الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نداء بكركي 2000 أخرج سوريا من لبنان هل يُخرج خطاب سليمان "حزب الله" من سوريا؟

نداء بكركي 2000 أخرج سوريا من لبنان هل يُخرج خطاب سليمان "حزب الله" من سوريا؟

06.08.2013
اميل خوري

النهار
الثلاثاء 6/8/2013
يبقى خطاب الرئيس ميشال سليمان في عيد الجيش وما تضمّنه من مواقف وطنية جريئة مهماً وبأهمية نداء بكركي الشهير عام 2000 الذي دعا الى انسحاب القوات السورية من لبنان، وقام على اثره "لقاء قرنة شهوان" الذي ضم شخصيات مسيحية بارزة أعلنت تأييدها المطلق لذاك النداء، وفي ما بعد انضمت اليها شخصيات اسلامية بارزة فتحقق عندئذ انسحاب القوات السورية من لبنان بانتفاضة شعبية عرفت بـ"ثورة الأرز".
لذلك فإن خطاب الرئيس سليمان يحتاج الى لقاء مسيحي – اسلامي لتأييده والعمل على ترجمته على أرض الواقع. فاذا كان نداء بكركي التفّت حوله غالبية الشعب اللبناني وتحقق ما فيه، فإن خطاب سليمان ينبغي ان تلتف حوله هذه الغالبية أيضاً لتحقيق ما فيه كي تقوم الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الاراضي اللبنانية، فلا تكون دولة سواها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها.
فكما استعاد لبنان استقلاله بانسحاب القوات السورية من كل اراضيه، فإنه يستطيع وضع "اعلان بعبدا" موضع التنفيذ بخروج مقاتلي "حزب الله" من المعارك في سوريا وضبط استخدام سلاحه في اطار استراتيجية دفاعية اقترحها الرئيس سليمان بحيث يكون استخدامه عند حاجة الجيش اللبناني اليه وخصوصاً عندما يكون في مواجهة مع العدو الاسرائيلي.
الواقع ان لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل استمرار وضعه الشاذ لا سياسياً ولا أمنياً ولا اقتصادياً، وبات لا بد من حوار يبحث عن وسائل الخروج منه. فإما يكون في لبنان دولة تحكم وحدها وإما تعود الدويلات الى الحكم. وهذا ما يريده حملة السلاح خارج الدولة كي يكون لهم الحكم والقرار في كل شاردة وواردة. فعلى المسيحيين والمسلمين الذين هم مع سلاح الجيش وحده ومع قيام دولة واحدة عقد لقاء موسع يعلنون فيه تأييدهم للمواقف التي اطلقها الرئيس سليمان في خطابه وليس التوقف عند الاشادة به وينتهي الأمر...
إن في خطاب الرئيس سليمان موضوعين مهمين، إذا ما تحقّقا خلص لبنان ونَعِمَ بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. وهذان الموضوعان هما: الاستراتيجية الدفاعية التي بات الاتفاق عليها ملحّاً وضرورياً توصلاً الى ضبط سلاح "حزب الله" وكل سلاح خارج الدولة ريثما يزول السبب الذي يبقي على هذا السلاح وهو الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من اراضي الجنوب، ولا يظل السلاح خارج الدولة يستخدم خارج حدود لبنان، كما فعل "حزب الله" بدخوله الحرب في سوريا فنقل تداعيات ذلك الى الساحة اللبنانية فزاد الانقسامات السياسية والطائفية فيه. وبات على "حزب الله" أن يجيب بـ"لا" او بـ"نعم" عن الاستراتيجية الدفاعية التي اقترحها الرئيس سليمان أو يقترح تعديلات عليها تكون مقبولة من كل الاطراف.
والموضوع الآخر هو "اعلان بعبدا" الذي باتت مصلحة لبنان العليا تقضي بوضعه موضع التطبيق، وهو الموضوع الذي يتطلب من القيادات المسيحية أولاً ان تدعو الى تطبيقه قبل اي شيء آخر، لا أن تظل لقاءاتها تتلهى بالكلام على بيع الاراضي وعلى تحقيق التوازن الطائفي في التعيينات، اذ لا معنى لكل ذلك عندما يزول لبنان. والمطلوب من القيادات المسيحية والاسلامية أن تجتمع على تأييد خطاب الرئيس سليمان في عيد الجيش والبحث في الخطوات الواجب اتخاذها لترجمة المواضيع المهمة التي وردت فيه، وعندها تظهر النيات على حقيقتها، نيات من هم مع الدولة القوية القادرة ومن هم مع الجيش الذي لا سلاح سوى سلاحه، ومن لا يريد ذلك إلا بالكلام.
ومن أجل التوصل الى وضع "اعلان بعبدا" موضع التنفيذ يجب اتخاذ الخطوات الآتية:
أولاً: طرح الموضوع على مجلس النواب لإقرار اضافة هذا الاعلان بنداً من البنود الميثاقية الواردة في مقدمة الدستور.
ثانياً: طرح "اعلان بعبدا" على مجلس الجامعة العربية وعدم الاكتفاء بابلاغه نسخة منه للحصول على موافقة المجلس.
ثالثاً: طرح "اعلان بعبدا" على مجلس الامن الدولي خصوصاً بعدما صدر عنه أخيراً بيان رئاسي يؤيد هذا الاعلان "من أجل استقرار لبنان"، ذلك أن الواقع يؤكد أن لا خلاص للبنان ولا راحة واطمئنان ولا أمن وأمان لكل ابنائه إلا بالحياد عن كل ما يجري حوله".
أما الموضوع الآخر فهو المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية التي باتت مصلحة لبنان العليا تقضي بالاتفاق عليها توصلاً الى وضع حد لاستخدام اي سلاح خارج مصلحة لبنان، بل بموافقة الدولة اللبنانية وقيادة الجيش اللبناني الى أن يصبح في الامكان التخلي عن هذا السلاح الذي بات واضحاً ان له مهمات اقليمية وليس مواجهة العدو الاسرائيلي فقط.