الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نصر الله في ذروة عصبيته وطائفيته

نصر الله في ذروة عصبيته وطائفيته

26.05.2015
ياسر الزعاترة



الدستور
الاثنين 25/5/2015
النص الطويل التالي ليس من عندنا، بل هو من صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله، ونستأذنكم في نشره هنا كاملا قبل أن نعلق عليه، مع أنه لا يحتاج إلى تعليق في واقع الحال.
الأخبار”: حدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معالم المرحلة المقبلة من أجل مواجهة الإرهاب، معتبرا في لقاء مع جرحى المقاومة الإسلامية بمناسبة يوم الجريح أن “الخطر الذي يتهدّدنا هو خطر وجودي شبيه بمرحلة ال 1982”، وملوّحا باحتمال إعلان التعبئة العامة ضد التكفيريين. وتحدّث السيد نصر الله عن “مرحلة جديدة لا مكان فيها للإحباط بيننا، وهي مرحلة سنستخدم فيها كل قوتنا وكل إمكاناتنا لمواجهة التكفيريين”. وقال: “سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا نستحي من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومن لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسبا له”.
وأضاف: “لا نهتم لتوهين الإنجازات التي تحققها معاركنا ويقوم البعض بإنكارها. ولو سقطت كل المدن، فلن يحبط هذا الأمر عزيمتنا، ويجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة وحالتنا النفسية قوية”.
وقال نصر الله، “الله كتب علينا القتال كما كتبه على الذين من قبلنا في بدر مع الرسول وكل المعارك... حتى خيبر، ويجب أن نكمل الى صفين ومن يثبت في صفين يكون قد وصل”. وأضاف “لو لم نقاتل في حلب وحمص ودمشق، كنا سنقاتل في بعلبك والهرمل والغازية وغيرها”، مشددا على أن “خياراتنا ثلاثة: 1- أن نقاتل أكثر من السنوات الأربع الماضية. 2- أن نستسلم للذبح، والنساء والبنات للسبي. 3- أن نهيم على وجوهنا في بلدان العالم ذليلين من نكبة إلى نكبة”. وتابع “هذه الحرب لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف سيكون هذا الخيار الأفضل. بل في هذه المعركة، لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل. إن شاء الله، لن يستشهد هذا العدد. ولكن الوضع يحتاج إلى تضحيات كبيرة لأن الهجمة كبيرة، فقد انتهى الخلاف بين السعودي والقطري والتركي، والكل الآن في المعركة ضدنا”.
وشدد نصر الله على أنه “إذا استنهضنا الهمم، وكنا على قدر المسؤولية فسنحطم عظامهم. وكل من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن. شيعة السفارة الأمريكية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحدا. هي معركة وجود، وكذلك معركة عرض ومعركة دين، ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين”.
وختم نصر الله “الآن وقت التعبئة. الكل يستطيع أن يشارك، ولو بلسانه، كل من له صدقية عند الناس فليسهم بهذه التعبئة. يجب على العلماء التكلم، ومن له ولد شهيد أن يتكلم”، مشيرا إلى أنه “في المرحلة المقبلة قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس. أقول قد نقاتل في كل الأماكن. لن نسكت لأحد بعد اليوم، ومن يتكلم معنا سنحدق في عينيه ونقول له أنت خائن، أكان كبيرا أم صغيرا”. (انتهى نقل الصحيفة لكلام نصر الله).
ثمة فقرة لم تنقلها “الأخبار”، ربما خجلا، ونقلتها مواقع أخرى، قال فيها نصر الله: “ ذهبنا إلى القائد وشخّصنا المصلحة، وكان القرار بالمواجهة. وقتها لم يقبل العراقيون. ماذا حصل؟ كادت أن تسقط كربلاء والنجف وبغداد وأنقذهم شخص اسمه علي الحسيني الخامنئي. (بعدين) جاءت فتوى السيد السيستاني حفظه الله”. (لم يقل نصر الله إن من حال دون سقوط بغداد هو الطيران الأمريكي، وليس فتوى خامنئي ولا السيستاني)، طبعا لأن ذلك يضر بصورة المقاومة والممانعة!!
ما لا يمكن تجاوزه في التعليق على هذا الخطاب الطائفي (استعادة ثارات التاريخ دليل واضح)، هو أنه خطاب شخص مأزوم، بل في ذروة أزمته، وليس خطاب رجل يحقق الانتصارات، لأن الأخير لا يخيّر جمهوره بين القتل والسبي وفقدان نصف أبنائه أو ثلاثة أرباعهم، وبين القتال، ولا يتحدث عن “تعبئة عامة”، كأنما لم يعلنها إلى الآن.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل إن تلك بالفعل هي خيارات اللبنانيين الشيعة، فضلا عمن تبقى من الشيعة العرب، أم هي خيارات مشروع المحافظين الإيراني، وعنوانها: “نكون أو لا نكون”؟!
الحق أنها خيارات المشروع الإيراني بعد تمدده على نحو مجنون من المستحيل الحفاظ عليه، وليس خيارات الشيعة العرب، لأن أحدا لم يفكر قط في إبادتهم، ولن يتمكن من ذلك؛ لا في لبنان ولا في سوريا ولا العراق ولا اليمن.
في كل تلك المحطات، طالبت غالبية الأمة، وهي ليست طائفة بكفِّ العدوان، وبالعدالة لا أكثر، فرد عليها “الولي الفقيه” بالطائفية والإقصاء في العراق، وبالعدوان السافر في سوريا واليمن، وبجعل لبنان ساحة لنشاطاته متجاهلا مرجعية الدولة والشعب.
اللافت في خطاب نصر الله هو تهديده للصوت الشيعي العاقل، طبعا بعد تخوينه؛ لا لشيء، إلا لأنه يردد ما تقوله غالبية الأمة، وخلاصته: “كفوا العدوان”، وتعالوا إلى كلمة سواء، فغالبية الأمة ليست تكفيرية ولن تكون.
يجب أن يعي نصر الله، والأهم الولي الفقيه أن الأقلية لن تعلن حربا على الأغلبية ثم تربحها، وأن هذا المشروع التوسعي لن ينجح، ولن تكون نتيجة الإصرار عليه سوى إطالة النزيف والدمار والمعاناة قبل العودة إلى جادة الصواب.