الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نزع سلاح سوريا ضروري لاستقرارها

نزع سلاح سوريا ضروري لاستقرارها

30.05.2013
صحيفة واشنطن بوست الأميركية

البيان
الخميس 30/5/2013
استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا زاد الضغط على الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أجل تسليح المعارضة، لكن على الولايات المتحدة أن تركز، بدلاً من ذلك، على التعاون مع روسيا لنزع سلاح سوريا. ويمكن لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بالتفويض لتفتيش سوريا ونزع سلاحها، أن يشرع الأبواب أمام مفاوضات أوسع نطاقاً بشأن تبني قرار سياسي.
لطالما نادينا بتسليح حركات المعارضة التي تقاوم الدكتاتورية والعدوان، وقد حققت هذه الاستراتيجية مكاسب كبيرة خلال الحرب السوفيتية الأفغانية، وفي البوسنة، وفي أفغانستان عام 2001، وخلال الثورة الليبية.. وذلك كله دون تعريض الولايات المتحدة للخطر بلا داع. وثمة سبب وجيه للاعتقاد بأن واشنطن أخطأت في عدم تقديمها مساعدات أكثر فتكاً للمعارضة العراقية لصدام حسين، وقد ينم تسليح الجهات غير الحكومية الصديقة عن حكمة في التعامل مع تداعيات الربيع العربي في بعض السياقات.
لكن عدم تسليح المعارضة السورية حين بدأت الانتفاضات قبل عامين، سمح للقوى المتطرفة بكسب اليد العليا. وكان ينبغي لأوباما، الحريص على استيعاب دروس حرب العراق، أن يدرك أن الصراع المطول لم يكن ليصب في صالح المعتدلين. فقد تسببت وحشية الرئيس السوري بشار الأسد في تطرف السوريين، الذين كانوا، حتى فترة قريبة، ملتزمين بمقاومة دكتاتوريته مقاومة لا عنفية. وأصبحت القوى المتشددة، التي يرتبط بعضها بعلاقات مع تنظيم القاعدة، هي العنصر الأساسي للمعارضة، إن لم تكن عمودها الفقري.
وفي هذه المرحلة، لن يخدم تسليح المعارضة مصالح الولايات المتحدة، ويرجح أن التصعيد العسكري سيحفز قوات الأسد على شن هجمات كيميائية. وما لم تستطع الولايات المتحدة ضمان وصول أسلحتها إلى جماعات من المعارضة تماثلها في طريقة التفكير، وهي لا تستطيع ذلك، فإن خطر انتشار التوترات الطائفية في أنحاء المنطقة سوف يزداد. ومن شأن تفكيك الدولة السورية أن يهدد سلامتها الإقليمية، وسلامة العراق، لاسيما في ظل اضطراب الأكراد في كلا البلدين.
ويمكن للخيارات الأكثر وضوحا لوقف إراقة الدماء على المدى القريب، أن تخلف عواقب إشكالية مستقبلا. ومن شأن شن غارات ضد الدفاعات الجوية السورية وفرض منطقة حظر طيران، أن يقويا المتطرفين في المعارضة. ويمكن لاتخاذ موقف أكثر تشددا ضد روسيا، أن يحول دون موافقتها على تفهم أطول مدى لمنع الصراع من الانتشار. ويمكن لاتفاق أميركي - روسي بشأن نزع السلاح، الذي يسهل القيام به نسبياً، أن يولد قوة دفع لتسوية سياسية أوسع.
ولكن ما لم تقدم موسكو ولو مجرد أجندة تضاهي في فائدتها نزع السلاح الكيميائي، فإن الولايات المتحدة ستحتاج إلى التفكير في خطوات تالية، على افتراض أن المساعدة الروسية لن تأتي إلى أن تتغير وقائع المعركة بشكل حاسم. وفي حين أن استراتيجية نزع سلاح تعتمد على شريك لا يمكن الاعتماد عليه كروسيا لا تعد مثالية على الإطلاق، فإنها تتفوق على جميع البدائل حاليا.