الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نزيف الحلف الإيراني القاتل في بر الشام

نزيف الحلف الإيراني القاتل في بر الشام

29.10.2015
داود البصري



الشرق القطرية
الاربعاء 28/10/2015
مع تصاعد التحركات الدبلوماسية والاتصالات الدولية والإقليمية لإنهاء الحالة الشاذة في سوريا والتي وصلت لحدود انفجارية ذات أبعاد دولية قد تتجاوز الإقليم الشرق أوسطي، تجري على الميدان وقائع رهيبة كحصيلة للسباق بين السلاح والدبلوماسية، ولمحاولة فرض وقائع ميدانية على طاولة المفاوضات المستقبلية القريبة، وتصاعد أوار الحرب الدموية في جبهات الحرب السورية ووصولها لمديات دموية مرعبة مع اشتداد الضربات الجوية الروسية التي أضحت حالة انتقامية وسادية مرعبة هدفها ليس ضرب الإرهاب كما يقولون وإنما إرهاب الشعب السوري الحر وقواه الثورية المسلحة التي تقدمت ميدانيا وهزمت النظام وقواته وحلفاءه والميليشيات المتحالفة معه شر هزيمة في شمال البلاد، فالجيش الحكومي يعيش انهيارا حقيقيا وهو متفكك منذ سنوات، ولولا الدعم الإيراني المباشر والميليشياوي الطائفي القادم من لبنان والعراق والدعم الروسي لانهار الجيش منذ زمن طويل، فالمعركة ليست معركة الجيش السوري الذي تورط في قتل شعبه، بل إنها معركة النظام الفاشي الذي دمر سوريا وجعلها أشلاء ممزقة كثمن للتمسك بالكرسي، ولكن الدعم الخارجي لم يكن دون ثمن مكلف على أصحابه، فالميليشيات الطائفية نزفت حتى الموت واضطرت بعدها للانسحاب خصوصا العراقية منها، أما عصابات حزب حسن نصر الله التي كانت سابقا معدة كما يقال لقتال الإسرائيليين، فإنها انحرفت عن مهمتها المعلنة وانجرت لأوامر إيرانية مباشرة للتورط في قتل الشعب السوري دفاعا عما يسمونه لحلف المقاومة والممانعة والذي يالسخرية الأقدار انضمت إليه مؤخرا إسرائيل!! عبر التفاهم الروسي/ الإسرائيلي، وهو ما يجعل حكاية المقاومة والممانعة من صنف الكوميديا السوداء!.
لعل الظاهرة الأوضح في تورط حزب الله المباشر في قتل السوريين هو تصاعد خسائره البشرية بشكل رهيب ووفق متوالية حسابية مرعبة تؤشر على حجم الاستنزاف الذي يعانيه الجسم العسكري للحزب والذي أثار مخاوف وقلاقل داخلية سيكون لها تأثيرها المباشر على استمرارية زعامة حسن نصر الله، فالمئات من عناصر الحزب قد قتلت في معارك الشام، ولا يكاد يمر يوم دون أن يعلن عن مقتل قيادي أو عناصر من الحزب في معركة استنزافية مفتوحة على مختلف الجبهات والتطورات، وهذا النزيف البشري لا يعاني منه حزب الله وحده، بل إنه تحول ليكون سمة مميزة لخسائر الحلف الإيراني، فالحرس الثوري الإيراني فقد الكثير من قياداته الميدانية وبعضها قيادات مركزية كان لها دورها في مرحلة الحرب ضد العراق، وتوابيت الحرس الثوري المرسلة من دمشق لطهران أضحت علامة مميزة على دخول النظام الإيراني في المعركة بكامل ثقله وهو ما يؤيده الزيارات المستمرة لرجال آلة الحرب الإيرانية مثل علي شمخاني أو علاء الدين بروجردي أو قاسم سليماني، وغيرهم، لقد وصل الاستنزاف الإيراني في الشام لحدود مرعبة أشبه بمرحلة الحرب العراقية/ الإيرانية، والمشكلة أن القيادات الحرسية تصر على زيادة التواجد العسكري الإيراني وتوسيع مساحته ليشمل كل الأرض السورية وليس مناطق معينة ذات دلالات وأبعاد طائفية فقط!! وهو ما يعني احتلالا عسكريا إيرانيا مباشرا على الأرض السورية، كما أعلن بوضوح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير!، فالاحتلال الإيراني للشام أضحى اليوم حقيقة إستراتيجية شاخصة، وإذا كان النظام الإيراني يسمي عناصره المقاتلة التي ترعب السوريين مستشارين!! فإن ذلك لن يغير من الوقائع أو الحقائق شيئا ما!. ومقاومة الاحتلال تعني تشديد الضربات النوعية لقوات الاحتلال وزيادة الخسائر البشرية في الصفوف الإيرانية وهو ما يشكل تحديا كبيرا لصانع القرار الإيراني، فالانسحاب من المعركة في هذه الظروف يعني الهزيمة الكاملة، خصوصا وأن دمشق باتت بمثابة خط الدفاع الأول والأخير لطهران وحلفائها الطائفيين في المنطقة، فسقوط نظام بشار يعني النهاية الحتمية لحزب الله الذي سيتحول لذكريات!!، كما أن الميليشيات العراقية ستنهار أكثر مما هي منهارة حاليا وستختلط الأوراق وينتهي (حلف نوروز) بهزيمة كاملة كما انتهى حلف بغداد في الماضي. الإيرانيون في حالة نزيف شامل في الشرق وسيزيدون من تورطهم وبما يؤدي لخسائر أكبر ومضاعفة ما لم يتم التوصل لحل سياسي مقبول من الشعب السوري الحر ينزع فتيل أزمة إقليمية تهدد بالاشتعال عالميا... وحتى يتقرر المصير النهائي لنظام بشار تظل إيران وحلفاؤها في حالة نزيف معلن.. وقاتل!.