الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نهاية اللعبة السورية

نهاية اللعبة السورية

15.06.2015
صلاح الدباس



الشرق القطرية
الاحد 14/6/2015
أزمة سوريا سبب حالة عميقة من الطغيان الذي يمارسه الأسد في بلاده وشعبه، ويضاف إلى ذلك العاملان الإيراني وحزب الله في مسار طائفي بحت يضع المعركة وكأنها مسألة حياة أو موت حتى لو وصل عدد الضحايا السوريين لحرب لم يختاروها إلى أكثر من مليون، لأنه مع اقتراب نهاية الأسد وفقدانه لمزيد من الأراضي والقوات والروح المعنوية والدعم تزداد شراسة إيران وحزب الله لحماية مكتسباتهما من الحرب والتي لا محالة سيخسرونها.
حزب الله بدأ يهدد بإعلان التعبئة العامة في صفوفه من أجل توسيع نطاق الحرب لإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد وحمايته من السقوط، وليس من مؤشر لنجاحه في جميع الأحوال، لأن الأمور خرجت عن السيطرة وبدأ الحزب وجيش النظام يسجلان خسائر كبيرة على الأرض، فيما تتقدم عناصر الفتح وجبهة النصر، وهناك تنظيم الدولة، فالحرب بالنسبة لهم باتت من أكثر من جهة وذلك كفيل باستنزافهم حتى لو تدخل الجيش الإيراني مباشرة.
مفقودات النظام السوري تتزايد، فهناك مواقع خرجت عن السيطرة ومعركة القلمون كشفت كثيرا من إستراتيجيات وأدوات الحرب، ومن غير المتوقع أن يستمر الحزب وإيران في حرب يمكن أن تطول لأكثر من أربع سنوات قادمة، العالم لن يسمح بذلك بشكل أو بآخر، لأن الوضع سيتجه إلى مزيد من التعقيد الإنساني وتهديد الأمن والسلم الدوليين بصورة مباشرة، مع استنفاد كامل الموارد التي يمكن الاعتماد عليها لبقاء النظام، فالمنطق يتجه إلى خسارة الحرب والبحث عن ملاذ آمن للنظام وقيادته إذا بقي حيا.
لا تجتمع المقاومة والسلوك الإرهابي لحزب الله، وعليه الفصل بينهما إن استطاع، فسفينة الأسد تغرق يوما بعد آخر ولا عاصم لها، وهو من الناحية العملية استنفد أغراضه ودمّر نفسه بجدارة، وما خلفه من دمار وخراب كفيل بإسقاطه بقوة ومعه من يناصرونه، لأنهم شركاء في إحدى أسوأ جرائم التاريخ المعاصر التي خلفت ضحايا بمئات الآلاف ومشردين ومهجرين بالملايين، ولا يمكن الزعم بأن القتال في سوريا جزء من المقاومة فيما يأمن العدو ويتفرج على هذا المشهد الدموي.
ربما كانت هناك حاجة لعاصفة حزم سورية ولكن بتكتيكات تختلف عن عاصفة اليمن، فاللعبة في سوريا توشك على الانتهاء، ولذلك ينبغي أن يتم ذلك بأقل الخسائر حتى لا يحرق الأسد ما تبقى من سوريا وشعبها.