الرئيسة \  مشاركات  \  نعم... أنا من حلب الأبية وافتخر  

نعم... أنا من حلب الأبية وافتخر  

31.07.2016
المهندس هشام نجار


اعزائي القرّاء 
نعم ...
انا من حلب الابية أباً عن جد...
جذوري تمتد في حاراتها الشرقية الاثرية والتي يقصفها كل يوم مجموعة قوى الاجرام  والتي تشكل  اكبر تجمع لقوى الشر في العالم .
نعم..
انا من حلب..
ولدت بها وترعرعت بها وتعلمت في مدارسها ولعبت مع أقراني وانا طفل في شوارعها .
ولا اذكر يومها ان تخاصم  جار مع جاره من اجل ازعاجنا الذي كان ضجيجه بملا بيوتهم جميعاً .
روح التعاون هي الطاغية بين ابناء الحارة .
البقال والجزار يتعاملون بالدِّين مع سكان الحارة كل ما يملكونه قلم رصاص  بالكاد يخط على ورقة مهترئة هي كل سجلاتهم  يكتبون عليها ديونهم لابناء الحارة ويتسامحون ان حصل خلاف بينهم.
وفجأة ...
جاءت قوى الظلام مع نظام طائفي مغتصب لم يكن همه فقط ان يتمكن من السيطرة على الجيش وقوى الأمن ، فقد كان له هدف اخر يَصْب في تدمير الأخلاق والعائلة والمجتمع فشكلوا لهذه الغاية تنظيماتهم  الفاسدة 
فكان للأطفال تنظيم يمحون من عقولهم الصغيرة كل ما تعلّموه من اهلهم من قيم واخلاق ومبادئ.
وللشباب تنظيم يتسللون لعقولهم حتى يصبح الاسد هو رب الأرباب ويرسخون ذلك في عقولهم .
وكذلك للعمال تنظيم مشابه .
وكذلك للفلاحين
ثم سهلوا لاصحاب النفوس الضعيفة والتي كان معظمها على الهامش بعقود شراكة مع رجالات المخابرات تمكنهم  ان يصنعوا ما يشاوءون ويتاجرون بما يشاوءون ويزرعون  مايشاوءون حتى تجارة المخدرات صارت محلله في عهدهم.
 
البيت الواحد تحول الى عدة بيوت كل فرد فيها يخاف من أخيه او ابن أخيه او ابن عمه .
فحطموا العائلة السورية تحطيما.
النفوس تغيرت ، فالفساد استشرى بينهم . ومن عمق الماساة ان بعض الناس من الذين تحولوا بين عشية وضحاها من عقب الجرة الى اذنيها تجد ذكر الله على لسانهم لا يفارقهم   .
وهذه كانت قمة الماساة.. 
فتراهم يذهبون الى صلاة الجمعه بالثوب الأبيض وتحته سروال داخلي ابيض يصل الى ركبهم حتى لايشف فتنكشف عورتهم زيادة في التقوى . وعلى رأسهم (العرقية ) البيضاء والسبحة في أصابعهم .
نخرج جميعاً من صلاة الجمعة ، وبكل خجل وتقى يقبلون عليك يأخذوا يدي بمجموع أيديهم ويسبقونني بالكلام : تقبل الله استاذ هشام ثم يجاملوك تواضعا منهم
فكنت ترى العجب العجاب ، فالتقى والورع في الجامع والفساد لبعض هؤلاء في بيوت السادة روءساء المخابرات .
 
اليوم وبعد ان قطع طريق الكاستيلو او كاد خرجوا بالشوارع العريضة في القطاع  الغربي كاشفين عن وجوههم القذرة منطلقين بسياراتهم الفخمة مع عوائلهم يضربون المزامير والهتاف لقائد المسيرة الذي استطاع ان يحاصر أربعمائة الف إنسان بفضل طيران الروس والمليشيات الطائفية .والذي ألقى على اعدائهم في القسم الشرقي من المدينة  عشرة آلاف برميل والاف الصواريخ فقتل من جيرانهم  او ( اعدائهم ) في المنطقة الشرقية وخلال شهر واحد ١٠٠٠٠ إنسان منهم ١٥٠٠ طفل و ٢٠٠٠ امرأة .
كل هذا لم يكن يهمهم
فالمهم ان الفساد قد عاد اليهم مرة اخرى او هكذا يتمنون  ويظنون وعلى ثلاث ارباع حلب السلام .
اعزائي القرّاء 
ستجدون من هؤلاء الفاسدين والرماديين والقذرين والمخبرين بعضا ممن كُنتُم تظنوهم من أقربائكم او من جيرانكم الطيبين فإذا بكم تفاجئون  ويخيب ظنكم عندما ترون بعضا منهم قد غرق بالفساد حتى أذنيه وأصبحوا  جزءا من المنظومة الداعمة للنظام وهي ما يعتمد عليها اليوم في ترميم حكمه المنهار.
انا لا يدانيني أدنى شك ان النظام سينتهى طال الزمن او قصر
 ولكن علينا جميعا ان يكون لنا بعدها وقفة صادقة مع أنفسنا وقفة فيها الشدة والحزم من هؤلاء الذين كانوا سندا للعصابة الفاجرة قريبا كان ام صديقا لايهم فهولاء هم من قتلوا اطفالنا ودمروا وطننا وأفسدوا اجيالنا وضحكوا على ذقوننا.
لمحاسبتهم كخونة وفاسدين وشركاء القتلة في محاكم خصيصاً لهم 
اخواني 
المستقبل آت 
وكل ما هو آت قريب .
___________________
المنسق العام للهيئة السورية للاعمار