الرئيسة \  تقارير  \  نظرية العرق النقدية والمشروع اليهودي

نظرية العرق النقدية والمشروع اليهودي

26.02.2022
الغد الأردنية


ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
الخميس 24/2/2022
ثمة جدل متزايد في الولايات المتحدة حول نظرية العرق النقدية (1). ومن الغريب بما يكفي أن معارضي هذه النظرية يصرون على وجوب اقتلاع الخطاب “الماركسي” من الثقافة الأميركية ونظام التعليم. وفي الحقيقة تنتابني الحيرة إزاء ذلك، حيث لا يمكنني التفكير في أي شيء أبعد عن تفكير ماركس من نظرية العرق النقدية.
عرَض ماركس تحليلًا اقتصاديًا قائمًا على التقسيم الطبقي. بالنسبة لماركس، كان مقدّرًا لمن هم في أسفل البنية الطبقية أن يتحدوا، بغض النظر عن عرقهم أو نوعهم الجنسي أو توجههم الجنسي. وكان ماركس على هذا النحو غير معني بقضية العرق. ومع ذلك، كانت رؤيته موحِّدة فيما يتعلق بالطبقة العاملة على الأقل. لكن نظرية العرق النقدية تشير إلى الاتجاه المعاكس تماماً. يعتقد أنصار نظرية العرق النقدية أنه ينبغي تعريف الناس سياسيًا من خلال بيولوجيتهم: من خلال لون بشرتهم، وفي كثير من الأحيان حسب نوعهم الجنسي و/ أو ميولهم الجنسية. وتحاول نظرية العرق النقدية محاربة العنصرية، ليس من خلال القضاء عليها وإنما فعلياً من خلال رفع مسألة الحتمية البيولوجية إلى ساحة معركة مستمرة.
ليس منظرو نظرية العرق النقدية أصليين كثيراً بشأن تلك الجبهة المتعلقة بالحتمية البيولوجية. في أواخر القرن التاسع عشر، دعت الصهيونية اليهود إلى التماهي سياسيًا مع بيولوجيتهم. وحثت دعوة هتلر الشعب الآري على فعل الشيء نفسه بعد حوالي عقدين من الزمن. ومن المفارقات أنه حتى أولئك الذين يسمَّون اليهود “المناهضين” للعنصرية داخل الخلايا السياسية المعادية للصهيونية المقتصرة على “اليهود فقط” (مثل “الصوت اليهودي من أجل السلام” JVP؛(2) و”الصوت اليهودي من أجل العمل” JVL؛(3) و”الشبكة اليهودية الدولية المعادية للصهيونية” IJAN (4) يتبعون الأجندة الصهيونية والهتلرية نفسها بالضبط. كما أنهم يصرون على التماهي سياسياً وأيديولوجياً كـ”عرق”.
قد يتساءل المرء في هذه المرحلة لماذا يشير الناس داخل اليمين المحافظ إلى نظرية العرق النقدية على أنها “ماركسية”، على الرغم من أنها لا علاقة لها بماركس ولديها الكثير من العلاقة (أيديولوجيًا) مع الصهيونية والبيولوجيانية الهتلرية. أحد الخيارات هو أن الناس داخل اليمين الأميركي يعتقدون أن الإحالة إلى ماركس تتواصل جيداً مع الحشد الذي يدعمهم. وثمة خيار آخر أقل واقعية هو أن ماركس اسم رمزي “لخطاب تخريبي متعلق باليهود”. ويستلهم العالَم المحافظ الأميركي إلى حد كبير القومية الإسرائيلية، ومع ذلك تأنف منها التدخلية الكوزموبوليتانية من نوع تدخلية (جورج) سوروس. ربما يستخدم اليمين الأميركي لغة مرمَّزة لمعالجة شلله الخاص. ومن الواضح أنه يكافح من أجل تسمية الأشياء بأسمائها.
بالنظر إلى ما ورد أعلاه، من المغري دراسة وجهة نظر اليهود الأميركيين في مناقشة نظرية العرق النقدية.
