الرئيسة \  تقارير  \  هآرتس :انظروا من يدين غزو روسيا لأوكرانيا

هآرتس :انظروا من يدين غزو روسيا لأوكرانيا

01.03.2022
جدعون ليفي


هآرتس
جدعون ليفي 27/2/2022
الغد الاردنية                  
الاثنين 28/2/2022
إسرائيل لا يوجد لها أي حق في توجيه الانتقاد لروسيا. فدولة تصرفت أكثر من مرة بالضبط مثل روسيا لا يوجد لها أي حق في انتقاد سلوك عدواني وعدائي. ودولة لديها احتلال عنيف عمره أكثر من نصف قرن من غير المسموح لها توجيه انتقاد لاحتلال عمره يوم. مبررات روسيا للغزو والدعاية والأكاذيب وكأنها أخذت من دليل التشغيل الإسرائيلي كلما قامت بغزو غزة أو لبنان.
إسرائيل دائما شعرت بأنها مهددة بالضبط مثل روسيا، وهما تنفيان الحقوق الوطنية للشعب المحتل. الأوكرانيون ليسوا شعب وكذلك الفلسطينيون. هناك حقوق أجداد لإسرائيل في الضفة، وهناك حقوق مشابهة لروسيا في أوكرانيا، وفي نظرهما القصد هو الحق الزائد في السيادة. أيضا الشيطنة متشابهة. فالأوكرانيون هم نازيون والفلسطينيون هم إرهابيون يريدون تدمير إسرائيل. المسافة بين المقولتين وبين الواقع متشابهة؛ هذه أكاذيب الدعاية.
الوقفة الكوميدية في هذه الحرب اللعينة قدمها وزير الخارجية يئير لبيد. “الهجوم الروسي على أوكرانيا هو خرق خطير للنظام العالمي”، قال. يبدو أن لبيد لم يشعر بأي حرج أو خجل عند صياغة هذه الاقوال. هل وصل إدراكه الذاتي إلى هذه الدرجة، أو ربما أن السخرية والنفاق والأخلاق المزدوجة، تسجل هنا رقما قياسيا جديدا؟.
على أي حال، النظام العالمي في نظر إسرائيل هو أمر مرن جدا. غزو روسيا لأوكرانيا هو بالطبع خرق للنظام العالمي. في المقابل، غزو إسرائيل للبنان واحتلاله لمدة 18 سنة هو النظام العالمي في أفضل تجلياته. النظام العالمي هو غزوات متواترة لغزة، ولا نريد الحديث عن النظام العالمي المفهوم ضمنا والذي فيه إسرائيل تسيطر على شعب آخر وتحتل بالقوة أراض محتلة منذ عشرات السنين، خلافا لموقف جميع المؤسسات الدولية وفعليا كل العالم.
العالم يعارض ومصدوم من غزو أوكرانيا. هو يعارض ومصدوم بدرجة لا تقل عن ذلك من الاحتلال الإسرائيلي. وحقيقة أن إسرائيل تستخف بقرارات المجتمع الدولي تضعها في المستوى نفسه مع روسيا وتحرمها من حقها في انتقادها. الفرق بينهما هو أن روسيا ستصبح كما يبدو دولة مجذومة وستتعرض لعقوبات شديدة. وإسرائيل لم تتم معاقبتها في أي يوم على عدوانها ولم تدفع أي ثمن بسبب تجاهل قرارات المجتمع الدولي.
اليمين في إسرائيل ينتقد الآن الغرب الذي لا يهب لمساعدة أوكرانيا. فهل خطر ببال إسرائيل في أي وقت أن تهب لمساعدة دولة معينة في حربها، باستثناء إرسال مستشفيات ميدانية، الذي دائما يظهر بأنه أمر جميل؟ هل هناك إسرائيليون يوافقون على أن يذهب أبناؤهم للقتال من أجل عدالة أوكرانيا؟. إذا كان الجواب لا فكيف يمكن أن نطلب ذلك من الآباء الأميركيين أو الفرنسيين أو الألمان؟ أيضا النظرة في إسرائيل للمقاومة العنيفة للاحتلال مليئة بالأخلاق المزدوجة. عمليات المقاومة للشعب الأوكراني ضد الاحتلال ليست فقط شرعية، بل هي حتى بطولية. لا أحد يخطر بباله انتقاد فتى من أوكرانيا يلقي زجاجة حارقة على دبابة روسية. إسرائيل تصفق كما ينبغي له. هذا الفتى هو بطل ووطني. وماذا بشأن الشاب الفلسطيني الذي يقوم بعملية مشابهة؟ هو بالطبع يستحق الموت، هو ولد من أجل أن يقتل يهودا أبرياء، هو حيوان ومتوحش وحقير. لماذا يشفق جدا القلب الإسرائيلي على اللاجئين الأوكرانيين وضحايا الرعب والخوف هناك، لكنه مغلق إزاء معاناة الرعب في غزة والطرد واللجوء الفلسطيني؟.
روسيا تؤكد أنها لا تنوي احتلال أوكرانيا وأنها ستضرب فقط أهدافا عسكرية. وهذا يبدو معروفا تماما. روسيا تطالب بتجريد أوكرانيا من سلاحها وتغيير الحكومة فيها. هذا مخالف كليا لما تطلبه إسرائيل من غزة قبل أن تذهب إلى جولة قتل أخرى لمئات الأطفال دون قصد. حتى تأييد الحرب في وسائل الإعلام الروسية تذكر بشيء ما. بعد كل ذلك، تريدون أن تنضم إسرائيل للعالم وتدين روسيا؟ كيف يمكن ذلك؟.