الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نصرة الشعب السوري في قلب الدبلوماسية القطرية

نصرة الشعب السوري في قلب الدبلوماسية القطرية

16.01.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاربعاء 15/1/2014
المواقف المبدئية والشجاعة لدولة قطر في ملف الثورة السورية هي واحدة من أنصع المواقف في السجل التاريخي الجليل لهذه الدولة العربية الخليجية، التي كان لها منذ بواكير الثورة شرف الدعم والمساهمة في نصرة ونجدة ذلك الشعب العربي الحر الذي تكالبت عليه كل قوى الشر في العالم، وتنكرت لمأساته غالبية المحافل الدولية التي اكتفت بالفرجة على دماء السوريين ومعاناتهم الطويلة المفتوحة وحربهم ضد إرهاب الدولة والنظام الذي لم يتورع عن استعمال مختلف أسلحة الدمار الشامل في إفناء الشعب الذي يحكمه بالحديد والنار منذ أكثر من نصف قرن وبدموية ووحشية مفرطة، لقد كانت كلمات وزير خارجية دولة قطر الدكتور خالد العطية في مؤتمر باريس الأخير لأصدقاء الشعب السوري هي بمثابة تأكيد جذري وأصيل لموقف دولة قطر المبدئي وغير القابل للمساومة، فدولة قطر لا تبيع المواقف لأغراض مصلحية ولا تجامل أبداً في نصرة القضايا الإنسانية التي هي عماد الرؤية الإنسانية لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، الذي يخط اليوم بسياسته الانفتاحية والواقعية فصلا سياسيا جديدا ومتميزا في تاريخ الدبلوماسية القطرية، لحمته وسداه الانتصار للإنسان المظلوم أولا وأخيرا.
دولة قطر وهي تحث الخطى دوليا وتقدم كل ما تستطيع من أجل إغاثة ونصرة السوريين الأحرار، تتعرض دون شك لهجمات ظلامية حاقدة ولجبال من أكاذيب الحقد، ولصور رهيبة من المبالغات الإعلامية والتهويل الإعلامي المثير للسخرية والذي يحاول تشويه مسيرة وتوجهات الدبلوماسية القطرية التي أضحت اليوم عنوانا لكل ما هو حضاري وإيجابي ومتقدم، دولة قطر لا تريد ولا تقدم نفسها على كونها وصية على الآخرين، ولكنها في منهجها الإنساني المطلق ترسم حدودا واسعة وشفافة للصورة التي يجب على المجتمع الدولي التدخل خلالها لكف أذى المجرمين وللخروج من عمق المأساة السورية بحل سياسي يحقن دماء السوريين، ويوفر مناخ إعادة الحالة الطبيعية وتعمير ما تخرب، والمساعدة على قيام سوريا الحرة الجديدة التي ستساهم مساهمة فاعلة في تغيير وجه الشرق ألأوسط نحو الأفضل، دولة قطر ودبلوماسيتها النشطة والفاعلة التي تجوب العالم شرقا وغربا تحرص أشد الحرص وفقا لرصد تحركاتها على حقن الدماء وتوفير كل الجهود من أجل البناء وترسيخ الثقة والابتعاد بالمنطقة عن مسلسل الحروب والأزمات والترفع عن الحروب الطائفية والإثنية التي أضحت خطرا ماحقا يحيق بوحدة شعوب هذه المنطقة الحيوية من العالم.
لقد كانت رؤية الدبلوماسية القطرية من المسألة السورية واضحة وشفافة منذ البداية، والتزمت خير التزام بالمنهج القومي الحصيف والمسؤول، وانتصرت لقوى الشعب السوري الحائر الذي هو وحده صاحب القرار الأول والأخير في حق تقرير مصيره، وبناء مستقبله بعيدا عن صيغ الاستبداد والاستئثار والظلم..
والسوريون أصحاب تاريخ عريق ومتأصل في المقاومة الوطنية، ودولة قطر وهي تتابع ما يجري من فصول دموية مرعبة في الشام لا يمكن لها أن تبقى بموقف المتفرج على الجريمة، أو أن تتخذ سياسة انعزالية سلبية وانتهازية صرفة تتعمد إغماض العيون عما يجري!! فذلك أبعد ما يكون عن قيم المروءة والشهامة والنصرة التي هي سمة الشعب القطري وعدة قيادته السياسية العليا الأخلاقية المتوارثة عبر العصور، فكان لابد من الانحياز للحق بصرف النظر عن أية اعتبارات مصلحية أخرى! ودبلوماسية قطر هي امتداد وترجمة واضحة لإرادة أهل قطر وقيادة قطر الذين يعون تماما أن ذلك الموقف الإنساني والأصيل سيعرضهم لمخاطر كبيرة وسيضعهم في فوهة مدافع آلة إعلامية جبارة من الكذب والتدجيل والنفاق والتشويه، ولكنهم بحكمة وشجاعة القيادة الشرعية العليا تجاوزوا كل التحديات واستطاعوا أن يكون صوتا مدويا للثورة السورية وخيمة واسعة لاحتواء ونصرة الأحرار.. فقدر الأحرار أن يكونوا على موعد دائم مع التحديات التاريخية...
في فصول التحركات الدبلوماسية الجديدة لرأس الدبلوماسية القطرية معانٍ واضحة وأصيلة للالتزام بالمواقف الأخلاقية السامية، كما أنها رد مفحم على كل المشككين الذين يحاولون تشويه المواقف القطرية، ولكن الأعمال بالنيات وقد أثبتت الدبلوماسية القطرية علو همة ومكانة القطريين، والأهم من كل شيء الالتزام بالقيم الأخلاقية والسلوكية في نصرة الأحرار، فقطر بلد الأحرار وهي لا يمكن إلا أن تكون أمينة لرؤية سمو الأمير الإنسانية والمتقدمة.