الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نظام الأسد.. فصل من مسرحية الانتخابات

نظام الأسد.. فصل من مسرحية الانتخابات

06.05.2014
اليوم السعودية


الاثنين 5/5/2014
يستمر نظام الأسد في استكمال الفصول الأخيرة في مسرحية الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد أن أعلن النظام، أمس، أن المحكمة الدستورية العليا قد أقرت طلب الأسد واثنين آخرين موالين للنظام، للترشح للانتخابات الرئاسية.
والعجيب، أنه بالرغم من أن المسرحية مكشوفة، منذ إعلان الانتخابات، إلا أن النظام يستمر في تشكيل فصولها. وهي مسرحية لأنه في أعرق البلدان الديمقراطية لا يمكن أن تقدم سلطات مسئولة على الإعلان عن الترشح للانتخابات، في ظل أوضاع حرب أهلية وسجون معتقلات، وملايين المرشدين وانقسام على كل المستويات.
ثم إن الفصل المسرحي الأكثر إثارة، هو حكاية "المحكمة الدستورية العليا"، لإعطاء الإيحاء بأن نظام الأسد يعير للقانون والدستور والتشريعات أهمية، فإنه لا قضاة المحكمة الدستورية ولا قضاة المحكمة الدنيا ولا قضاة أية محكمة في سوريا، يمكنهم رفض ما يطلب منهم النظام انفاذه، ولا يمكنهم الجرأة على إرغام عضو صغير في حزب البعث على الانصياع لأوامرهم.
وإذا كان قضاة المحكمة الدستورية العليا لديهم السلطة الحقيقية، فإن عليهم أولاً أن يسألوا عما إذا كان يحق لشخص أن يخوض الانتخابات وهو قد شن حرباً دموية على شعبه، وقتل 150 ألف إنسان، وغيب ضعف هذا العدد في سجونه، وشرد ملايين السوريين، ودمر عشرات المدن السورية. وعليهم أن يسألوا أيضاً ما هي الشرعية التي تكسبه حق الترشح إن لم تجعله جديراً بالمحاكمة على الجرائم التي ارتكبتها ميلشياته وأعوانه، بأوامر منه واستجابة لرعاته.
كما على القضاة أن يسألوا كيف يمكن للأسد أن يترشح لرئاسة الجمهورية السورية، وهو الذي استورد جيوشاً أجنبية وجعل من سوريا قاعدة لطهران ووكالة إيرانية ومكن الإيرانيين من استباحة سيادة سوريا، وأرضها وشرفها واستقلالها.
بلا أدنى شك لن يطرح قضاة المحكمة الدستورية السورية أي أسئلة؛ لأنهم يعلمون أن ما يفعلونه هو جزء من مسرحية مصممة، وعليهم الاشتراك في تنفيذها واخراجها، مثلما جرى تصميم قانون الترشيح للانتخابات على مقاس الأسد.
وفي الواقع، فإن تطويع القوانين والدستور في سوريا ليس جديداً، فقد سبق أن جرى تعديل
قسري للدستور؛ ليعطي الحكم لبشار الأسد ولتستمر وراثة حكم سوريا لآل الأسد، في بلد يقول إنه يطبق نظاماً جمهورياً.
والهدف الحقيقي كان أن تستمر سوريا وكالة إيرانية، ولن يحقق هذه المهمة سوى آل الأسد، الذين كشفوا عن أقنعتهم الطائفية وأصبحوا الآن يبيعون سوريا علناً لطهران وميلشياتها، التي تدير سوريا ولها الكلمة العليا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
ومن فصول المسرحية أيضاً، أن يسمح الأسد لاثنين أو ثلاثة لخوض الانتخابات إلى جانبه، بينما الحقيقة أن هؤلاء مجرد ديكور ومتطلبات للعرض؛ لأن النظام والحزب لا يسمح بمنافسة جدية، لأن المنافسة الجدية سوف تنهي النظام، وتنهي الهيمنة الإيرانية وحكم ميلشيات طهران، وتحرر سوريا.