استخدم المؤرخ اليهودي هنري أبرامسون Henry Abramson (5) الشهر الماضي منصة “وكالة التلغراف اليهودية” (6) لإبلاغنا بأن “أي شخص يقوم بتدريس الماضي من خلال تخطي الأجزاء غير السارة لا يعلمِّ التاريخ. إنه منخرط في نوع من الدعاية”. وقد فاجأني هذا البيان الحازم. فأنا أعارض، مثل أبرامسون، جميع أشكال قوانين الذاكرة التي تقيد المناقشة التاريخية الحرة. ومع ذلك، تنشغل المؤسسات اليهودية بكثافة في مراقبة النقاش التاريخي. وهي غالباً ما تنتقد كل من يجرؤ على التشكيك في أولوية المعاناة اليهودية، أو حتى يقدم رؤية غير تقليدية إلى حد ما للحرب العالمية الثانية باعتباره من منكري الهولوكوست. كما لا يشتهر التقليد الفكري اليهودي بقائمته للنصوص التاريخية أيضاً، بل العكس تمامًا. ثمة افتقار كامل إلى النصوص التاريخية اليهودية بين فلافيوس جوزيفوس (37 م – 100 م) وهاينريش جريتز (1817-1891). ويميل العالَم الحاخامي إلى تخطي التقليد التاريخي لأن التلمود والتوراة موجودان هناك لتحديد الطريقة التي يتفاعل بها اليهود مع الكون من حولهم. وقد أشار المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند Shlomo Sand إلى أن اليهود، والصهاينة على وجه الخصوص، يخترعون إلى حد كبير ماضيهم ليلائم مصالحهم السياسية والوجودية والروحية. ربما لا ينبغي أن يعود الأمر إلى المؤسسات اليهودية للتبشير بكيفية مناقشة الماضي. يعرِب أبرامسون عن استيائه من حقيقة أنه في “ما يقرب من عشرين ولاية، تكتسب الحركة لفرض قيود على تدريس التاريخ زخمًا”. كما أن أبرامسون مستاء من قانون الذاكرة البولندي الجديد ومن إملاء بوتين رؤية للـ”المجاعة الكبرى”(7). ربما قبل الخوض في مخاوف أبرامسون، يجب أن أذكر أنني، باستخدام محرك بحث “غوغل”، لم أتمكن من العثور على أي معارضة من جانب أبرامسون لـ”قانون النكبة الإسرائيلي” الذي يقيد بالمثل النقاش حول جريمة التطهير العرقي الإسرائيلية التي ارتُكبت في العام 1948.
يدعي أبرامسون أن معارضي نظرية العرق النقدية يحاولون تجنب النقاش حول “اللحظات المثيرة للجدل والمؤلمة في تاريخ أميركا”. لست متأكدًا من أن هذا هو واقع الحال. لست متأكدًا من أن أميركا يمكنها -أو أنها حتى تنوي- إنكار ماضيها التعسفي الإشكالي، لكنني أعرف أن كل أكاديمي أسود حاول مناقشة دور اليهود في تجارة الرقيق الأفريقية شهد جهنم وهي تنطلق من عقالها. وأنا أوصي بشدة أبرامسون والجميع بقراءة كتاب البروفيسور توني مارتن Tony Martin المذهل “الهجوم اليهودي” The Jewish Onslaught، وهو تقرير عن حملة مؤسسية يهودية منظمة ومسيئة ضد باحث أسود لم يمتثل للنص وحاول فحص دور بعض اليهود في تجارة الرقيق الأفريقي.
بالنسبة لأبرامسون وآخرين، فإن نظرية العرق النقدية هي دراسة لتأثير العنصرية النظامية المنهجية. إنها التمسك بالاعتقاد بأن “إرث العبودية مندغم في بنية المجتمع والثقافة الأميركيَّين لدرجة أن الأميركيين من أصل أفريقي ما يزالون يعانون من أضرار اقتصادية منهجية طويلة الأجل”. وهي تقترح أن مناقشة منحهم تعويضات يجب أن تكون على جدول الأعمال الوطني.
حقيقة الأمر هي أن العديد من أولئك الذين يعارضون نظرية العرق النقدية سيتفقون مع أبرامسون على أن العنصرية ما تزال حية وبصحة جيدة في الولايات المتحدة. وقد يقترح البعض استخدام المساعدة الأميركية لإسرائيل كتعويض لنسل العبودية السوداء. هل ستنضم “وكالة التلغراف اليهودية”، و”آيباك” وأبرامسون إلى مثل هذه الدعوة الى تحقيق عدالة مستحقة منذ وقت طويل؟ أشك في ذلك.
