الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نحو تسوية شاملة لسوريا

نحو تسوية شاملة لسوريا

25.09.2013
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية


البيان
الثلاثاء 24/9/2013
يعد الاتفاق الأميركي الروسي بشأن تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، اتفاقاً طموحاً على نحو لافت للنظر، ويوفر فرصة أفضل لمنع تهديد هذه الأسلحة، مقارنة بالضربات الجوية المحدودة، التي كان يدرسها الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وحتى مع ذلك، فإن تصنيف وتأمين وتدمير مخزون الغازات السامة للرئيس السوري بشار الأسد، والذي قدرته واشنطن وموسكو بنحو ألف طن من الغازات، يعد مهمة شاقة. وسيقتضي يقظةً والتزاماً من الأمم المتحدة، ويعتمد نجاحه، في نهاية المطاف، على تعاون الرئيس الأسد.
وقد صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤخراً، بأن الاتفاق كان "إطار عمل" سيتعين وضعه موضع التنفيذ بقرار من مجلس الأمن الدولي. ولن يضطر العالم للانتظار طويلاً لرؤية ما إذا كان سيتم البدء بالاتفاق، الذي أعلنه كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وبموجب شروط الاتفاق، على سوريا تقديم "قائمة شاملة" بترسانتها الكيماوية في غضون أسبوع، وبوصول "عاجل ودون قيود" إلى مواقع هذه الأسلحة من قبل المفتشين الدوليين، إلى جانب إتمام عمليات التفتيش، ووجوب تدمير معدات خلط وتعبئة الذخائر بالمواد الكيماوية، وذلك بحلول شهر نوفمبر المقبل، ويتم التخلص من جميع الأسلحة الكيماوية، والمعدات المتصلة بها، بحلول منتصف عام 2014.
وتعتبر المواعيد النهائية ضرورية لإبقاء الضغط موجوداً، إلا أن الوفاء بها لن يكون سهلاً وسط حرب أهلية، حتى لو تعاون الرئيس السوري بشار الأسد. فقد عملت أميركا وروسيا لمدة 15 عاماً لإزالة مخزونات أسلحتهما الكيماوية، وما زالت أمامهما سنوات لإنهاء هذا الطريق.
الاتفاق الأميركي الروسي بشأن أسلحة سوريا الكيماوية، يجنب إجراء عمل عسكري أميركي وشيك، إلا أن الرئيس الأسد مسؤول عن توفير الأمن لمفتشي الأمم المتحدة، ووصولهم إلى المواقع والمعلومات. وفي حال فشل في تفكيك برنامجه، فسيفوض قرار مجلس الأمن تنفيذ إجراءات عقابية، بينما صرح الرئيس الأميركي بأن العمل العسكري ما زال مطروحاً على الطاولة.
يستحق الرئيس أوباما الثناء لتركيزه على تأييد حظر دولي على الأسلحة الكيماوية، وتجنب عمل عسكري في هذا الوقت لصالح اتفاق دبلوماسي. وينبغي أن تؤكد الأزمة السورية لرئيس إيران الجديد حسن روحاني، أن أوباما جاد بشأن إيجاد حل تفاوضي.
لكن هنالك العديد من الأمور غير المؤكدة في المستقبل، بما في ذلك ما ستقوم به إدارة أوباما لدعم المعارضة السورية. وحاليا بما أن روسيا وأميركا قد توصلتا لاتفاق، فإن هنالك سبباً لنأمل بأن يساعد هذا التعاون على دفع تسوية سلمية شاملة لأجل سوريا.