الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نظام القتل الشامل في دمشق.. والمصير الحتمي

نظام القتل الشامل في دمشق.. والمصير الحتمي

26.01.2014
داود البصري


الشرق القطرية
25/1/2014
إجرامية نظام دمشق طيلة نصف قرن من التسلط والهيمنة من خلال حقب مختلفة ولكنها متواصلة في مسلسل القمع، لا نعتقد أنها تحتاج لتوثيق أو تأكيد أو حتى إثبات!! لأن آثارها واضحة ومرتسمة بالكامل على أجساد السوريين وعلى مختلف أوضاعهم والتي أدت طبيعيا للانفجار الشعبي الكبير في 15 مارس 2011، وحيث انطلق الشعب السوري الحر مفجرا ثورته التاريخية العارمة التي دخلت التاريخ في فدائيتها وحجم خسائرها البشرية والمادية الهائلة التي توجتها بامتياز وتفرد لتصبح (عروس ثورات الشرق) بما قدمته من نماذج غير مسبوقة للتضحية البشرية وللإقدام الهائل وللشجاعة الفذة التي يتحلى بها أبناء سوريا الحرة، لقد سبقت الثورة إرهاصات تحرك شعبي شبابي وكانت قضية اختطاف وتعذيب وسجن الشابة (طل الملوحي) والحكم عليها باتهامات سخيفة تتعلق بالتخابر الدولي، أول الغيث في مسلسل دموي حاقد قبل أن تأتي أحداث مدينة درعا الشهيدة وقطع أصابع أطفالها الأحرار من الذين كتبوا الشعار الخالد على الحيطان (الشعب يريد إسقاط النظام)!!، وحيث كان الرد السلطوي عنيفا ومبالغا في عنفه ويعبر عن منهجية سلوكية متربصة وحاقدة وعدوانية واستئصالية، لتتطور أحداث الثورة وتتوسع شرارتها لنيران التهمت مواقع النظام المجرم وقلصت من وجوده على الخارطة السورية وكانت السلمية هي سلاح الجماهير وردها على جرائم النظام والذي لجأ بادئ الأمر وعبر خطابات فارغة وسقيمة لرأس النظام للتقليل من حجم الانتفاضة الشعبية الثورية وتصويرها كدأب الطغاة على كونها مجرد (مؤامرة دولية) وتكررت تلكم الادعاءات السقيمة في سلسلة متواصلة من الخطابات التي اختفت فيما بعد لتدير المعركة أجهزة المخابرات السورية بخبثها وإجرامها المعهود ولجوئها لأسلوب القتل الشامل الذي افتضح أمره من خلال آلاف الوثائق المصورة والمنشورة حديثا في ذلك التقرير الدولي المرعب الذي جعل النظام السوري يتفوق في جرائمه على نظام الخمير الحمر السابق في كمبوديا والذي انتهى عام 1978 بعد أن تدخلت القوات الفيتنامية وأسقطت ذلك النظام المتوحش... النظام السوري اليوم وبعد انفضاح المستور وتهاوي حججه وخطاباته باعتبار المعارضة السورية الحرة مجرد عصابات إرهابية، يقف اليوم في مواجهة الرأي العام العالمي عاريا حتى من ورقة التوت، فحجم الوثائق المصورة المنشورة، والتي رفضها إعلام النظام واعتبرها ملفقة ومزورة لا يمكنه التهرب من استحقاقاتها ولا تدارك نتائجها التي سترتسم قريبا عبر رد دولي فاعل لابد من حدوثه وإن طال الزمن وتشعبت المعاناة وتعمقت المأساة، صور التعذيب المميت البشعة تعبر عن الهوية الأيديولوجية الحقيقية لنظام القتلة السوري، وهي دليل ميداني محض لا يحتمل التأويل وقرينة أساسية من قرائن الاتهام الجرمي، معتقلات وقبور المخابرات السورية معروفة أخبارها للجميع، وروائحها تزكم الأنوف، وهي السلاح الفاعل الذي استطاع به النظام المجرم تعويم نفسه طيلة نصف قرن من الزمن السوري المهدور.
في جنيف تحدث وزير خارجية النظام الإرهابي وليد المعلم عن الإرهاب وحاول ترويع العالم من ذلك الإرهاب، متناسيا أن الإرهابي الأكبر مقيم في دمشق، وأن النظام الذي يدافع عنه اليوم في المؤتمرات الدولية سيتخلى عنه حين يمثل أركان النظام أمام محكمة الشعب السوري وفي أقفاص الاتهام، فلحظات الحقيقة التاريخية قادمة وبقوة، وجرائم النظام المفضوحة باتت تمثل وجعا دائما يؤرق الضمير الإنساني العالمي.
إرهابيو نظام القتلة على موعد مع أبشع صفحات التاريخ، ودماء الشعوب الحرة ليست ماء، بل إن دماء الشهداء تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم، أسلوب القتل الشامل الذي يتبعه النظام سينقلب شرا ووبالا عليه وسيدفع كل من تورط في دماء السوريين الثمن، فالعدالة ستتوقف طويلا عند محطة نظام القتلة السوري، وبكل تأكيد سيكون الجزاء من جنس العمل، لقد كان تزامن فضح جرائم النظام مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 ضربة قاسية لنظام أدمن الكذب والبهتان، وأوغل في دماء الأحرار، فكان لابد للدجل من نهاية، وسينصر الله من ينصره، ويخزي وجوه القوم المجرمين.