تصر “وكالة التلغراف اليهودية” على إعطاء الانطباع بأن كلا من اليهود والسود يشتركون في الماضي المهمش نفسه. ويكتب أبرامسون: “كان السود، مثل اليهود، ممنوعين من شراء منازل في الضواحي التي تم تطويرها حديثًا، بينما تلقى الأميركيون البيض مساعدة من الحكومة لشراء منازل في هذه الأحياء المورقة ولبناء ثروة جيلية”. ومع ذلك، ثمة اختلاف واحد ينسى “مؤرخنا” اليهودي أن يذكره: لقد هاجر اليهود إلى أميركا طواعية. بالنسبة لهم، كانت أميركا هي “الأرض الذهبية”، الأرض الحقيقية الموعودة للفرص الحرة والرأسمالية النهائية. وعلى الناحية الأخرى، شق السود طريقهم إلى “أرض الحرية” مقيدين في بطون سفن العبيد. جاء اليهود إلى أميركا في سياق بحثهم عن حياة أفضل، وواجهوا عقبات لكنهم انتصروا، وهم الآن من بين أكثر المجموعات العرقية امتلاكاً للامتيازات في الولايات المتحدة، إن لم يكن الأكثر امتيازًا على الإطلاق. وفي المقابل، جُلِب السود ليتم استغلالهم في العمل كعبيد. وكانت لديهم بداية مختلفة تمامًا في الولايات المتحدة. وسوف تكون محاولة المقارنة بين الطرفين غير شريفة فكرياً على أقل تقدير، لكنها قد تخدم غرضًا ما.
قبل عقد من الزمن في لحظة نادرة من الصدق، اعترف لي فيليب فايس Philip Weiss، المساهم الأبرز في المنفذ اليهودي المؤيد للفلسطينيين، “موندفايس” Mondoweiss، في مقابلة أنه لم يكن الإيثار هو الدافع وراء موقفه المؤيد للفلسطينيين. كانت “المصلحة الذاتية اليهودية”. وقد تعلمت الكثير من هذا اللقاء مع الناشط اليهودي، وظللتُ منذ ذلك الحين متشككًا جدًا في مشاريع التضامن اليهودية. بطريقة ما، دائماً أرى المصلحة الذاتية وهي تطل برأسها من هناك في مرحلة أو أخرى.
شاركت المؤسسات والأفراد اليهود في معظم مشاريع التضامن في القرن الماضي. وهم يصرون على إنقاذ الطبقة العاملة، وتعميم الحقوق المدنية، وتحرير النساء والمثليين، وبالطبع المتحولين جنسياً. والنتيجة لم تكن أبداً جيدة كثيراً. بدلاً من دفع المجتمع إلى الأمام ككل، انتهى بنا الأمر مع مزيج من الصراعات التي تشبه عمليًا “قبائل إسرائيل الاثني عشر”.
إنك إذا سألت نفسك لماذا تمكنت طالبان من السيطرة على أفغانستان في 72 ساعة، فإن أحد الإجابات المحتملة هي أن منظمة “يهود من أجل طالبان” لم تتشكل بعد. وينطبق الأمر نفسه ينطبق على حزب الله وإيران. وإذا سألت نفسك لماذا تستغرق فلسطين وقتًا طويلاً لتحرر نفسها، فإن ذلك يعود جزئيًا إلى أن الخطاب التضامني الخاص بها يعرِّفه (حرفيًا) المضطهِد.
إذا كانت أميركا أو أي أحد آخر يريدون محاربة العنصرية بشكل حقيقي، فإن الطريق إلى الأمام هو البحث عن الأخوة البشرية بدلاً من إثارة قضية الضحية. وإذا كانت “وكالة التلغراف اليهودية” أو أي مؤسسة يهودية أخرى تهتم بالسود بشكل حقيقي، فإن عليها أن تعتنق “أمة الإسلام” (8) اليوم قبل غروب الشمس. شجِّعوا النقاد والمثقفين السود على النظر بلا خوف في مسألة اليهود وتجارة الرقيق الأفريقية. أرونا مثالاً على الشفافية العظيمة. قُودوا الطريق وكونوا خفيفين مع الأمم لأول مرة في التاريخ بدلاً من توقع أن تسير بقية البشرية في طريق متعرج إلى ما لا نهاية حول حساسياتكم.
تعتقد حقًا أن اليهود ليسوا عرقًا، ومع ذلك، فإن عدم كونك عرقًا لا يمنع الناس من تعريف نفسهم كـ”عرق”.
