الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نقطة لصالح حزب الله

نقطة لصالح حزب الله

31.01.2015
أنس أبو عريش



العربي الجديد
الخميس 29-1-2015
لا يخفى على أحد أن عملية مزارع شبعا التي نفذها حزب الله انتقاماً لشهداء القنيطرة كانت معقدة للغاية، ففي وقت كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يحشد جنوده وآلياته قرب الحدود، نفذ حزب الله عملية خاطفة وسريعة، استهدف فيها آليتين عسكريتين، وأصابهما، وعاد من دون أية خسائر، بل حاول، أيضاً، أسر جندي من بينهم.
ماذا لو لم يكن جيش الاحتلال يحشد جنوده؟ ماذا لو لم يكن قد أعلن حالة استنفار قصوى منذ أيام؟ ماذا لو لم يكن يشعر بالقلق حيال عمليات متوقعة؟
بكل تأكيد، الإجابة على الأسئلة السابقة هي أن نتائج العملية كانت ستكون أكبر، وأن عدد القتلى سيكون أكبر. وبالتالي، ستكون الضربة موجعة أكثر. لكن، المهم، الآن، أن حزب الله استطاع، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، تنفيذ الضربة والعودة بسلام، سواء تمت العملية باستخدام نفق أرضي، على غرار أنفاق غزة، أم باستخدام الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه الحدود، أو حتى بالتسلل عبرها.
استطاع حزب الله أن ينفذ عمليته في وقت كانت تتوقع فيه إسرائيل عملية مماثلة، خصوصاً أن جيش الاحتلال أعلن مرتين، خلال العشرة أيام الماضية، وجود "حدث أمني" في مناطق حدودية في الشمال، واحتمال تسلل مقاومين لبنانيين. إذن، كان الجيش الإسرائيلي يتوقع تسلل مقاومين، لكنه فشل في صد العملية أو إحباطها، أو على الأقل توقع وقت حدوثها ومكانه، وهذه نقطة لصالح حزب الله.
من جهة أخرى: هل كان يعلم حزب الله أن الضباط والجنود المستهدفين كانوا يقومون بجولة تفقدية في المنطقة؟ وبالتالي، فإنه رد النار بالمثل، وبالطريقة نفسها التي استهدفت بها إسرائيل قادتهم؟ يفتح هذا الأمر الباب أمام السؤال التالي: هل يمتلك حزب الله "جواسيس" داخل إسرائيل؟ الإجابة بالإيجاب على هذا السؤال تعني تغيير المعادلة بالكامل في المنطقة، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة، والمتغيرات التي أوجدتها نتائج هذه الحرب.