف الحفاظ على سورية الدولة.. وسورية الكيان.. وسورية الوحدة.. تجنباً للانهيار والتمزيق الذي كان من الواضح أنها ماضية إليه بعد أن بدأ النظام يستعين بإيران وحزب الله وروسيا بمواجهة الشعب.. وتدمير البلاد.
•• وقفت المملكة هذا الموقف من أجل سورية والسوريين وليس من أجل تحقيق أي مكاسب ذاتية.. وكانت باستمرار مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى من أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي المهم.. بصرف النظر عن الوسائل التي يمكن أن توصل إليه.
•• ولأننا نبحث عن السلام في هذا البلد المدمَّر.. ولأننا نريد إيقاف سفك دماء الأبرياء في أسرع وقت ممكن ولأننا لا نريد لسورية أن تتحول إلى أرض محروقة وأجزاء ممزقة وبلاد محتلة من قبل أي قوى داخلية أو خارجية وتحت أي مبرر..
•• ولأننا نريد سورية الأرض.. وسورية الهوية.. وسورية الإنسان.. وسورية الدور العروبي الحقيقي.. فإننا لم نتردد لحظة في التحرك في كل اتجاه.. وعلى جميع الأصعدة.. بما في ذلك تحركنا باتجاه موسكو.. ولقاء سمو الأمير محمد بن سلمان بالرئيس "بوتين" وأركان الدولة الروسية إنما جاء بهدف التباحث عن قرب حول تسخير علاقات البلدين الراهنة من أجل إنقاذ سورية وإيقاف التنكيل بشعبها.. وتوظيف الجهود كافة لصالح استرداد السيادة السورية الكاملة وتغليب إرادة الشعب السوري وخروج الجميع من الأراضي السورية بمن فيهم رأس النظام وسبب الكارثة.. في نهاية الأمر..
•• المهم إذاً هو.. أن تبقى سورية.. وأن تضمد جراحها.. وأن يعود إليها شعبها.. وأن نحافظ على سلامة كل فرد فيها.. وألا تستباح أراضيها.. بتوقف الحروب والمآسي فيها..
•• فعلت هذا المملكة لأنها مهمومة أكثر من غيرها بتسوية الوضع هناك.. واستخدام كل مصادر القوة المتاحة لديها ولعب جميع الأوراق بمسؤولية عالية.. وأمام الروس الآن فرصة كبيرة لتدارس ما طرحناه عليهم من أفكار هدفها النهائي هو استرداد سورية دولة عربية إسلامية قوية تُدار بأيدي أبنائها الشرفاء بعيداً عن القتلة.. والسفاحين.. لأن مستقبل سورية يهمنا أكثر من أي شيء آخر في الوقت الراهن..
•• وروسيا تدرك – بكل تأكيد – أكثر من غيرها.. ماذا تعني بالنسبة لها المملكة الآن.. وفي المستقبل.. وتدرك أيضاً مصالحها معنا جيداً.. ومع دول المنطقة التواقة إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة لما في ذلك من مصلحة حقيقية لنا.. ولها.. ولكل دول وشعوب العالم..
•• ولدينا الثقة كل الثقة بأن هذه الزيارة ستؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة في القريب العاجل لأنه لا مصلحة للجميع في استمرار الوضع على ما هو عليه الآن بأي حال من الأحوال.