 
*جلعاد أتزمون Gilad Atzmon: عازف ساكسوفون جاز، وروائي، وناشط سياسي وكاتب. ولد في تل أبيب لعائلة يهودية علمانية وتدرب في أكاديمية روبين للموسيقا في القدس. هاجر إلى لندن، بريطانيا في العام 1994، حيث التحق بجامعة إسكس وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة. يقيم في بريطانيا منذ ذلك الحين، وأصبح مواطناً بريطانياً في العام 2002. تخلى آتزمون عن جنسيته الإسرائيلية. ويصف نفسه في مناسبات مختلفة بـ”اليهودي العلماني”، و”الفلسطيني الناطق بالعبرية”. قارن آتزمون الفكر اليهودي بفكر النازيين ووصف سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين بأنها إبادة جماعية. ويشير إلى اتهامات معاداة السامية بأنها “جهاز إسكات صهيوني معتاد”.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Critical Race Theory and the Jewish Project
هوامش المترجم:
(1) النظرية العرقية النقدية Critical Race Theory: هي إطار نظري في العلوم الاجتماعية يستخدم النظرية النقدية لدراسة المجتمع والثقافة من حيث صلتهما بتصنيفات العرق والقانون والسلطة. بدأت النظرية كحركة نظرية داخل كليات الحقوق الأميركية في منتصف إلى أواخر الثمانينيات كإعادة صياغة للدراسات القانونية المهمة حول قضايا العرق، وهي تدور بشكل خاص حول موضوعين شائعين: أولاً، تقترح النظرية العرقية النقدية أنها تتم المحافظة على تفوق البيض والسلطة العرقية بمرور الوقت، وأن القانون بالتحديد قد يلعب دورًا في هذه العملية. ثانياً، فحص عمل النظرية العرقية النقدية إمكانية تحويل العلاقة بين القانون والسلطة العرقية، وسعت النظرية بشكل أوسع إلى مشروع لتحقيق التحرر العنصري ومكافحة التبعية. تُدرس هذه النظرية وتبتكر في مجالات التعليم، والقانون، والعلوم السياسية، ودراسات المرأة، والدراسات الإثنية، والتواصل، والدراسات الأميركية. يعتقد الكثير من الناس أن النظرية العرقية النقدية وجهة نظر مهمة جدًا فيما يخص العرق والعنصرية في أميركا. ينتقد نقاد النظرية، مثل ريتشارد بوسنر وأليكس كوزينسكي، أسسها النابعة من حركة ما بعد الحداثة واعتمادها على النسبية الأخلاقية، والبنيوية الاجتماعية، وغيرها من المبادئ المتعارضة مع الليبرالية الكلاسيكية.
(2) الصوت اليهودي من أجل السلام: Jewish Voice for Peace هي منظمة تعمل في الولايات المتحدة تركز على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. تصف المنظمة نفسها بأنها “مجموعة واسعة ومتنوعة من الناشطين في المجتمع الديمقراطي وعملها مستوحى من التقاليد اليهودية من أجل السلام والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان لدعم تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الأمن وتقرير المصير، وتقول المنظمة إنها “تسعى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية”. في حين يعتبر منتقدو المنظمة أنها تعمل على تقويض الدعم الشعبي لإسرائيل.
(3) الصوت اليهودي من أجل العمل Jewish Voice for Labour هي منظمة تشكلت في العام 2017 من أعضاء يهود في حزب العمال البريطاني. وتشمل أهدافها الالتزام بتقوية الحزب في معارضته لجميع أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية… لـ”دعم حق أنصار العدالة للفلسطينيين في الانخراط في أنشطة التضامن” و”معارضة محاولات توسيع تعريف معاداة السامية بما يتجاوز معناه المتعلق بالعداء تجاه اليهود أو التمييز ضدهم كيهود”.
(4) الشبكة اليهودية الدولية المعادية للصهيونية (IJAN) هي شبكة من اليهود المعادين للصهيونية الذين تعهدوا بمعارضة الصهيونية ودولة إسرائيل، أسستها سارة كيرشنار وآخرون في العام 2008. تنظر الشبكة إلى الصهيونية على أنها حركة عنصرية، وتعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري. وينص ميثاق المنظمة على “أننا شبكة دولية من اليهود الملتزمين بلا هوادة بالنضالات من أجل تحرير الإنسان، والتي تعتبر تحرير الشعب الفلسطيني والأرض جزءًا لا غنى عنه. التزامنا هو تفكيك الفصل العنصري الإسرائيلي، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين التاريخية”. وهي تدعو إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل. كما تعارض المجموعة الحروب في العراق وأفغانستان، والرأسمالية، وكراهية الإسلام.
