اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ نصرٌ ، حوّله خطأ بشريّ ، إلى هزيمة !
نصرٌ ، حوّله خطأ بشريّ ، إلى هزيمة !
09.05.2019
عبدالله عيسى السلامة
التخطيط ، بأنواعه : العسكري منه ، والسياسي ، والاقتصادي .. قد يتضمّن أموراً كثيرة ، ممّا يمكن حسابه ! والمخطّط البارع ، يحسب كلّ ما من شأنه ، أن يؤثّر، في قراره ، ونتائجه : السلبية ، والإيجابية ! بَيدَ أنّ ثمّة أموراً ، يصعب حسابها ، أو قد تغيب عن ذهن المخطّط ، أو قد يتوقّعها ، لكن لا يعطيها الاهتمام ، الذي تستحقّه ! وغير ذلك ، من الاحتمالات .. فيتحوّل نصره ، إلى هزيمة ؛ نتيجة لخطأ بشري ، أو ظرف طارئ ، لم يكن داخلاً ، في حساب المخطّط !
نصرُ معركة أُحُد ، تحوّل إلى هزيمة ، بمخالفة أمر القائد:
انتصر المسلمون في أحد ، انتصاراً واضحاً ، وانسحب المشركون ، من ساحة المعركة ، وبادر المقاتلون ، بجمع الغنائم والأسلاب ، ممّا تركه الأعداء ، في أرض المعركة !
كان على جبل أحُد ، مجموعة من المقاتلين ، رُماة السهام ، وضعهم النبيّ ، وأمرهم ألاّ يتركوا مواقعهم ، تحت أيّ ظرف ؛ سواء أكان النصر للمسلمين ، أم لأعدائهم .. حتى لو رأى الرماة ، مقاتلي المسلمين ، تتخطّفهم الطير !
كان أمر النبيّ القائد ، واضحاً ، وصارماً ؛ بألاّ يغادر الرماة مواقعهم ! بَيدَ أن بعض الرماة ، حين شاهدوا المشركين ينسحبون ، من المعركة ، ورأوا المقاتلين المسلمين ، يتسابقون ، إلى جمع الأسلاب .. تحرّكوا ، لنيل نصيبهم من الغنائم ! فنهاهم قائدهم ، عن ذلك ، وذكّرهم بنهي النبيّ القائد ، عن ترك مواقعهم ؛ مهما رأوا من نتائج المعركة ! إلاّ أن أكثرهم اندفعوا ، إلى ساحة المعركة ، لجمع الغنائم ! وبقيت قلّة من الرماة ، التزمت بأمر النبيّ ، فلم تترك أماكنها ! فالتفّ خيّالة المشركين ، من فوق الجبل ، وقضوا على الرماة ، الثابتين في مواقعهم ، وأثخنوا بالمسلمين ؛ إذ قتلوا عدداً منهم ، وجرحوا النبيّ ، وظنوه قُتل! وشاع خبر مقتله ، بين المسلمين، ففتّ ذلك ، في عضد الكثيرين منهم ! بَيدَ أن بعضهم ، زاده الخبر، تصميماً على القتال ! وانسحب المشركون ، بعد أن وجدوا أنفسهم ، حقّقوا نصراً ، يعدل هزيمتهم ، في بدر!
وقد سَجّلت آيات كريمة ، في القرآن ، هذه الواقعة ، وأفاد المسلمون درساً ، دفعوا ثمنه ، غالياً ، من دمائهم ! وظلت الحادثة عبرة ، لمن يعتبر، من أبناء المسلمين ، إلى يوم القيامة !
فهل تعي أجيال الربيع العربي ، هذا الدرس ، وتتّعظ ، بما جرى عليها ، وحولها ، من عمليات التفاف ، حوّلت انتصاراتها السياسية ، إلى هزائم مرّة !؟ نرجو ذلك !