الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نظام الجزار بشار ووهم الانتصار !!

نظام الجزار بشار ووهم الانتصار !!

06.07.2017
أحمد بودستور


الوطن الكويتية
الاربعاء 5/7/2017
المثل الايرلندي يقول (حيث يفتقد الملح لا تنفع البهارات) وحيث يغيب الممثل الشرعي للشعب السوري وهي المعارضة السورية عن أي اجتماع أو مؤتمر فلن تنفع أي بهرجة إعلامية وترتيبات واتفاقات وادعاءات بالنصر المزعوم وهو ما يحدث في مؤتمر استانة 5 الذي يعقد في كازاخستان بحضور روسيا وإيران وتركيا وغياب وفد المعارضة السورية الذي هو الممثل الشرعي للشعب السوري.
هناك وهم يعيشه نظام الجزار بشار وأيضا محور الشر أن الحرب قد انتهت وأنه تم القضاء على فصائل المعارضة السورية التي يقودها الجيش الحر ولذلك سوف يبحث مؤتمر استانة قضايا مثل إعادة الإعمار وترسيم مناطق خفض التوتر ووقف النشاط العسكري وكذلك تشكيل اللجنة السورية للمصالحة السورية والسؤال هو مع من ستكون المصالحة إذا كان هناك تغييب كامل للمعارضة السورية فقد تحول نظام الجزار بشار برعاية كل من روسيا وإيران إلى أن يكون هو الخصم والحكم فقد ألغي وجود المعارضة السورية الممثل الشرعي للشعب السوري.
الجدير بالذكر أن الحاكم الفعلي لسوريا هي روسيا بالتنسيق مع إيران فالنظام السوري قد فقد شرعيته لأنه تحت الاحتلال الروسي الإيراني وقد فشل هذا النظام في المحافظة على السيادة ووحدة الأراضي السورية فهناك مساحات كبيرة من سوريا لا تخضع لنظام الجزار بشار فهناك مثلا في الغوطة الشرقية بريف دمشق تخضع للجيش السوري الحر وكذلك مناطق في درعا حيث يوجد قتال شرس مع فصائل المعارضة السورية وهناك مدينة الرقة فهي تخضع حاليا لتنظيم كلاب النار داعش الذي سوف يطرد منها بعد أن تسيطر عليها قوات الحماية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية التي لديها عدة مطارات في سوريا ولذلك فسوريا اليوم هي تحت الوصاية الدولية ولا يحق لنظام الجزار بشار أن يستمر في حكم سوريا.
إن اجتماع استانة 5 هو التفاف على مؤتمر جنيف وعلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية السورية وهو اجتماع لا يمثل الشرعية الدولية خاصة أن إيران وهو الراعي الرسمي للإرهاب الدولي تشارك بالمؤتمر رغم أنها جزءا من المشكلة وليس الحل .
هناك تعارض وتناقض بين مؤتمر استانة 5 ومؤتمر جنيف الذي سيعقد في خلال شهر يوليو الجاري وستكون المعارضة السورية ممثلة فيه وهي طرف رئيسي في المعادلة السياسية والحل النهائي للقضية السورية حيث أن قرار 2216 ينص على أن تكون هناك مرحلة انتقالية مدتها 18 شهر تكون تحت إشراف حكومة انتقالية التي سوف تشرف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهي خارطة الطريق التي يحاول نظام الجزار بشار أن يقفز عليها بدعم مكشوف من روسيا وإيران وهو قطعا لن يحظى بموافقة الأمم المتحدة ولن يكون معترف فيه دوليا فهو مجرد حبر على ورق ونقصد هنا القرارات التي سوف يتم الاتفاق عليها في مؤتمر استانة 5 وعلى النظام السوري أن لايتوهم أن مؤتمر استانة هو بديل عن مؤتمر جنيف الذي تشرف عليه هيئة الأمم المتحدة.
إن المعارضة السورية هي الممثل الشرعي للشعب السوري سواء حضرت أو غابت عن مؤتمر استانة فلن يكون هناك حل نهائي للقضية السورية في غياب المعارضة السورية التي ينبغي عليها أن توحد فصائلها وأن تمثل الشعب السوري خير تمثيل فهناك بعض الفصائل تشوه صورة المعارضة السورية بتصرفها بطريقة تشجع على الإرهاب ولذلك لا تحظى بدعم دولي وهو أضعف بعض الشيء موقف المعارضة السورية على الأرض وفي المحافل الدولية ولهذا على المعارضة السورية أن تعيد ترتيب أوراقها استعدادا للمرحلة المقبلة الحاسمة حتى تثبت لنظام الجزار بشار أنه يعيش في وهم الانتصار.