الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نصر الله وخطاب الافك !

نصر الله وخطاب الافك !

24.02.2015
رجا طلب



الرأي الاردنية
الاثنين 23-2-2015
على مدى خطابين متتاليين حاول حسن نصر الله ان "يُجمل" صورته وصورة حزبه في محاولة لتنظيف تلك الصورة من "وسخ" الطائفية التي التصقت بهما بعد سقوطهما في وحل الحرب السورية.
ففي خطابه الأول بمناسبة ضربة القنيطرة والذي ألقاه في الثلاثين من يناير الماضي وبعد يومين من ثأره في مزارع شبعا ، ركز نصر الله على المقاومة ، وعلى فلسطين والمواجهة مع اسرائيل ، بعدما كانت منسية علي مدى سنوات من قاموسه الخطابي ، وكان الهدف واضحا وهو إعادة إنتاج حزب الله كحزب مقاوم لإسرائيل وهي الصورة التي وصلت ذروتها في ذهن الشارعين العربي والإسلامي في حرب تموز 2006 ، ووصلت الحضيض في معارك سوريا الحالية ، أما في خطابه الأخير في السادس عشر من هذا الشهر فقد كان هدفه إيصال صورتين له ولحزبه ، واحدة للعالم العربي المتصادم مع داعش ، وهي انه جزء من المنطقة وانه شريك لها في حربها عليه ، ورسالة للداخل اللبناني اراد من خلالها إظهار حرص "مُفتعل" على التوافق الوطني من اجل محاربة الإرهاب التكفيري من جهة ، ومن اجل إنجاح الحوارات الداخلية وصولا لانتخاب رئيس للجمهورية من جهة ثانية.
في الرسالتين الخارجية والداخلية عمل نصر الله علي تزييف عدد من الحقائق واختلاق الكثير من القصص بهدف الوصول الى تبرير تبعيته لإيران واعتبار الحرب في سوريا مرحلة " متقدمة وضرورية" لهزيمة داعش، في محاولة "للتستر" علي هدفه الاستراتيجي وهو إبقاء النظام السوري علي " قيد الحياة " لان بقاء هذا النظام هو مصلحة استراتيجية لإيران وبالتالي له ، وبمعنى آخر حاول نصر الله استثمار الحرب علي داعش خدمة لاهدافه الطائفية وليس من اجل "سواد عيون المنطقة والاقليم" الذي يتصادم مع كل دوله الا ايران والمليشيا الشيعية في العراق.
في الشان الداخلي اللبناني زيف الكثير من الحقائق ولكن "الكذبة والنكتة الكبرى" كانت دعوته لتيار المستقبل وقوى الرابع عشر من اذار ان لا يبقوا مرتهنين للخارج ويقصد هنا "العربية السعودية" ، وان يساهموا في انتخاب رئيس للجمهورية.
المضحك في كلام نصر الله مرده ان القاصي والداني يعلم ان 14 اذار لم يقاطعوا ولا جلسة من جلسات انتخاب الرئيس على مدى مدة "الشغور" و التي دخلت شهرها التاسع في حين أنه و حزبه اعلنا أن لا مرشح للرئاسة إلا عون وقاطعوا كل جلسات الانتخاب وعطلوا آليته !!
في الشان الخارجي كانت الكذبة الكبرى من نصيب الاردن ، حيث اتهمه نصر الله بدعم جبهة النصرة في سوريا في الوقت الذي يحارب به داعش في العراق.
نصر الله مصاب بحالة من "الغرور المرضي" والتي تجعله يكذب مصدقا كذبته ، ومعتقدا في الوقت ذاته ان كلامه هو شيء "مُنزل" ، وهنا تكمن مشكلة " الزعامة الزائفة" التي تذكرنا " بجنون القذافي" او خطابات بشار الاسد الطويلة والبليدة وغيرها ، فهذه النوعية من السياسيين لا تعلم ، وان علمت لا تصدق ان الناس يملكون من الوعي والاطلاع ما يجعلهم "يحزنون" على خطباء الافك من امثال هؤلاء ، فمن في الدنيا الى الان لا يعلم ان الاردن هو البلد الاكثر عداء للنصرة والقاعدة وداعش وكل الفكر التكفيري ؟
على نصر الله ان يطلب تحديث معلوماته العامة من موظفي كمبيوتره المركزي وان يطلب سجلا عن عدد الاحكام الصادرة من محكمة امن الدولة الاردنية بحق المنتمين لهذه التنظيمات الارهابية ، وعن المجابهة التاريخية لها منذ عودة الافغان العرب في التسعينيات من القرن الماضي الى اليوم.
 مصداقية نصر الله وحزبه تتمثل أولا و أخيرا في الانحياز لمشروع لبنان الدولة والعيش المشترك والتوافق الوطني ، وطالما هو خارج هذه المعادلة سيبقى حزبا لطائفة بعينها وبمشروع "تفتيتي" لا يقل خطورة عن مشروع داعش الذي يدعي محاربته.