الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نصر الله والتضليل المذهبي!

نصر الله والتضليل المذهبي!

17.06.2013
رجا الطلب

الراي الاردنية
الاثنين 17/6/2013
حاول حسن نصر الله في خطابه الأخير بيوم الجريح إعادة إنتاج شخصه وحزبه باعتبارهما مشروعا مقاوما لإسرائيل وأميركا بلا لون طائفي أو مذهبي ، وأسهب نصر الله في محاولة نفى التهم التي تلاحقه هو وحزبه بشان التدخل في سوريا لصالح النظام وقواته المسلحة .
نصر الله شخص المعادلة التي بموجبها كان حزبه « آخر المتدخلين « في الصراع الدامي في سوريا حسب تعبيره جاء لمواجهة المشروع الأميركي - الإسرائيلي – الكوني – التكفيري لتفتيت سوريا ، وانه يلتقي في هذا التحالف مع إيران والنظام في سوريا محاولا قدر الإمكان التضليل بان هذا التلاقي بين الثالوث الشيعي الإيراني والشيعي اللبناني ممثلا بحزب الله والسوري العلوي ممثلا بنظام آل الأسد ليس نتاج اصطفاف مذهبي ، ولكنه لم يقدم اى تفسير آخر لطبيعة هذا الاصطفاف أو تفسير أسبابه أو طبيعة تشكله وهو من الناحية العملية يشكل مأزقه الحقيقي وعجزه الأخلاقي والسياسي عن إعطائه الشرعية أية شرعية كانت !!
وفي محاولة تضليلية لتبرير و» شرعنة « تدخله في الصراع الدائر في سوريا طرح نصر الله سؤالا « فهلويا « طرحه على منتقدي تدخله ، والسؤال هو ماذا سيكون رد فعل الرافضين لتدخل الحزب في سوريا لو كان التدخل هو ضد النظام والوقوف إلى جانب المجموعات المسلحة المناوئة للنظام في سوريا ؟
أجاب نصر الله نفسه على سؤاله بقوله إنهم كانوا سيمتدحون هذا التدخل ويباركونه ويعتبرونه خطوة صحيحة !!
ونسى السيد حسن أن سؤاله هو سؤال افتراضي من المستحيل أن يحصل على ارض الواقع ، فهو لا يمكن أن يقف إلا مع المكونات المذهبية التابعة للولي الفقيه أو المتحالفة معه ، وأنا هنا أرد على سؤاله الفهلوي – الافتراضي بسؤاله مقابل وهو هل كان حزب الله سوف يتدخل عسكريا في سوريا لو كان النظام فيها غير نظام آل الأسد ؟ بالطبع لا .
وهنا القصة مذهبية تماما وليست مواجهة للمشروع الأميركي - الإسرائيلي كما يدعى نصر الله والأمثلة للتدليل على ذلك كثيرة ومنها ما يلي :
أولا : لماذا نأى نصر الله بنفسه تماما عن الغزو الأميركي للعراق والتزم الصمت المريب رغم أن الغزو الأميركي للعراق لم يكن للخلاص من صدام بقدر ما كان لتحطيم هذا البلد وتفتيت قدراته ، والسؤال هل أميركا التى غزت العراق ليست هي أميركا التي تريد تدمير سوريا ألان ؟
لقد سكت نصر الله وصمت صمت القبور عما جرى في العراق لاعتبارات المصلحة الإيرانية وقرار الولي الفقيه الذي رأى في الغزو الأميركي للعراق خطوة ضرورية من اجل السيطرة الإيرانية عليه .
ثانيا : لماذا لم يشارك حزب الله في المواجهة ضد القوات الأطلسية في غزوها لليبيا من اجل إسقاط نظام القذافي ، أليست قوات غازية ومعادية للعرب والإسلام حسب قاموس نصر الله وأتباعه ؟ أم انه لا مصلحة إيرانية في الدفاع عن القذافي او مناصرته وهذا هو بيت القصيد .
ثالثا : لماذا انتقد نصر الله التدخل السعودي والخليجي في البحرين في مواجهة من هم تابعون لإيران من الشيعة البحرينيين ومنهم عناصر تابعون لحزب الله واعتبر التدخل في البحرين سافرا وغير مقبول بينما تدخله هو في سوريا حق ومشروع ، المعيار في هذا الموضوع وغيره هو إيران والمصلحة الإيرانية ، ونصر الله مجرد خادم لدي خامنئي ، هذا الولي الفقيه الذي قال عنه نصر الله انه لا يتمتع بصلاحيات مثل تلك التي يتمتع بها الزعماء العرب و امتدح في ختام خطابه ديمقراطية هذا الولي الفقيه ووصفه بسماحة القائد .
لتبيان افتراء نصر الله يرجي من القارئ الكريم مراجعة المادة 110 من الدستور الايراني على محرك االبحث ليرى صلاحيات الولي الفقيه الذي يوصف في الدستور « بالقائد « .