الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نوبل للسلام وحقوق الاطفال… المأساة المنسية

نوبل للسلام وحقوق الاطفال… المأساة المنسية

12.10.2014
رأي القدس
رأي القدس



القدس العربي
السبت 11-10-2014
لقي فوز الطالبة الباكستانية الناشطة الاجتماعية ملالا يوسف زاي، والناشط الهندي في حقوق الأطفال كايلاش ساتوارثي بجائزة نوبل للسلام ترحيبا دوليا واسعا نظرا لأهمية الرسالة التي يوجهانها بشأن حقوق الاطفال وخاصة في التعليم.
وبدت الجائزة هذا العام مستحقة بشكل استثنائي، بالرغم من قوة الأسماء المنافسة للفائزين، والتي ضمت إدوارد سنودن، وتشيلسي مانينغ، وبابا الفاتيكان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ملالا يوسف زاي التي أطلقت عليها النيران في رأسها داخل حافلة مدرسية في عام 2012 على يد مسلحين متطرفين من حركة طالبان (التي اعلنت مؤخرا تحالفها مع تنظيم داعش الارهابي) أصبحت تستطيع اليوم اعادة الرصاصة الى رأس من اطلقها، خاصة في توقيت يبدو فيه العالم مهددا بالسلاح نفسه. حيث ان فوزها قد يكون بل ويجب ان يكون سببا في تعليم ملايين الفتيات حول العالم.
أما كايلاش ساتوارثي الناشط في مجال حقوق الأطفال، الذي فاز بالجائزة (قيمتها نحو مليون دولار) مناصفة مع ملالا، فقالت لجنة نوبل عنه إنه "حافظ على تقاليد المهاتما غاندي في استخدام مختلف أشكال الاحتجاجات السلمية، مع تركيزه على الاستغلال الخطير للأطفال لتحقيق مكاسب مالية".
وهذه ظاهرة متفشية في الدول الفقيرة بشكل واسع، اما عبر تشغيل الاطفال او استغلالهم في مجالات عديدة.
ولاشك ان فوز كايلاش وملالا يعيد الاعتبار الى الجائزة التي لم توفق اللجنة احيانا في اختيار الفائزين بها، ومنهم الرئيس الامريكي باراك اوباما في بداية ولايته الرئاسية الاولى، وهو الذي لم يتورع منذئذ عن شن اربع حروب.
كما ان فوزهما يلقي الضوء على قضية تكاد تكون منسية رغم اهميتها بل ومأساويتها، وخاصة بالنسبة للاطفال في دول العالم الثالث حيث يتعرض كثير منهم للحرمان من حقهم في التعليم، ويُرغمون على التجنيد في القوات المسلحة، ويتعرضون للعديد من أشكال العنف الأخرى.
واكدت تقارير لمنظمات حقوقية دولية انخراط مئات الآلاف من الأطفال الذين لم يبلغوا سن الثامنة عشرة في في النزاعات المسلحة، في صفوف القوات المسلحة والقوات شبه العسكرية والمليشيات المدنية ومجموعة واسعة من الجماعات المسلحة الأخرى.
وعربيا، اظهرت صور العديد من الاطفال يحاربون في صفوف تنظيمات وميلشيات بينها "داعش" والمعارضة في جنوب السودان واليمن والصومال. وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، فان اولئك الاطفال غالبا ما يتم اختطافهم من المدارس أو الشوارع أو المنازل. ويلتحق آخرون بهذه القوات "طوعاً" لأنهم لا يجدون بدائل تُذكر في العادة.
ويشارك الأولاد والبنات في القتال، وكثيراً ما يتعرضون للقتل أو الإصابة بجروح. بينما يُستخدم آخرون كجواسيس أو مراسلين أو حمالين أو خدم أو لزرع الألغام أو إزالتها. وتتعرض الفتيات بشكل خاص لخطر الاغتصاب أو غيره من إساءة المعاملة الجنسية.
ويُسلب مثل هؤلاء الأطفال طفولتهم، ويتعرضون لأخطار فظيعة ولمعاناة نفسية وجسدية.
كما ان هناك دولا لا تزال تُعدم الأشخاص الذين كانوا أطفالاً في وقت ارتكاب جرائمهم مثل الصين وإيران وباكستان والسودان.
وحتى لا تفقد الجائزة معناها هذا العام، فان الامم المتحدة مطالبة بأن تفتح فورا ملف انتهاكات حقوق الاطفال بشكل عام وخاصة في مناطق الحروب مثل سوريا والعراق وليبيا عبر آليات جديدة تتيح فرض عقوبات، حسب البند السابع على الحكومات التي تتورط او حتى تتقاعس عن حماية الاطفال، طبقا لما ورد في اتفاقية الطفل الدولية.
ولا شك ان ماعاناه اطفال سوريون مؤخرا في لبنان من اعتداءات وتهديد مروعة واحد من امثلة عديدة اختار العالم ان يغض الطرف عنها.
اما اطفال غزة الذين رأوا الاهوال اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير فمازال كثير منهم بلا مأوى وبلا مدرسة بعد ان ترك العدوان مدارس القطاع اما مدمرة او مقرات مؤقتة لايواء النازحين.
كما ان العراق اضطر الى تأجيل الدراسة شهرا كاملا بسبب استمرار شغل النازحين للمدارس.
وفي مصر تستمر مأساة اكثر من مليوني طفل لا يجدون سقفا فوق رؤوسهم فيما يعرف بظاهرة "اطفال الشوارع" ما يعرضهم لمختلف انواع الانتهاكات.
لقد حان للعالم ان يتحرك، انقاذا لانسانيته اولا، ليحمي الاطفال من انتهاكات لم يعد ممكنا السكوت عنها.