(5) هنري أبرامسون (مواليد 1963) هو عميد كلية لاندر للفنون والعلوم في فلاتبوش، نيويورك. قبل ذلك، شغل منصب عميد الشؤون الأكاديمية وخدمات الطلاب في فرع ميامي بكلية تورو Touro College South. يشتهر بتعاليمه حول التاريخ اليهودي واليهودية كدين.
(6) وكالة التلغراف اليهودية The Jewish Telegraphic Agency هي وكالة أنباء دولية وخدمة إخبارية تخدم صحف الجالية اليهودية ووسائل إعلامها في جميع أنحاء العالم، مع وجود نحو 70 من عملاء النقابة مدرجين على موقعها على شبكة الإنترنت. وهي شركة غير ربحية يحكمها مجلس إدارة مستقل. لا تدعي الولاء لأي فرع معين من اليهودية أو لوجهة نظر سياسية. كتب رئيس تحرير الوكالة ومديرها التنفيذي والناشر أمي إيدن: “نحن نحترم العديد من منظمات المناصرة اليهودية والإسرائيلية الموجودة، لكن لدى وكالة التلغراف مهمة مختلفة -تزويد القراء والعملاء بتقارير متوازنة ويمكن الاعتماد عليها”.
(7) هولودومور، وتعني “وباء الجوع”، وأحياناً تترجم إلى “القتل بالتجويع” هي المجاعة التي حاقت بأوكرانيا السوفياتية في الموسم الزراعي 1932-1933. في الفترة ذاتها كانت المجاعات تعصف ببقاع أخرى أيضاً من الاتحاد السوفياتي. تعد مجاعة هولودومور إحدى أسوأ الكوارث في التاريخ الأوكراني، وإحدى أسوأ معالم فترة حكم ستالين، حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 2.2 و3.5 مليون إنسان ماتوا في هذه المجاعة، كما أن البعض يطرح أرقاماً أعلى من ذلك بكثير.
(8) تعد “أمة الإسلام” Nation of Islam‏ في الولايات المتحدة الأميركية إحدى المنظمات أو المؤسسات أو القوى الفاعلة في صفوف السود الأميركيين، وتكاد تكون أكثرها نفوذا بما تملكه من تنظيم وإدارة فاعلة بين المسلمين السود. تعد القوة الأكبر في صفوف المسلمين السود وإن لم تتوافر معلومات شاملة عن عددهم. وقد تبنت هذه المنظمة الإسلام بمفاهيم مختلفة تماما عن العقيدة الإسلامية، ارتكزت على العنصرية للرجل الأسود أو تفوق العرق الأسود. أسسها سنة 1930 رجل أسود أصله مجهول اسمه والاس فرد محمد ظهر في ديترويت سنة 1929 ثم اختفى كما ظهر فجأة، وحمل لواء الحركة بعده رجل اسمه إليجا محمد وعلى يديه تأصلت عقيدة هذه المنظمة التي يعبر عنها في كتابه Blackman in America. وقد تعرضت المنظمة لانشقاقات عدة أهمها حدث خلال حياة إلايجا وهو خروج المتحدث الرئيسي باسم المنظمة، مالكوم إكس منها، وإنكار عنصريتها ومحاولة التوجه نحو الإسلام، وتأسيسه منظمة المسجد الإسلامي، والانشقاق الثاني قام به ابن أليجا والاس أو وارث الدين محمد، الذي حول كل الحركة إلى اسم “البِلاليون” بعد وفاة والده إلايجا 1975 وتركه 75 مركزًا للمنظمة وأصولًا ضخمة لها تقدر بملايين الدولارت. أما الرافضون للتحول إلى الإسلام فظلوا مع الواعظ لويس فرخان محمد الذي تمسك بالاسم القديم للمنظمة والاعتقادات القديمة بكل ما فيها من عنصرية سوداء ومخالفة صريحة لشعائر وعقائد الإسلام، وهكذا أصبحت الحركة الأصلية فرقتين إما بلاليون (إسلام سنة) تمثلهم جمعية المسلمين الأميركان American Society of Muslims أو إليجيون (توجه قومي عنصري مع عقائد خاصة) تمثلهم المنظمة الأصل “أمة الإسلام”.