الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نهاية ثورة شجاعة

نهاية ثورة شجاعة

06.06.2013
جهاد المومني

الرأي الاردنية
الخميس 6-6-2013
يمكن القول ان الثورة السورية المسلحة انتهت بقرار دولي, ولم يكن مخططا لها ان تنتصر اساسا ,ولكن لا يمكن للنظام السوري ان يطمئن الى بقائه فالشعب السوري قطع الشوط الاطول على طريق اسقاط النظام بكسره جدار الخوف ,اما ما يخطط لسوريا بعد الحسم فانقلاب الحلفاء على نظام الاسد وعلى حزب نصر الله حال انتهاء المعارك الاستراتيجية الكفيلة بحسم المعركة والقضاء على جبهة النصرة تحديدا او آكلي لحوم البشر – كما وصفهم الرئيس الروسي بوتين.
الولايات المتحدة لم تتمسك بحليفها العجوز المتعاون جدا حسني مبارك ولا بالمهرج القذافي رغم قيامه بدور الحليف تماما بتعطيل اي دور حضاري او سياسي لليبيا وابقاه بلدا هائما في الصحراء بلا هدف ولا دور ,كما لم تتمسك بزين العابدين ابن علي ولا بالحليف الاستراتيجي علي عبد الله صالح ,هؤلا جميعا اكتشفوا في لحظة سقوطهم المروع ان اصدقاء واشنطن أكثر مم مجرد تابعين او معجبين وليس بالضرورة هم الحلفاء المعلنين ايضا ,وانما ( الاصدقاء) اصحاب الدور المؤثر بالدرجة الاولى ,فما اهمية زين العابدين ومبارك وصالح والقذافي مقارنة بالاسد المتحالف مع روسيا وايران والعضو الفاعل ضمن الفريق الشيعي في منطقة الشرق الاوسط ,اي انه لاعب رئيس في لبنان والعراق اضافة الى علاقته القوية بالنظام الايراني ويقوم بدور الملعقة الايرانية التي تطعمم حزب الله ,وما همية جميع الحلفاء العرب اذا كانوا مجرد هياكل لا تؤثر ولا تتأثر ,واي مقارنة ظالمة بينهم وبين النظام السوري الذي يلعب دور المقاوم ويجمع من حوله ملايين العرب لمجرد انه يرفع هذا الشعار حتى لو لم يطبقه مرة واحدة ,لهذا ولغيره من الاسباب تخسر الثورة السورية اليوم حربها في اللحظات الحاسمة وتترك وحيدة بلا اسلحة في الميدان بينما تفتح الطريق لمليشيات حزب الله كي تخوض حربا مختلفة هذه المرة ربما ستغير كل الموازين ويصبح حزب الله ( حليفا ) بعدما تبين انه متعاون ويلتقط الافكار الغربية وينفذها على عكس الانظمة الصديقة والحليفة التي تركت الثورة السورية لمصيرها.
اليوم اصبح حزب الله أكثر اهمية من دول قائمة في المنطقة ,هذا ما اشار اليه زعيم الحزب حسن نصر الله في خطابه الموجه اساسا للغرب وليس للعرب وهذا ما ارد ان يقوله للخائفين من نفوذ الحزب ومنهم اسرائيل ,فقد قدم نصرالله تطمينات بأن التكفيريين هم الهدف وانه يحارب الارهاب المحتمل قبل ان يصبح دولة في سوريا ,وهكذا اصبح الطريق امام الحزب سالكا الى القصير اولا ثم الى العمق السوري ,فما سيحاربه الغرب فيما بعد يحاربه حزب الله اليوم ,اين هو النظام العربي الذي قدم خدمة كالتي يؤديها الحزب المقاوم الوحيد في العالم العربي ..!