الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "نصر الله".. المغامرة سببها اليأس

"نصر الله".. المغامرة سببها اليأس

27.05.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاثنين 27/5/2013
لم تفلح مطالبة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لزعيم حزب الله بعدم التدخل في الأزمة السورية، وتجنيب لبنان تداعيات هذه الأزمة.
نصر الله أول من أمس تعهد صراحة بأن يقف مع حكومة الأسد حتى النهاية، لتستمر المواجهات العنيفة في "القصير" السورية.
يثبت حسن نصر الله أنه ماضٍ في سياسته التي ينتهجها، والمآرب التي يريد هو وحزبه الوصول إليها ولو كان ذلك على حساب دماء السوريين، بل حتى اللبنانيين، فـ30 ألف مدني الآن في بلدة القصير لا يساوون شيئا في حسابات نصر الله، المهم أن يبقى في الصراع السوري حتى النهاية. لا نستطيع القول إن "حزب الله" منظمة أو جماعة أو حتى ميليشيا وطنية لبنانية، من الصعب الإقرار بذلك.. هو لا يعير الحكومة اللبنانية وشعبها أي اهتمام، كما أنه يواصل طريقه الانتحاري وحده حتى لو عارضته لبنان بأحزابها وطوائفها وشعبها. ونستطيع القول إنه لولا حزب حسن نصر الله لما اشتعلت طرابلس اللبنانية بالنزاع الطائفي وقتل فيها العشرات، ولولاه لما سقطت القذائف بالأمس في إحدى ضواحي بيروت. لا ينبغي نسيان أن هذا الحزب ذراع إقليمية لقوى أكبر منه.
غلب على خطاب حسن نصر الله أول من أمس لغة العاطفة والحماس والتجييش، وهذا طبيعي، فالموقف بالغ الأزمة في سورية، خاصة على جنوده هناك، فقد ذكرت تقارير أن بعضا من جنود حزب الله في سورية أصابوا أنفسهم.. بعضهم أطلق النار على قدميه ليتسنى له الخروج من الصراع الدموي، وقد حوكموا بسبب ذلك.
لكن؛ لا يمكن لحسن نصر الله في هذا الوقت العصيب من الأزمة السورية أن يثبت على موقفه هذا ويتحدى شعبه، ويمضي في التحالف على ذبح الشعب السوري، ويقف أمام المجتمع الدولي بأكمله؛ خاصة قبيل مؤتمر جنيف2 ، إلا إن كان هناك ضوء أخضر أتاح له ذلك الثبات من قوى إقليمية ودولية، وفي مقدمتها بالطبع إيران وروسيا.
وعلى كل حال فإن الأيام القليلة القادمة ستحدد مسار الأزمة السورية، أما نصر الله فلم يعد لديه ما يخسره.