الرئيسة \  تقارير  \  هآرتس :حان الوقت لحل كتيبة “نتساح يهودا”

هآرتس :حان الوقت لحل كتيبة “نتساح يهودا”

03.02.2022
القدس العربي


القدس العربي
الاربعاء 2/2/2022
حادثة موت عمر عبد المجيد أسعد (80 سنة) على أيدي جنود من كتيبة “نتساح يهودا” هي مثلما أشار عاموس هرئيل جزء من سلسلة أحداث مارست فيها هذه الكتيبة عنفا زائدا ضد فلسطينيين. وهذه أيضا هي اللحظة التي مطلوب فيها من رئيس الأركان أفيف كوخافي اتخاذ القرار الذي كان يجب اتخاذه منذ فترة طويلة، وهو حل هذه الكتيبة.
نتساح يهودا” هي ظاهرة فريدة بمعايير دولية. فهي كتيبة سياسية-دينية. في أساس تشكيل “كتيبة الناحل الأصولية” في 1999 كانت تقف فكرة تشجيع الأصوليين على التجند في الجيش على أساس التطوع. فعليا، القليل جدا من الأصوليين يخدمون في الكتيبة. هي تتكون من شباب أصوليين سابقين تركوا التعليم، أصوليين تمردوا على الآباء، شبيبة التلال، شباب أصوليين أمنوا لهم جو خدمة معقما تماما من النساء، وشباب من عائلات فقيرة ومتدينة أخرى.
تحقيقات أجريت في جيوش مختلفة تظهر أن التجانس الاجتماعي يؤدي الى تكتل زائد للوحدة، والنتيجة هي نمو ثقافة مميزة تميز نفسها عن الثقافة العسكرية العامة، وحتى أنها تعمل ضدها، خاصة إذا كان التشكيل الاجتماعي يستند الى مجموعات اجتماعية ضعيفة تنفر من ثقافة الأغلبية. ولكن تجانس نتساح يهودا مزدوج، ليس فقط تجانسا دينيا بل أيضا سياسي. العامل المشترك الواسع للجنود هو رؤيتهم أن مراقبة الفلسطينيين هي مهمة “مقدسة”، كما شرح قائد الكتيبة في 2017 لصحيفة “معاريف”. هذه القداسة تترجم الى بلورة ثقافة مميزة تشجيع الحماس لاستخدام العنف. وهذا الحماس يزداد إذا أخذنا في الحسبان أن خاصية جنود كثيرين في الوحدة هي التمرد ضد الطائفة التي جاؤوا منها. لذلك، هم أيضا يعتبرون أنفسهم يخضعون لاختبار عال لإثبات الذات، وليس اختبارا من موقع دوني فيما يتعلق بالطائفة الأصلية. إذا لم يكن هذا كافيا فإن الانشغال بالرقابة التي تعد دونية وليس بالقتال وفي قطاع محدد يزيد أكثر الميل للعنف.
هذه الظاهرة لـ”تأكيد القتالية”، التي تنزلق أيضا الى “عنف زائد” توجد بشكل عام في لواء كفير الذي تنتمي اليه الكتيبة، مثلما لاحظ ذلك تحقيق داخلي أجراه مركز علوم السلوك التابع للجيش في 2014. ولكن هذا الحماس يتضخم في نتساح يهودا. “الدافع للتميز أخذ بعضنا الى أماكن متطرفة جدا”، هكذا دافع على صفحات “هآرتس” دافيد زولدن، وهو من مؤسسي الكتيبة، عن الميل لاستخدام العنف.
هكذا، بصورة محتمة، وجدت في نتساح يهودا ثقافة سياسة وحدوية وواضحة تجذب لصفوفها من تناسبهم، كما شرح أحد جنود الكتيبة لصحيفة “معاريف” في 2003، شبيبة التلال يتجندون لها لأن “المستوطنين وجدوا لهم مكانا فيه الجيش لا يصطدم مع إيديولوجيتهم”، هكذا شرحت والدة يغئال عمير تأييدها لتجند الأخ الأصغر له للكتيبة في 2004. “أنا أيدت بالتحديد التجند للناحل الأصولي لأن هذا إطار ديني، ولم يكن هناك أي خوف من أن يقوم قائد يساري بالتنكيل بابني ومضايقته”.
ليس عبثا أن الجيش تجنب نشر نتساح يهودا أثناء عملية الانفصال. حسب تقرير ميرون ربابورت في “هآرتس”، قال احد الجنود: “50 % من هذه الكتيبة هم من المستوطنين. كيف سيقومون بإرسالنا للإخلاء”. لذلك، عندما حاول جنود حرس الحدود في كانون الأول (ديسمبر) 2018 اعتقال مستوطنين قاموا برشق الحجارة على بيوت فلسطينيين في منطقة رام الله، حاول اثنان من جنود الكتيبة إزعاج جنود حرس الحدود. هذه الكتيبة الدينية-السياسية تبرز ليس فقط في أحداث عنف استثنائية، التي تستخدم فيها السادية ضد الفلسطينيين، بل أيضا بأشكال أخرى من عنف الجنود الغريزي مثل رفع لافتات مكتوب عليها “جئنا للانتقام” بعد قتل الفتيان الثلاثة في 2014، أو مشاركة جنود من الكتيبة في “حفل زواج الكراهية” في 2015، الذي رفع فيه السلاح أمام صورة الطفل علي دوابشة الذي تم إحراقه في قرية دوما.
كتيبة نتساح يهودا هي ظاهرة غير عادية لأنه ترافقها جمعية مدنية، (جمعية نتساح يهودا)، التي تهتم بجنودها. ولكن الأهم من ذلك فإنه خلافا للصورة التي تسمح بدمج الأصوليين المتطرفين في الجيش، وبالتالي تعتمد على حسن نية القيادة الأصولية، هي تسمح للأصوليين الذين تركوا الدين بالبقاء في إطار ديني، في كتيبة فيها مرافقة الجنود من قبل حاخامات مدنيين هو جزء من الروتين. “أنا أقوم بإنقاذ شباب تركوا الدين”، شرح قائد لواء كفير في 2016 لصحيفة “يديعوت احرونوت”. يجب علينا القول ببساطة إن نتساح يهودا تخدم الطائفة الأصولية، الى جانب أن الخدمة في الكتيبة هي خدمة مقلصة ونهايتها مكرسة لإعداد مهني للمتسرحين الى سوق العمل المدنية. لذلك، حرية عمل الجيش إزاء المجتمع الأصولي هي أعلى مما يظهر. وقد حان الوقت لأن يطبق الجيش ذلك وأن يوزع فصائلها.