الرئيسة \  مشاركات  \  نظرة على وقائع الاحداث تركيا وانهاء العقوبات الاقتصادية ضد ايران

نظرة على وقائع الاحداث تركيا وانهاء العقوبات الاقتصادية ضد ايران

19.01.2016
هيثم عياش




كاتب ومفكر سياسي
شهد الاسبوع المنصرم حدثا كاد ان يعيد المانيا الى الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها الحكومة الالمانية عقب احداث 11 ايلول / سبتمبر وتكهنات ظهرت عام 2010 باحتمال وقوع اعمال ارهابية بمحيط البرلمان والمستشارية الالمانية أدت الى اغلاق البرلمان امام زائريه لمدة تصل الى اكثر من ثلاثة ساهمت بالحد من عدد زواره الى يومنا هذا ، ذلك الحدث التذي استهدف يوم الثلاثاء المنصر 12 كانون ثان / يناير مجموعة من السواح الالمان بمدينة استانبول راح ضحية الهجوم الارهابي عشرة المان واصابة عدد غير معروف بجروح . كان متوقعا أن تعلن الحكومة الالمانية اجراءات امنية مشددة جراء الاعتداء على الالمان الذي ربما كانوا قد ذهبوا ضحية الانزال العسكري لالمانيا ضد تنظيم الأبالسة الذي يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية - داعش / وان يُعلن وزير الداخلية توماس دو مايزير الذي زار موقع الهجوم في استانبول يوم الاربعاء من 13 الشهر الجاري اجراءاته الامنية الا انه اعلن بشكل مفاجئ عدم حدوث مثل ذلك ، فالاجهزة الامنية الالمانية أعلنت ان الهجوم لم يكن يستهدف الالمان بل تركيا وانه لا خوف على الالمان في تركيا وفي بلدهم أيضا . كانت تركيا تشير باصابع الاتهام الى الحزب العمال الكردستاني اثر كل عمل ارهابي يقع في تركيا الا ان الحكومة التركية كانت اكثر نضوجا عندما اعلنت ان مرتكب هجوم استانبول الاخير سوريا من / الدواعش / وأبرأت حزب العمال من العمل الارهابي ساهم بتنفس الصعداء بعض الشيء لدى الاكراد الذين يرون بالحزب المذكور وراء معاناتهم من اعمال عسكرية للجيش التركي ضد مواقع حزب العمال بالمناطق الآهلية بالاكراد ، لكن اتهام لاجئا سوريا بالعمل الارهابي الاجرامي ساهم الى وضع اكثر السوريين اللاجئين في تركيا واوروبا موضع اتهام فالحكومة الالمانية تتعرض لضغوط اكثر واكثر يوميا جراء تدفق اللاجئين تطالبها بوضع حد لاعداد اللاجئين السوريين والنظر في قضاياهم وعدم اعطاء اقامة انسانية لهم قبل النظر والتدقيق بشخصية كل من يقوم بتقديم لجوء في المانيا .
الهجوم الاخير الذي وقع في تركيا لم يكن يستهدف الالمان فقد كان وجودهم صدفة بل استهدف تركيا وخاصة قطاع السياحة فيها الذي وصلت ارباحه خلال عام 2015 المنصرم الى حوالي 1 مليار و و287 مليون يورو واستهداف الالمان ان لم يكن صدفة الحد من تدفقهم على تركيا عقوبة لذلك البلد الذي اعلن محاربته لـ / داعش / وتأكيده على عدم التفريط بالشعب السوري وتأكيده ايضا انه لا مستقبل لاسد في العملية السياسة بذلك البلد . وقد جاء العمل الارهابي متزامنا مع قيان تعاون عسكري استراتيجي اقوى بين انقرة والرياض التي تعيش حاليا بنزاع مع ايران التي تثير الرأي العام الشيعي ضد الرياض جراء تنفيذ العودية حكم اعدام رجل الدين الشيعي نمو النمظ وتستفز العالم ضدها فالغوغائيون من الفرس قاموا بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران واشعلوا وقنصلية سعودية في ايران الحرائق ولرخوجها من مأزق انتهاك اتفاقيات دولية بحماية المنشئات الاجنبية زعمت طهران بان سفارتها في صنعاء تعرضت لقصف من طائرات سعودية . هذا الادعاء بقي بدون صدى جراء تكذيب اكثر دول العالم في مقدمتهم المانيا لادعاءات ايران ولذلك كان لا بد من هجوم يستهدف امن تركيا بوجود الالمان للتخفيف من صدى كذب طهران .
وماذا بعد اعلان رئيسة شئون السياسة الخارجية بالمفوضية الاوروبية فيدريسيا موجيرني يوم أمس السبت 16 كانون ثان / يناير انهاء العفوبات الاقتصادية ضد ايران جراء تنفيذها لبنود اتفاقيات ملفها النووي الذي تم التوصل اليها في وقت سابق من شهر حزيران / يونيو عام 2015 الماضي ، واعلان وزيرا الخارجية الالماني والامريكي فرانك فالتر شتاينماير وجون كيري وغيرهما من زعماء الدول الاوربية المعنية بملف ايران النووي ترحيبهما بتقرير منظمة برامج الطاقة النووية الذي اسفر عن اعلان موجيرني بانهاء العقوبات الذي تبعه اعلان برلين انهاءها عقوباتها ضد ايران هذا اليوم الاحد 17 الشهر الجاري ؟
اثبت الغرب برفعه العقوبات الاقتصادية عن ايران في هذه الاوقات الحرجة التي تكمن دعم طهران اللامتناهي لنظام بشار اسد ومشاركته بإبادة الشعب السوري مع روسيا ودعم ملالي ايران للحوثيين في اليمن ومحاولتها التحرش بالسعودية وتدخلها السافر بدول الخليج ، بأنه لا يبالي بآلام شعوب منطقة الشرق الاوسط وقلقهم من الخطر الفارسي ، فانهاء العقوبات يعتبر حيوية ودعما قويا لطهران التي ستعمل ايضا على تأجيج بشكل اكثر لنار الحروب ونزاعات جديدة بمنطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي برمته .
الدعاوى التي كثرت في المانيا بعدم ارسال اسلحة الى السعودية وقطر والمطالبة بوضع حدود لعلاقات المانيا الاستراتيجية مع تركيا تختفي هذه الدعاوى والمطالبة تجاه ايران . ويحذر اكثر مراقبو السياسة الايرانية الغرب وخاصة المانيا من ان يؤدي انهاء العقوبات كسب بشار اسد دعما عسكريا وماليا اكثر من ايران وروسيا اللتين تتطلعان الى تحالف استراتيجي عسكري يقف بمواجهة الدول الاسلامية ذات الاغلبية من اهل السنة والجماعة وربما أيضا لمواجهة الغرب بطهران تتعاةون مع موسكو بالملف النووي فموسكو تقوم بتخصيب اليورانيوم الايراني وتعيده الى طهران مخصبا ، وذلك وفق اتفاقيات فيينا لانهاء ملف ايران النووي . .
والايام الحبلى ستتمخض عن مفاجئات خطيرة . انهم يكيدون كيدا وأكبد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا .ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .