الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نشاط مشجع على أعتاب "جنيف2"

نشاط مشجع على أعتاب "جنيف2"

23.10.2013
سلامة العكور



الرأي الاردنية
الثلاثاء 22/10/2013
في مستهل جولة له في المنطقة تحضيرا لمؤتمر جنيف2 , قام المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يوم السبت الماضي بزيارة للقاهرة بحث خلالها مع القيادة المصرية التطورات ذات الصلة بالتوافق الدولي لعقد مؤتمر جنيف2 ..إضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر لحل الازمة السورية .. وسيلتقي الابراهيمي في القاهرة الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لبحث مستجدات الازمة السورية .. وسيقوم الابراهيمي بزيارة لكل من سوريا وايران للوقوف على آخر تطورات موقفيهما من المشاركة في المؤتمر..وفي هذا السياق فإن مساعد الابرهيمي ناصر قدوة يتوجه إلى اسطنبول للقاء ممثلي المعارضة السورية التي ستتخذ الاسبوع المقبل قرارا بشأن مشاركتها في جنيف2..
إن هذا النشاط الدبلوماسي يأتي إثر تحول موقف واشنطن والعواصم الاوروبية وبعض عواصم المنطقة وأطرافاً من المعارضة السورية نحو خيار الحل السياسي عبر مؤتمر جنيف2..وإن كان ذلك بشروط لم يتم التوافق بشأنها بعد .. والذي يعزز هذا النشاط الدبلوماسي ويعطيه بعدا أوسع وأكثر أهمية هو الإعلان عن لقاء ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة قد يعقد مطلع تشرين الثاني المقبل تمهيدا لعقد مؤتمر جنيف2.. ولعل أبرز أسباب هذا التحول في موقف واشنطن وحليفاتها وأتباعها في المنطقة يعود إلى أن تنظيمات القاعدة وجبهة النصرة ودولة الاسلام العراقية والشامية وغيرها من تنظيمات إرهابية قد شكلت العمود الفقري لجبهة القوات المسلحة التي تقاتل ضد نظام الحكم في سوريا ..ويعود أيضا إلى خشيتها من سقوط أسلحة دمار شامل في أيدي هذه التنظيمات الارهابية ..ثم أنه ليس مضمونا سقوط نظام بشار الاسد في أيدي قوات المعارضة "المعتدلة"التي تمولها واشنطن وحليفاتها وأتباعها ..لا سيما وأن الاسلحة التي قدمتها واشنطن وعواصم غربية وعربية لقوات المعارضة المعتدلة قد سقطت في أيدي مقاتلي التنظيمات الارهابية ..ولم يعد ثمة معارضة مؤهلة يراهن عليها لتسلم الحكم ..وجاءت المبادرة الروسية التي أسست لحل سياسي من خلال التوافق مع الادارة الامريكية حول عقد مؤتمر جنيف لتنقذ ادارة باراك اوباما من إرباكها وترددها ..
ومن البدهي أن تلتحق عواصم غربية وعربية بركب التحول في الموقف الامريكي نحو الحل السياسي ..هذا الحل الذي ينبغي أن يتوافق عليه السوريون أنفسهم في المعارضة وفي الموالاة ..وذلك إنقاذا لسوريا الوطن والدولة من الدمار ولشعب سوريا الأبي من الابادة والتشرد ..والمهم أن تدرك أطراف المعارضة السورية أهمية الحل السياسي باعتباره الخيار الأفضل لحقن الدماء ولإعادة بناء ما دمرته الحرب فتسارع للمشاركة في جنيف2 ..