الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نقلة نوعية

نقلة نوعية

24.06.2013
رأي البيان

البيان
الاثنين 24/6/2013
شكلت مقررات اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في الدوحة، نقلة نوعية على صعيد دعم المعارضة السورية المعتدلة، التي كانت تعاني من مشكلة التسليح، مقابل تمتع الفصائل المتطرفة بميزات ميدانية على الرغم من قلة عددها، تجعلها تتفوق على المعارضة المعتدلة.
وكان لافتاً اعتماد قيادة «الجيش السوري الحر» كعنوان لهذه المساعدات العسكرية، باعتبارها جهة عسكرية محترفة وتتميز بخطاب يتسم بالاعتدال والوسطية، ومستوى من الانضباط يجعلها أكثر قدرة على التحكم في مسار العمليات وتوزيع السلاح.
إن تعزيز مكانة «الجيش السوري الحر» وقيادته من المأمول أن يضع حداً لحالة الفلتان الأمني الذي ساد الساحة السورية، منذ أن تدفقت المساعدات على الجماعات المتطرفة، وتضاءلت بين أيدي مقاتلي «الجيش الحر» الذين عول عليهم المواطن السوري كثيراً منذ انطلاق ثورته قبل أكثر من عامين.
ومع أن الهدف المعلن هو تحقيق توازن القوى بين النظام والمعارضة، إلا أن ذلك لا يعني أن التسليح الجيد للثوار سوف يقلب المعادلة على الأرض، فالنظام يستخدم مختلف أنواع السلاح الثقيل في مواجهة أسلحة خفيفة استولى عليها الثوار من مستودعات الجيش النظامي، فميزان القوى هنا لا يعبر عن حقيقة الأمور، لأن تحقيق التوازن يقتضي تسليح الثوار بأسلحة ثقيلة، وهو ما لن يحصل.
ولذلك فإن الغاية من تسليح الثوار، حسب المقررات الصادرة عن الاجتماع، ليست حسم المعركة، بل الدفع في اتجاه قبول الجانبين الذهاب إلى مؤتمر «جنيف 2»، للوصول إلى حل تفاوضي يقوم على مرحلة انتقالية بإدارة مشتركة من شأنها أن تنقذ سوريا من ويلات الفوضى والتقسيم والتشرذم.
ولكن ثمة مخاوف من قبل السوريين أن لا يكون التسليح كافياً لحسم المعارك، في الكثير من المناطق التي يحاصرها الثوار ولا يستطيعون اقتحامها بسبب كثافة النيران الثقيلة والقصف الجوي العنيف، كما هو حال مواقع كثيرة في حمص وإدلب والرقة ودير الزور. ومبعث هذه المخاوف هو إطالة أمد المعارك لفترة طويلة مقبلة، من شأنها أن تزيد وتفاقم من مشكلات سوريا، وأن تزيد من التدخل الخارجي والعبث الذي تمارسه قوى عديدة إقليمية ودولية.