الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نظرة "منصفة" إلى قضية "الكيماوي"

نظرة "منصفة" إلى قضية "الكيماوي"

23.05.2013
مازن حماد


الوطن القطرية 
مازالت قضية استخدام أو عدم استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي تثير الجدل والتساؤلات، لكن من الطبيعي القول إنه ليس في مصلحة قوات الأسد اللجوء إلى الكيماوي لسبب بسيط وهو أن مثل هذا الاستخدام من شأنه أن يؤدي حتماً إلى تدخل عسكري أجنبي.
 
وفضلاً عن ذلك، فإن الجيش السوري ليس بحاجة إلى استعمال الكيماوي كسلاح ترهيب وترويع لسبب بسيط أيضاً وهو أن النظام لم يقصر أبداً في الاستعمال الوحشي وواسع النطاق للمدفعية الثقيلة والصواريخ والقصف الجوي وفرق الإعدام لنشر الخوف والذعر بين الناس وحملهم على الفرار مما أدى إلى لجوء مليون ونصف المليون سوري إلى دول الجوار وتشريد ثلث سكان البلاد من أمكنة سكناهم داخل سوريا.
 
وإذا أردنا أن نكون منصفين علينا الاعتراف بأن التقارير التي تحدثت عن استخدام الكيماوي في سوريا أشارت فقط إلى عدد قليل من المصابين بالغازات السامة لا يتجاوزون عشرة أو عشرين شخصاً، مع أن هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل سيؤدي في حال استخدامه فعلاً إلى إزهاق أرواح الآلاف دفعة واحدة.
 
لذلك فإن الشكوك حول حقيقة استخدام الكيماوي ستظل ماثلة للعيان، وهو ما يفسر تردد الرئيس أوباما على سبيل المثال الذي يكرر القول إن المخابرات الأميركية لم تحصل بعد على أدلة قاطعة وحازمة حول استخدام السلاح الكيماوي.
 
هذا النقاش قد لا يعجب البعض ولكن لا بد من الاقتناع التام بأن قوات النظام استخدمت الغازات السامة، قبل اللجوء إلى عمل عسكري يستهدف المنشآت والمواقع الكيماوية.
 
وعلينا أن نعرف أن الغاز سلاح مرعب ومهلك وأن الإيرانيين والأكراد ما زالوا يموتون حتى يومنا هذا جراء تعرضهم لهجمات كيماوية من قبل النظام العراقي في ثمانينيات القرن الماضي.
 
وفي الختام نقول إن قوات الأسد حطمت على أرض الواقع كل الخطوط الحمر بسبب استهدافها المجنون والأشد فتكاً من الكيماوي، للمدن السورية والمواطنين الآمنين مما أدى إلى مقتل ثمانين ألفاً وإصابة مئات الآلاف.