الرئيسة \  برق الشرق  \  نظام الأسد يستخدم سياسة الأرض المحروقة لاستعادة إدلب

نظام الأسد يستخدم سياسة الأرض المحروقة لاستعادة إدلب

08.04.2015
المركز الصحفي السوري



دأب النظام السوري على استخدام هذه السياسة بعد كل خسارة يمنى بها النظام في أي بقعة جغرافية على طول البلاد وعرضها، يستخدم هذه السياسة ضد البشر والحجر للانتقام من معارضيه.
تفيد مواقع النشطاء والتنسيقيات في مدينة إدلب وريفها عن تكثيف النظام السوري لقصفه الهيستيري على المدينة بعد قيام جيش الفتح بالسيطرة عليها في 28 من مارس/آذار الماضي، القصف شمل مدن كفرتخاريم، سلقين، بنش، سرمين، معرة مصرين، سراقب، بالإضافة لمدينة إدلب، حيث نتج عن عمليات القصف عشرات الضحايا ودمار واسع للممتلكات.
يعتبر العقيد سهيل الحسن الملقب بـ "النمر" هو أكثر ضباط النظام تنفيذاً لهذه السياسة، حيث يقوم يتسخير كل المطارات العسكرية لقصف المناطق التي يريد التقدم إليها، فهو الآن في إدلب يستخدم مطارات حماة وهو القاعدة الأقوى التي تنطلق منها مروحيات النظام المحملة بالبراميل المتفجرة وطائرات الميغ 21 و الميغ 23، كما يستخدم أيضاً مطاري الشعيرات و التيفور في حمص لضرب مناطق المعارضة، حيث تنطلق من هذين المطارين طائرات السوخوي 22 والسوخوي 24، كما يستخدم مطاري اللاذقية العسكري ومطار النيرب في حلب.
بدأ مقاتلو جيش الفتح معركتهم للسيطرة على معسكر المسطومة بإدلب يوم الخميس الماضي الثاني من أبريل، وما زالت المعارك مستمرة للسيطرة على المعسكر حيث دمرت قوات المعارضة المسلحة عدة آليات عسكرية لقوات النظام، وتهدف قوات المعارضة المسلحة من هذه المعركة إتمام السيطرة على مدينة إدلب ومحيطها وقطع الطريق إلى معسكر القرميد ومدينة أريحا التي مازالت تحت سيطرة النظام، كما بدأت قوات المعارضة معركة أخرى في نفس المحافظة لقطع طريق جسر الشغور – أريحا .
بدأ النظام باستخدام هذا التكتيك في منتصف عام 2012 بعد تحول المظاهرات السلمية في سوريا إلى صراع مسلح، حيث استخدم هذا النظام بشكل واسع في حلب وريفها في عام 2013 وفي ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وتسبب بقتل مئات الآلاف من السوريين وتدمير عشرات آلاف المنازل.
يتحدث أحد أهالي ريف حماة الشمالي الذين خبروا ردة فعل النظام بعد كل عملية "تحرير" في المنطقة حيث يقول:" النظام يستخدم كل الأسلحة الثقيلة من الطيران الحربي إلى المروحي المحمل بالبراميل المتفجرة إلى الحربي الرشاش وصواريخ أرض – أرض لقصف التجمعات السكانية في المنطقة" ويتحدث أيضاُ عن الإجراءات التي يتخذها السكان عند القيام بحملة عسكرية كبيرة حيث يقول:" يلجأ السكان إلى الأقبية و المغارات التي يحفرها السكان ويستعملون القبضات اللاسلكية كأجهزة إنذار لإعلام السكان عن إقلاع وعودة الطيران وكذلك عن خروج الصواريخ من حواجز النظام".
 
لا يوجد لدى قوات المعارضة السورية أي أسلحة نوعية مضادة للدروع وكذلك للطائرات، وتعتمد في قتالها ضد النظام بشكل رئيس على الغنائم من قوات النظام المتقهقرة وشراء بعض الصواريخ المضادة للدروع من السوق السوداء، لكن الكلفة الأكبر التي تدفع نتيجة هذه السياسة يدفعها المدنيون الأبرياء.
السؤال الذي يطرح نفسه هل سيعاد سيناريو مدينة حلب في إدلب وتتحول إلى ركام نتيجة هذه السياسة الجنونية للنظام؟ خاصة أنه يراهن دائماً على عدم التدخل الدولي لوقف المذابح بحق المدنيين، أم سيكون هناك تحول حقيقي قريب للموقف الدولي أو الإقليمي على أقل تقدير وتقوم باتخاذ تدابير أقوى لردع النظام، وهو ما لم يتبلور فعلياً على الأرض.
المركز الصحفي السوري – عاصم الإدلبي